بندر النعيمي

خيمة على أطراف الصحراء

91 نقاط السمعة
6.92 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
2

مذكّرات كائن لم يُختر له الوجود

يقال إن الضوء هو دليل الحياة، لكنّي بدأت أظن أنّ الظلام أصدق. فيه لا ترى الوجوه، ولا تسمع الأسماء، ولا تضطر لتبرير وجودك كل صباح. ثمّة شيء ساخر في فكرة “الدفء العائلي”، يشبه موقدًا يعمل على رماد الراحلين. كلّما اشتعل أكثر، ازداد الاختناق. تعلمتُ أن النجاة ليست في الهرب، بل في الصمت أثناء الاحتراق. أن تبتسم وأنت تتفحّم، أن تقول “أنا بخير” وأنت تنفصل عن جلدك بهدوء. الأمان؟ مجرد خرافة تربّت عليها الكائنات الضعيفة كي لا تنتحر مبكرًا. أما أنا،
6

بين البابين

ثمة أيام لا تعاش بل تحتمل يتحوّل الزمن فيها إلى علكة فقدت طعمها تمد وتُمد فقط كي لا تنقطع يبدو الوجود كأنه تجربة فاشلة لشيء لم يكتمل أبداً والبيوت أشبه بمقابر مؤجلة يسكنها الأحياء لأن الموت تأخر قليلاً في الداخل كل صوت يجرح وكل نظرة تشبه استجواباً وكل نفس يذكّرك أنك ما زلت عالقاً في مسرح لا تعرف فيه دورك ولا النص تتمنى لو أنك ظل لا يُسأل ولا يُرى يمر بين الأشياء دون أن يترك أثراً لكنّك لست ظلّاً
1

في صمت العقل الدائم

أعيش في عقلي كمن يسبح في ظلام بلا قاع. كل فكرة تولد ضدي، كل شعور يلد توترًا، وكل لحظة هدوء ما هي إلا انتظار لصاعقة الغضب الداخلي. لوم الآخرين؟ نعم، أولًا. لوم نفسي؟ طبيعي. وأخيرًا، تأتي الأفكار المتشائمة لتغرقني في مستنقع لا نهاية له. النوم عندي مجرد وهم. أظل مستيقظًا حتى الفجر، أسترق النظر للشمس وهي تشرق على عالم لا يفهمني، ولا أفهمه أنا. كل ثانية بلا نوم تزيد ثقل قلقي، تزيد شعوري بالغضب المكبوت، وتعلّمني أن الهروب عبر التدخين
1

رسالة من بندر للعالم وللوطن البائس

من أنا أنا مجرد شاب في العشرين يعيش في مكان ما يأكل ويشرب وينام بينما طفل في غزة ينام وفي فمه تراب الجوع أنا بندر وأنا غاضب أنا غاضب لأن طفلًا يموت على شاشة هاتفي ولا أستطيع حتى أن أمد له كسرة خبز أنا أعيش في وطن بائس لا يتحرك إلا إذا صرح له الإعلام ولا يتكلم إلا إذا وافقته السيادة ولا يغضب إلا إذا مات ابن الرئيس يا وطني لو كانت الأوطان تقاس بالكرامة لكنت صفرًا كبيرًا فوق الخريطة
7

حين صافحت الكفر بالعقل، وعانقت الكلب بالفكر

كنت أتصفح كالعادة مواضيع غريبة فلسفة زندقة كلبنة وإذا بي أتعثر باسم ديوجين الكلبي فتحت الصفحة شفت صورته قريت قصصه ووقفت ما هذا من هذا ولماذا هذا يشبهني أكثر مما أشبه نفسي رجل من القرن الرابع قبل الميلاد قرر يعيش زي الكلاب ينام بالشارع يسخر من الأغنياء يبصق على السلطة ويرفع فانوسًا في وضح النهار وهو يقول أبحث عن إنسان رجل لا يملك شيء لكنه يملك الحرية لا يخاف من أحد لكنه يوقظ الرعب في نفوس الكاذبين قلت يا ساتر
9

