من أنا
أنا مجرد شاب في العشرين يعيش في مكان ما يأكل ويشرب وينام
بينما طفل في غزة ينام وفي فمه تراب الجوع
أنا بندر
وأنا غاضب
أنا غاضب لأن طفلًا يموت على شاشة هاتفي
ولا أستطيع حتى أن أمد له كسرة خبز
أنا أعيش في وطن بائس
لا يتحرك إلا إذا صرح له الإعلام
ولا يتكلم إلا إذا وافقته السيادة
ولا يغضب إلا إذا مات ابن الرئيس
يا وطني
لو كانت الأوطان تقاس بالكرامة
لكنت صفرًا كبيرًا فوق الخريطة
أنا لا أريد منك حربًا
ولا أن ترسل طائراتك الورقية لتغطي الشمس
أريد فقط أن تتحرك أن تغضب
أن تعترف أن الجوع جريمة أكبر من كل بيانات الشجب
يا عالم
أين إنسانيتك التي تغني بها
أين الطفل الأبيض الذي يجب أن يموت ليشعر بك الضمير
أجلس هنا في غرفتي
وأشعر أني أختنق
لأني أعيش
وهم يموتون
كل دقيقة تمر
يتحول فيها طفل إلى جثة
وأنا مجرد متفرج
أقوى ما أملكه هو هذا النص
فلتأخذه يا عالم
واصنع به ما تشاء
لكن تذكر
إنه ليس نصًا
إنه صرخة بندر
الذي لم يعد يحتمل
أن يكون على قيد الحياة
بينما يدفن الأطفال أحياء في غزة
التعليقات