ما المنطق وراء تكرار الإنسان أخطاء التاريخ والماضي؟

يبدو أن كثير من الفلاسفة والكتاب اتفقوا على أن لا أحد يتعلم من أخطاء الماضي والسبب في رأيي كما قال د.أحمد خالد توفيق "إن التاريخ يكرر نفسه لأن الحمقي لم يصغوا إليه جيدا في المرة الأولى" ويبدو أننا محاطون بالكثير من الحمقى لذلك لا شيء يتغير

أقولها دائما وكان قالها أيضا العديد من المفكرين وهي الغرور البشري والبحث الدائم عن التفرد والتفكير في أننا يمكننا تحقيق الأفضل وتغيير النتائج التي أمامنا، ومن نقطة آخرى هي وصول الأغبياء إلى السلطة ويصبحون هم المتحكمين الرئيسين في اتخاذ القرارت ودور العلماء وأصحاب العلم دائما في مراتب أقل أهمية ويمكنك متابعة تاريخنا البشري وعمل مقارنة بسيطة حول رجال السلطة الصالحين والطالحين فستجدي دائما أن الكفة تميل نحو الطالحين هم أصحاب القرار ولهذا نعيد تكرار الأخطاء بدوافع ذاتية وغرور.

أظن في رأيي الخاص أن هناك العديد من الأسباب لتكرار الإنسان لأخطاء الماضي، منها:

• الكثير من البشر متسرعين ويميلوا إلى اتخاذ القرارات دون التفكير الجيد في العواقب. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تكرار الأخطاء، خاصة إذا كانت تلك الأخطاء لها نتائج إيجابية في البداية.
• كذلك الغريزة الأنانية تسيطر على الكثير من البشر حيث يميلوا إلى التفكير في مصلحتهم الشخصية دون النظر إلى مصلحة الآخرين أو المجتمع ككل. وهذا يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تكرار الأخطاء، خاصة إذا كانت تلك الأخطاء تؤدي إلى مكاسب شخصية فورية.
• الإنسان بوجه عام كائن غير كامل ويميل إلى ارتكاب الأخطاء. وهذا لا مفر منه، ولكن يمكن تقليل تكرار الأخطاء من خلال التعلم من الماضي واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

في عصرنا الحالي، أصبح الوصول إلى السجل التاريخي أمرًا سهلًا للغاية، ولكن هذا لا يعني أن الجميع يستفيد من هذه الفرصة. فهناك العديد من الناس الذين لا يهتمون بالتاريخ، أو الذين لا يعتقدون أن له أي فائدة لهم، وحتى أولئك الذين يهتمون بالتاريخ، قد لا يستفيدون منه بشكل كامل. ففهم التاريخ وأخذ العبرة منه يتطلب مهارات التفكير النقدي والتحليلي، وهذه المهارات ليست متوفرة لدى الجميع ، لذلك، فإن تكرار الإنسان لأخطاء الماضي أمر منطقي إلى حد ما. فالإنسان كائن غير مثالي، ويميل إلى ارتكاب الأخطاء. كما أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تكرار الأخطاء، حتى في ظل توفر السجل التاريخي.

هناك شعوب بالفعل نجحت بقراءة الماضي وهو ما أأوصلها لقمم التقدم. وعلى المقلب الآخر هناك شعوب لم تتعلم من أخطائها ولا زالت تقع فيها نفسها. وأعتقد أنّ سبب الفشل هو عدم التمعن في قراءة الماضي بالشكل الكافي وهو ما ينقلنا لخطأ أكبر وهو عدم معرفة التاريخ من الأساس. فلا زلنا اليوم في دولنا نحتقر مادة التاريخ لأننا ندرسها بشكلٍ نظري بالكامل وبدون التعرف على الدروس التي نستقيها منها. وأما لو تغيرت هذه المنهجية في تعليم التاريخ فإنّنا سنغير من ممارستنا على الصعيد الشخصي.الأمر يبدأ من النطاق الواسع أولا ثمٌ الضيق.

ربما الأخطاء التي تتحدثين عنها ، ليست أخطاء في نظر البعض

مثلا نجد أن الحروب لم تتوقف رغم ماجلبته من دمار وأحزان

فالبعض يرى أن الحروب لها فوائد أيضا