هل الأهل فعلًا يعرفوا مصلحة أولادهم

من أكثر الجمل اللي بنسمعها من الأهل إحنا منعرف مصلحتك أكتر منك جملة بتنقال بثقة مطلقة وكأنهم امتلكوا فجأة العلم الكامل مش لأنهم درسوا ولا فكروا بس لأنهم ببساطة أهل وكأن كلمة أهل صك غفران ضد كل خطأ بس خلينا نكون واقعيين شوي هل الأهل فعلًا يعرفوا مصلحة أولادهم ولا هم ببساطة بيعرفوا شو هما كانوا بيتمنوا لأنفسهم هل بيفكروا فعلاً بمصلحة ابنهم كإنسان مستقل ولا بيشوفوه امتداد لهم شخص لازم يعيش حياتهم هم مش حياته هو أغلب الأهل بتعاملوا
2

تعب بلا اسم وغصة بلا سبب

في أوقات ينقلب كل شيء بداخلك دون سابق إنذار تنهض من سريرك كما اعتدت تغسل وجهك تشرب قهوتك تضحك ترد على الرسائل تحكي مع الناس لكن في شيء داخلك لا يشاركك يومك شيء ثقيل صامت يشبه الغبار العالق في ضوء الغرفة تراه فقط عندما يهدأ كل شيء تحاول أن تجد سببًا ما في شي صار ما حدا جرحك ما في خبر سيء ولا ذاكرة مؤذية بس فجأة تحس إنك فارغ كأنك فقدت طاقتك على الشعور كأنك تشارك العالم تمثيلية لا
7

من انا؟

أنا بين العقلاء مجنون، وبين المجانين فيلسوف، أبدو زائدًا في مجالس الأخيار، وناقصًا بين الأشرار، لا يطمئنّ إليّ ملاك، ولا يأمنني شيطان. في النهار ثقيلُ الروح، وفي الليل خفيفٌ بلا معنى، أهرب من الزحام فلا أجد سكونًا، وألجأ إلى السكون فيوقظني الجنون. كأنني خُرقتُ من نسيجٍ لا يعترف به هذا الكون، لا أهلَ لي في المعنى، كأني سؤالٌ ضائعٌ في فمِ مجنون 
3

الزواج.. مش لعبة الاستعجال

الزواج؟ آه… المشروع الوحيد اللي الناس بتفوت عليه بدون خطة، بس بيفرّشوه ورد. إنت مش لازم تكون غني، ولا خارق، ولا حافظ كتب التنمية البشرية… بس على الأقل، لازم تكون بنيتلك “أنا” ثابتة، مش أنا بتتغيّر كل ما الجو تغيّر. في ناس بتفكر الزواج زي كاسة مي… بس ما حدا بحكيلك إنو الكاسة أحيانًا بتنكسر من أول سقطة، وإذا إنت أصلاً مش متعلم ترتّب الشظايا تبعتك، لا تحاول تجمع غيرك. اللي بده يتجوز وهو مفلس عاطفياً، مفلس فكرياً، مفلس نفسياً…
2

حين أحببت نقيضي… ومضيت

مرّت سنة على رحيلها، وما زلت عاجزًا عن تحديد ما أشعر به. أشتاق لها، نعم، وأحيانًا أفتقدها كما يُفتقد الأكسجين في رئة مُنهكة، لكن في لحظاتٍ أخرى، لا أشعر بشيء. كأنها غادرتني وأخذت معها كل ما كنا عليه، وتركتني نصف إنسان، يتأرجح بين الماضي والحاضر، بين الحب والغضب، بين الندم واللامبالاة. كنا نقيضين، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لم نكن نختلف فقط، بل كنا ننتمي إلى عالمين متعاكسين. هي من معتقد، وأنا من آخر. تفكيرها لا يشبه تفكيري. قيمها
4

حين يصبح الوجود فراغا

حين يصبح الوجود فراغًا** في عالم يعج بالمشاعر الإنسانية، من الحب إلى الحزن، ومن الفرح إلى الألم، يبرز سؤالٌ فلسفيٌ عميق: ماذا يحدث عندما نفقد القدرة على الإحساس بالمشاعر؟ إن عدم الإحساس بالمشاعر يمكن أن يُعتبر حالة من الانفصال عن الذات والعالم، حيث يصبح الوجود تجربة خالية من الألوان أو النبض. عندما نفكر في المشاعر، ندرك أنها تشكل جوهر تجربتنا الإنسانية. إنها تحركنا، تدفعنا إلى اتخاذ القرارات، وتساعدنا على بناء العلاقات مع الآخرين. ولكن ماذا يعني أن نعيش في حالة
4

