أعيش في عقلي كمن يسبح في ظلام بلا قاع. كل فكرة تولد ضدي، كل شعور يلد توترًا، وكل لحظة هدوء ما هي إلا انتظار لصاعقة الغضب الداخلي. لوم الآخرين؟ نعم، أولًا. لوم نفسي؟ طبيعي. وأخيرًا، تأتي الأفكار المتشائمة لتغرقني في مستنقع لا نهاية له.

النوم عندي مجرد وهم. أظل مستيقظًا حتى الفجر، أسترق النظر للشمس وهي تشرق على عالم لا يفهمني، ولا أفهمه أنا. كل ثانية بلا نوم تزيد ثقل قلقي، تزيد شعوري بالغضب المكبوت، وتعلّمني أن الهروب عبر التدخين أو أي مخدر ليس هروبًا، بل استسلامًا مؤقتًا للجنون.

الحساسية عندي جرح دائم، الغضب بركان مكبوت، والفرح شعور مريب، كأن كل تقدير أو مديح مشبوه، كأن العالم يتآمر ليذكرني دومًا بأن لا شيء حقيقي، وأن كل شيء زائل.

أحاول الهروب إلى العفوية، التجارب الجديدة، أي شيء يزعزع رتابة الواقع، لكن حتى الحرية هذه تعود لتقيدني أكثر، تذكرني أنني سجين أفكاري، محكوم بالدوامة التي لا تنتهي.

وفي النهاية، لا أبحث عن خلاص، بل عن فهم، عن لحظة صمت مطلق، عن اعتراف داخلي أنني مجرد عقل يتصارع مع ذاته، وحياة تُعاش بلا معنى سوى الألم المستمر، والوعي الدائم بأن كل شيء عبثي، وأني، أنا، مجرد شاهد على فوضى لا تتوقف