تحدثت في منشورين سابقين عن الابتزاز العاطفي، علاماته ومراحله وأنواعه، وبالطبع لابد لي للحديث ومشاركتك في كيف تنجو من الابتزاز العاطفي، لذا وأثناء بحثي وجدت أهم ثلاثة أشياء يمكنك فعلها للتخلص من الابتزاز العاطفي، اسردها لك في الآتي:
1- التعرف على الإشارات: من المهم جدًا جدًا أن تكون فطنًا بما فيه الكفاية لتقرأ الإشارات، الإشارات والعلامات كلمتان مميزتان جدًا وقد تبدوان مرهقتان لبعض الناس الذي يتعاملون في علاقتهم عشوائيًا، بدون انتباه كامل لما يحدث، وهذا يبين أهمية التعرف والتفطن للعلامات والإشارات التي قد تدل على أنماط تصرفات معينة لتحمي نفسك منها
2- حب الذات: قد تبدو لك هذه الخطوة تافهة وبدائية جدًا، ذلك لأننا في العالم العربي لا نعرف حتى معنى حب الذات، يخيل إلينا وأنا مثلكم سابقًا أن تحب ذاتك هو أن تصبح أنانيًا ولا تنتبه لمشاعر الآخرين، لكن بعد بعض البحث من طرفي، اتضح لي أن حب الذات هو أن تسعى لتكريمها كما كرمها الله سبحانه وتعالى بالضبط، ألا تقبل عليها الصفات السيئة، أن تزكي نفسك وتتسامى عن الصفات السيئة بقدر ما تستطيع، ألا تظلم نفسك ولا تظلم الآخرين، أن تؤمن أن نفسك هي رعيتك وأمانة الله التي اوضعها فيك وألا تسمح لأحد أن يفسد رعيتك ورعايتك لها! كل صفة مكرمة تسعى لإيجادها في نفسك هي حب لذاتك، وكل صفة سيئة هي خيانة لأمانة الله فيك!
3- المنطقية: قد يتبادر إلى ذهنك ماذا يعني أن تكون منطقيًا؟!، الحقيقة أن تكون منطقيًا ليس أن تستغني عن مشاعرك ولكن أن تحكم المفيد منها في الحياة، أن تمسك العصا من المنتصف، أن تمثل التوسط في كل شيء، أن تبني وجهات نظر منطقية تساعدك على تخطي كل الألعاب النفسية سواء أكان الآخرون مصدرها أم أنت نفسك!
فمثلُا أحيانًا يتم ابتزازنا بالتعاطف مع ظروف معينة، كم مرة سمعت كبير في السن يقول دع عنك الطفل الفلاني فقد توفي أبيه! عن نفسي سمعتها مئات المرات، وكنت كل مرة اتساءل ما علاقة تهذيب طفل ما بإن مات أبيه! أيرضى له أبوه هذا الحال؟ فهمت بعد ذلك أنهم يقصدون أن لا تجمع عليه حزنين، حزن موت أبيه وحزن توبيخك له! ولما قمت بمنطقة هذه الجملة وجدتها غير منطقية إطلاقًا! ما علاقة موت الوالدين بأن تصبح طفلًا مدللًا يصيح في الجميع ونفس الجميع يتباكى من حول الطفل على موت أبيه، وكأنهم يعطونه دافعًا يعود إليه في كل مرة يخطيء فيها!، لو بحثت حولك ستجد كثيرًا من المبلتين في حياتهم يتجاوزون بشدة في حقوق الآخرين ويتم ابتزاز أصحاب الحقوق بهذه الابتلاءات! وكأنه من المفترض من الآخرين أن يتحملوا معنا ما نعيشه من معاناة في الابتلاء!، هذا شكل من الابتزاز واضح جدًا، لا أظن أحد لم يمر به في حياته!
قد يخيل إليك أنني ادعو لعدم التعاطف لكن هناك فرق كبير بين الابتزاز والتعاطف، التعاطف يكون شعورًا حقيقيًا وبلا دوافع خفية وبإرادتك الحرة، بينما الابتزاز يتم بإجبارك للتخلي عن حقك من حقوقك أو لجعلك تتقبل شيئًا ما كنت لتقبله في حالتك العادية! وبالطبع إذا كان التعاطف خيارك الحر بدون ضغط فأنا اشجعك عليه تمامًا!
كان هذا ما وجدته كطرق للنجاة من الابتزاز، هل لديك أنت أفكار أخرى؟
التعليقات