انواع الفخر

احقر انواع الفخر هوا الفخر الوطني، فهوا يكشف فقر الصفات الفردية لدى من يفتخر به. -كل عام وانتم بخير
3

الفرق بين الرجل والمراة

الاختلاف الجوهري الوحيد بين النساء والرجال يتكثّف كدرجة أولى بمقدار الوقاحة، وغالباً هو الفرق الجوهري العميق الوحيد القابع ضمن تشكيلة الفروقات بين الجنسين على مستوى كليهما كإنسان . الرجل يمتلك مخزون من الوقاحة يجعلهُ قادر على التلاعب والتحايل والمراوغة والدهاء واللطف أحياناً والقسوة أحيان ! هذا المخزون هو وحده الذي يجعله قادر مثلاً على مجابهة ومواجهة امرأته في حال اكتشفت خيانته ، فيلجأ للملاطفة او للقسوة، لا يهم المهم النتيجة والمهم الدافع نحو الفعل ورد الفعل حول اكتشافه، والذي يتلخص
2

التعبير النابع من اساس ثقافي

القدر على الكتابة والتعبير النابعة أصلاً من اساس ثقافي ومعرفي حقيقي غير مزيف؛ اؤكد لكم أنها ليست كل شيء فيما يتعلق بالشخصيات عموماً. هنالك امرأة لا تملك ولا حتى نصف قدرتي اللغوية والتعبيرية، ولكن من شدة شعوري امامها أنني في حضرة راسخة عتيقة المعرفة فيها كامن سر لا اعلمهُ انا ولاادركهُ؛ انتقي كلماتي برغم كل عفويتها، أتلبّك برغم كل بساطتها، اتلعثم برغم كل تلقائيتها، اشتاقُ اليها ولا أكلمها من خوفي أن أعكّر صفو اطمئنانها رغم كل حياتها العاصفة، بقلقي رغم
1

التزكية

ثمة أشخاص من شدة تزكيتهم لأنفسهم ورفضهم للنقد تشعر بأن لديهم رغبة أو لسان حال بأن يعرّفوا عن أنفسهم في مساحة (البايو) بهذا : (ما أحبني الامؤمن، وما بغضني إلا منافق)! أو شيء من قبيل (الجميع يُخطئ ويصيب، إلا صاحب هذهِ الصفحة)!
3

ما الذي يجعل شخصية ما، خفيفة الدم؟ وشخصية أخرى ثقيلة الدم؟

ما الذي يجعل شخصية ما، خفيفة الدم؟ وشخصية أخرى ثقيلة الدم؟ وما الذي يجعلنا تلقائياً نبُدي تعاطفاً مع الشخصيات الخفيفة الظل، بينما لا نفعل العكس مع الشخصيات الثقيلة الظل في موقفٍ ما مُشابه؟وهل من العدالة توزيع التعاطف او المساندة بناءاً على طبيعة الشخصية؟ أم بناءاً على الموقف؟ بعيداً أصلاً عن الشخص؟ هل للإنسان يد في ثِقَل ظلّه او دمه؟ أو هي هِبات ليس للإنسان يد فيها؟وهل خفّة دم شخصية ما والقبول الذي تتمتع بهِ، شفيع لها إن كانت شخصية سامّة
2

حرية التعبير

حرية التعبير في اميركا تضمن لك بأنك تستطيع أن تنتقد بل وتسخر من كل شيء؛ الرئيس البيت الابيض عيسى المسيح الأديان الله نفسه .. كل شيء، امر واحد اذا تحدثت عنه قد تخسر وظيفتك وقد تُحاكم، المثليين .
4

ما هي مهمة العقل بالنسبة لك؟

مهمة العقل الأولى ليس أن يحل إشكال، ولكن أن يستشكل مشكلة!. هكذا يفهم العقل قاعدته التي ينطلق من خلالها نحو حياته، الانسان يبدو بطبعه (بارانويدي) الهوى والتوجّه، يُسائل كل شيء حتى الإجابات. لا يُرضي غرور عقله الإرتكان نحو إجابة واحدة لسؤال واحد، سيظل ينبش وراءَ الاجابات عن الأسئلة وهي لن تبخل، هكذا حتى ينتحر شنقاً بآخر علامة سؤال تعلّقت لهُ في الفضاء فيصير النقطة، نقطة النهاية (؟) .