ثمة أشخاص من شدة تزكيتهم لأنفسهم ورفضهم للنقد تشعر بأن لديهم رغبة أو لسان حال بأن يعرّفوا عن أنفسهم في مساحة (البايو) بهذا : (ما أحبني الامؤمن، وما بغضني إلا منافق)! أو شيء من قبيل (الجميع يُخطئ ويصيب، إلا صاحب هذهِ الصفحة)!
التزكية
صراحة أنا لا أعرف الشخصية التي طرحتها كمثال للأشخاص الرافضين للنقد وعندما بحثت عنه وجدته طبيب وكاتب عراقي وله مؤلفات ولا أستطيع الحكم عليه بدون قراءة كتبه أو على الأقل منشوراته أما بالنسبة لوجود أشخاص من الغرور أن ينظروا لنفسهم هذه النظرة الفوقية لأن حتى الأنبياء لم يكونوا معصومين من الخطأ فأجد أن الخطأ الفعلي هو متابعة هؤلاء الأشخاص ففي النهاية مواقع التواصل الإجتماعي لا تجبرك على متابعة أشخاص لا يعجبكم تفكيرهم وزر البلوك وإلغاء المتابعة هو الحل مع هذه النوعية ببساطة
أعتقد ان مثل هذه الجمل في تعريف الحسابات الشخصية تكون من سبيل الهزل أو الفكاهة أو حتى السخرية من النفس على الأقل فيمن عرفتهم من أصحاب هذه الحسابات، لكن في العموم الاعتداد بالنفس والتكبر وإعطاء الإنسان نفسه أكبر من حقها هو أمر منتشر للأسف ونحن جميعًا نقع فيه بين الحين والآخر ونسأل الله أن يصفي نفوسنا من هذا الكبر الذي هو أصل الكفر والعصيان، فقد كان الشيطان مطيعًا لله في بداية الأمر حتى نال أعلى المراتب لكن الكبر هو ما أوصله أن يكون الشيطان الذي نعرفه الآن.
لم أعرف أسلوبًا للتطوّر أهم من الاستماع للنقد. جميعنا معرّضين للخطأ ولذلك علينا أن نتقبّل هذه الفكرة وأن نستمع للآخرين ونأخذ ملاحظاتهم ونقدهم بعين الاعتبار. وأمّا من يعانون من النرجسية فهؤلاء من المستحيل أن يتقبّلوا النّقد لأنّهم يروون أنفسهم أفضل من الآخرين ومن المستحيل أن يخطأوا. أعاذنا الله منهم.
التعليقات