كيف ستكون حياتنا بدون عاطفة ؟
ماذا لو انعدمت العاطفة من حياتنا ؟
إذا اختفت المشاعر من حياتنا، فسيكون العالم مكان مختلف تماماً، ولكني أتوقّع أن يضرب العالم بعض الأمور الإيجابية بسبب هذا الأمر، أمور إيجابية لم نكن نتخيلها، مثلاً واحد من الأمور المحتملة لهذا السيناريو الافتراضي هو زيادة الإبداع والابتكار، تسمح لنا باستكشاف أفكار جديدة وتحمل المخاطر والدخول بها بدون أي معرقلات نهائيأً من قبل الإنسان، باختصار، سيكون العالم مكاناً أكثر برودة وقسوة وأقل إثارة للاهتمام بدون مشاعر ولكن أكثر انتاجاً وابداعاً، العواطف هي جزء أساسي مما يجعلنا بشراً وتلعب دورًا حيويًا في حياتنا.
كلامك صحيح ضياء وأعتقد أني قرأت مثل تلك النتيجة القاسية و المجتمع البارد القاسي جداً في كتاب لبرتراند راسل لعله غزو السعادة (The Conquest of Happiness) حينما نظر فيه لمجتمع علمي بحت تؤخذ فيه الأطفال من أمهاتهم وتربيها الحكومة ليصيروا مواطنين لها ويصير كل من في المجتمع يخدم أهداف الدولة أو المجتمع العلمي الخالي من العواطف. حينما نصل إلى مجتمع مثل هذا فإننا نكون قد فقدنا أعز ما نملك وهو جانب التعاطف البشري.
حينما تختفي المشاعر والعواطف سنرى اللاإنسانية في أوجّها، اليوم وبالأمس كنا نشاهد مناظر بشعة تماما، أين يتجرد الإنسان من عواطفه وإنسانيته من أجل مصالحه الشخصية، وأجندات خارجية، فكان ذلك التجرد بمثابة إنتزاع القلب والمشاعر والعواطف من هؤلاء الأشخاص الذين كانوا ذات يوم يحسبون من البشر.
لهذا لا يمكن أن يعيش المرء دون عاطفة، دون إبداء لمشاعره المختلفة، الجيدة والسيئة، لكن التجرد منها لا أعتقد بأنه سيكون فكرة سديدة مطلقا.
سؤالك ذكرني بتجربة عدة أشخاص كان بدأوا بتناول الاشوجاندا وهي في الأصل نبات ولكن يأخذونه في صورة أقراص تقريبا، المهم أنه المعروف عنها أنها تبلد الإنسان من ناحية المشاعر، لم أكن أصدق ولكن حسب تجارب البعض أكدوا الأمر، قالوا أنهم لم يعودوا يشعروا بأي شيء تجاه أي شيء يحدث حولهم، يستقبلون الأمور بلامبالاة شديدة، الأمر وكأن حتى لو انهدم العالم حولهم هم لا يهتمون فقط سيرون ما عملهم اليوم ويقومون به، لذا إجابة على سؤالك سيكون العالم بالضبط كالروبوتات المبرمجة تفعل ما أومرت به ومفروض عليها ولكن لا هي تحب أو تكره ما تفعله، فعلاقتنا مع البشر من حولنا ستكون عبارة عن مصالح متبادلة ليس أكثر، لا ود ولا كره ولا غضب ولا حزن.
الحياة بدون عواطف لا يمكن تصورها حقيقة كيف ستصبح وكيف ستتطور، لهذا ما أراه جيدا بالنسبة لي هو أن يكون هنالك توازن بين العاطفة الواقعية في العمل، الدراسة في كل مكان، وفي كل مجالات الحياة المختلفة، لأنه كما يقال: "إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده"، فالعاطفة جيدة لكن بحدود والواقعية كذلك، والجمود العاطفي لن تكون آثاره جيدة في الغالب لأنها ستكون عشوائية وغير مدروسة، أحيانا كنت أتخذ قرارات بالعاطفة وكنت أصاب بالندم الشديد لوقوعي في هذا الخطأ.
أعتقد أن العاطفة جزء أساسي من قدرة البشر على الوجود وعلى النجاة كنوع، فببساطة بدون عاطفة أو مشاعر يصعب تخيل أن البشرية ستنجو من الأساس لفترة طويلة حتى نستطيع أن نتعرف على ماهية الحياة بدون عاطفة، فمع اختفائها ستختفي الرحمة والحب وصيبح العالم أشبه بل أسوء من غابة.
هذه الفكرة تمت مناقشتها بالفعل في فيلم لكريستين بيل اسمه إكويليبريوم (Equilibrium) إنتاج عام 2002
حيث عالم فيه يعتبر الشعور جريمة يتم معاقبة صاحبه وكان حجتهم في إختراع العقار الذي يمنع الشعور هو القضاء على الحروب لكن النتيجة عالم قاسي بلا مشاعر يصبح فيه البشر أقرب للروبوتات، فيلم ديستوبيا جميل أرشحه لك
التعليقات