نتذكر أيام طفولتنا ونتمنى لو عاد منها ولو جزء؛ فالانشغال الآن صار جزءً أساسيًا في حياة كل واحد أيًا كان مكانه وأيًا كان ما يفعله. نعم، نعمل من الصباح للمساء ونعود إلى منازلنا مرهقين لننام ونستيقظ في اليوم التالي ونعيد الكرّة، ولكن ماذا عن علاقاتنا الإنسانية، كيف لها أن تكون في ظل هذا الانشغال أو حتى مع عدمه؟

سآخذ الموضوع لمحور آخر.. يُقال عن بعض الأشخاص أنهم أصحاب كاريزما عالية، فهل سبق أن لاحظنا صاحب كاريزما عالية منتشرًا في كل مكان؟

لا، وبكل ثقة.

الانتشار في العلاقات خطر، وكلمة خطر فعلًا في مكانها الصحيح. خطر لأنه يجعل الناس يعتادون على رؤية الشخص، ويأخذونه على محمل الضمان تلقائيًا. أرجو ألا يخبرني أحد بأن العلاقات الحقيقية ستقدّر له وجوده طوال الوقت. فحتى العلاقات الحقيقية تحتاج إلى بعض المسافة حتى يشتاق كل طرف للآخر ويشعر بقيمته.

لا يجب أن أكون أول من يحضر بالتجمع، وليس هناك ما يضطرني إلى السؤال أولًا أو عرض المساعدة أو التضحية بوقتي لأجل الآخرين؛ بل من الأفضل أن يعتقد الآخرين أن لدي حياة أحاول الحفاظ على جودتها حتى يصبح لديّ ما أقدمه لهم.

وأخيرًا، التواجد المتزن يغني صاحبه عن إرهاق العلاقات وظلمها والكثير من ترهاتها. أن يكون متواجدًا في الفرح والحزن وأن يصل رحمه ويود أحبابه دون إفراط أو تفريط.

كيف تصف نفسك في علاقاتك؟ هل تكتفي بدرجة التواجد أم أن الانتشار هو سمتك؟