الذكاء العاطفي: سر النجاح في حياتنا المهنية والشخصية

الذكاء العاطفي أصبح بالفعل عاملاً محوريًا في تحقيق النجاح على المستويين الشخصي والمهني، لأنه يرتبط بكيفية إدارة مشاعرنا وفهم مشاعر الآخرين. بالنسبة لي، أعتقد أن الذكاء العاطفي يمكن أن يكون العامل الأساسي الذي يحدد النجاح، خاصة في بيئة العمل والعلاقات الشخصية. فالأشخاص الذين يمتلكون الذكاء العاطفي عادة ما يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات قوية، إدارة التوتر، واتخاذ قرارات منطقية في لحظات الضغط.

كما قال دانييل جولمان، "الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعرنا، وفهمها، وإدارتها بشكل يجعلنا نعيش حياة أكثر توازنًا ونجاحًا."

لتحسين الذكاء العاطفي في حياتي اليومية، أعمل على عدة أشياء: أولاً، أمارس التأمل الذاتي بانتظام لأفهم مشاعري وكيفية تأثيرها على تصرفاتي وقراراتي. ثانيًا، أركز على الاستماع الفعّال والتواصل الجيد مع الآخرين، لأن ذلك يساعدني على فهم وجهات نظرهم والتفاعل بشكل أفضل. أخيرًا، أحاول ممارسة التعاطف بشكل يومي، سواء في العمل أو في حياتي الشخصية، لأتمكن من تحسين علاقاتي وتقليل الصراعات.

تحسين الذكاء العاطفي ليس عملية تحدث بين ليلة وضحاها، لكنه مهارة يمكن أن تُطور مع الوقت والتطبيق المستمر.

أعتقد أنه من المهم أيضا في الوقت الذي يُروَّج فيه للذكاء العاطفي أحيانًا كالسحر الذي يحل كل المشاكل توضيح أنه في الواقع ليس بهذه البساطة. هناك مواقف في الحياة تتطلب اتخاذ قرارات عقلانية بحتة بعيدًا عن العواطف، كما أن بعض الأشخاص يستغلون التعاطف العاطفي للسيطرة على الآخرين أو التلاعب بهم. الذكاء العاطفي سلاح ذو حدين، وإذا لم يُوظف بحكمة، قد يتحول إلى نقطة ضعف بدلًا من أن يكون قوة.

الذكاء العاطفي بالطبع له دور في الحياة الشخصية والمهنية، ولكنه ليس العامل الأساسي الذي يحدد النجاح، وفي رأيي النجاح يعتمد بشكل أكبر على مجموعة من العوامل الأخرى مثل القدرة على التفكير النقدي، المهارات الفنية والقدرة على التكيف مع التحديات، فقد يكون للذكاء العاطفي دور في تحسين العلاقات الشخصية والتعامل مع الضغوط، لكنه لا يُعد ضرورياً لتحقيق النجاح في مجالات معينة مثل ريادة الأعمال أو المهن التقنية التي تعتمد بشكل أكبر على المهارات المتخصصة والمعرفة العميقة، بالإضافة إلى ذلك يمكن للأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي القوي أن يحققوا النجاح من خلال المثابرة والعمل الجاد والقدرة على تطوير مهاراتهم باستمرار.

لا أرى أن الذكاء العاطفي يصلح لأن يكون عامل أساسي لنجاحي أو لنجاح أحد.

عندما تذهب لطبيب تغذية بهدف زيادة الوزن هل منطقي أن ينصح الطبيب بالتوقف عن تناول الطعام والاعتماد فقط على المكملات ؟ بكل تأكيد لا.

وبنفس الصورة الذكاء العاطفي مكمل فقط وليس العنصر الأساسي إذا أردنا أن نحقق نجاح عملي أو اجتماعي، هو مفيد للغاية ولكن لا يرتقي لأن يكون العامل الاساسي

لقد قمت بدخول تدريب خاص بالذكاء العاطفي للتخلص من للعصبية والاندفاعية. ساعدني كثيرا في مجال تعاملي مع الأشخاص فأصبحت ردود أفعالي تتسم نوعا ما بالهدوء والتروي وأعمل أكثر على هذا الموضوع وأنوي التعمق فيه. برأيي الشخصي يجب أن يضاف حتى كمادة علمية إجبارية في المدارس؛ لأن في الغالب هذا الموضوع مهمش لهذه الفئة والتعليم المبكر من الممكن أن يحمي من تبعات الجهل في هذا الموضوع مع أنفسنا قبل الآخرين