ما الذي يجعل شخصية ما، خفيفة الدم؟ وشخصية أخرى ثقيلة الدم؟

لا يوجد شخص ثقيل الدم برأيي، يوجد فقط شخص يندمج مع الغرباء، وآخر لا يندمج بسرعة ولا يشعر الراحة، فتجده خفيف الدم مع من يألفهم فقط.

وخفة الدم لا يمكن اعتبارها صفة محورية في شخصية الفرد، فما بالك لو كاو الشخص لا يملك سوى تلك الصفة تميزه عن غيره؟ إنه ليكون بذلك شخصا هوائيا، ولا يُحترم رأيه ولا يؤخذ به في الأمور الجادة.

دائما خفيف الظل قلبه طيب و بسيط و غير مُتكلف فهو يمتاز بالتلقائية و البساطة دائما و اثق في نفسة.

ببساطة هي تلك الشخصية المحبوبة و المفضلة لدي معظمنا. و نادراً ما تكون تلك الشخصة مُضرة لمن حولها.

تبَسُمك في وجة أخيك صدقة

مقولة الارواح جنود مجندة مقولة ثرية جدا...اعتقد انها يمكن ان تصف الاسباب اللامنطقية وراء استحساننا انواع من النس دون غيرهم، وهو اتفاق الشخصيات ، فهناك شخصيات لا يمكن ان تطيقم بأي شكل من الاشكال لكن تجد البعض يجدونها شخصيات ملفتة وجدابة بينما انت تشعر بالقرف تجاهها فعليا والعكس .

الامر يدخل فيه عدة عوامل شعورية مثل الصدق والمرح والاتزان وعدم الاتناقض والثقة في النفس والثقافة والتسامح والمودة وسماحة الوجه وليونة ومرونة الكلام وسرعة البديهة وقوة الذاكرة وخفة الكلام بدون ابتدلال او اظهار للنس بشكل مبالغ فيه... وعوامل اخرى لا شعورية لا يمكنك ان تفهمها بشكل منطقي لكن جسدك يترجمهاا لك على شكل ارتياح غير معروف السبب وهو ما نسميه بالحدس او الحاسة السادسة التي تجعلك تشعر بمدى صفاء الشخص او خبثه.

قد أحمل فكرة غريبة عن هذا الأمر ولكن ربما يكون فيها شيء من صواب لإنني أحاول دراسة الكوميديا أحياناً لمحاولة الكتابة فيها، حيث أنّ مهنتي الأساسية هي الكتابة، واحدة من الأمور التي أعتقد أنّها تفرّق بين الاثنين الطبقة الاجتماعية والحالة الفردية للشخص من تحديد لأحلامه ومراده من الحياة، ما الذي يعنيه هذا الكلام؟ باعتقادي أنّهُ كلّما زاد الاضطهاد والعذابات التي يعيشها الشخص هو قادر على إنشاء كوميديا موقفية وكلام خفيف على القلب ومُضحك أثناء مقابلته للبشر، يبدو أنّ هذه المَلكة تتطوّر عنده تلقائياً عند تعرّضه لمشاكل فوق طاقته كاستراتيجية دفاع نفسي، ولذلك برأيي أنّ البلدان الأكثر جفافاً وغلاظة في الدم في طرح النكات والتفاعل العفوي مع الآخرين هم الإنكليز، الذين برأيي يعيشون حياة خالية تقريباً من كل المشاكل، مرّة سمعت أيضاً ستاند آب كوميدي عربي يقول: هل مرّة سمعتوا عن كوميديان سويسري مضحك على مستوى العالم؟ - أنا أقول لا، ولكننا سمعنا عن الكثير من الأفارقة المضحكين، خفيفين الظل، وعادةً الأفريقي خفيف الظل أكثر من الرجل الأبيض، لإنهُ باعتقادي الإنسان الأكثر اضطهاداً.

المشكلة هي أن الشخصيات النرجسية، والسيكوباثية هي في الأغلب شخصيات جذابة جدا لأول وهلة، وتستطيع إثارة تعاطف وانتباه الآخرين. لذا لا أشجع دائما الأخذ بالانطباعات الأولية عن الشخص بل من تراكم المواقف والوقت هو أمثل حكم على تلك الأمور. ودائما ما ألحظ أن المحتاجين للمساعدة فعلا نادرا ما يتم ملاحظتهم ويندفع الناس نحو الغير مستحقين لها.

أما عن خفة الدم فأعتقد أنها ترجع بشكل أكبر للبيئة والتنشئة، الشخص الذي يعبر عن نفسه بحرية ومنغمس في مجموعة خفيفة الظل، مع الوقت سيكتسب تلك المهارة ويصبح هو بذاته خفيف الظل. هذا في حال كان الشخص اجتماعيا وقابل للتأقلم في الأساس.

وهل من العدالة توزيع التعاطف او المساندة بناءاً على طبيعة الشخصية؟ أم بناءاً على الموقف؟

كأشخاص ناضجين لا بد لنا أن نعرف أن خفة الدم ليست حكما نهائيا على الاشخاص أو كما يقول المثل الشعبي " لا تذم ولا تشكر غير بعد سنة وستة أشهر" فقد تكون خفة الدم بابا للقبول لكن هناك الصدق، الأمانة، الود واللطف في التعامل بالنسبة لي أهم عن تعاملي مع أي شخص

أن الأساسي والهام في شخصية الانسان هي أخلاقه وأمانته وليس خفة دمه أو جادبية شخصيته

 لكن للأسف الكثيرين يبالغون في أهمية خفة الظل ويهملون في المقابل الأهم منها لدى الفرد 

مما يؤدي كثير ألى التحيز 

 حيث أن هناك من لم يرفعهم حسن خلقهم أمام الغير بسبب ثقل دمهم أو ضعف شخصيتهم وأخرون لم يحط سوء خلقهم من قيمتهم بفضل خفة دمهم أو جادبية شخصيتهم 

صحيح أن خفيفي الدم يتميزون بكونهم يجلبون البهجة لمن حولهم لكن هدا مجرد شيئ محبد من الأخر وليس صروري منه ومن الفجاجة أن نكره أشخاصا عن إفتقارهم إلى شيئ ليس أساسي وليس لهم دنب في إلافتقار إليه