لماذا يجب أن تحذر من التفاصيل الزائدة في النقاشات؟

للنقاش فن وتكتيك، ولذلك ليس كل العلماء مؤهلين حتى يخوضوا المناظرات .. فأمثلة كالتي ذكرتها قد تستخدم من أجل الربح ففي النقاش من خلال التزويد في التفاصيل .. هناك أمثلة أخرى للفوز والتلاعب بالكلام تأتي عن طريق الاختزال، فمثلًا من مرويات العرب أن رجلًا سأل صديقه عن أخلاق فتاة يوَد التقدم لخطبتها، وكان المسؤول يَود أن يخطبها هو الآخر..فقال للسائل : لا تخطبها لقد رأيت رجلًا يُقبلها! .. فانصرف عنها السائل ولم يتقدم بالطبع، وبعد فترة وجد الرجل يتزوج الفتاة نفسها، فقال له: ألم تقل أنك رأيت رجلًا يُقبلها؟ ..فأجابه الرجل: نعم، هذا الرجل كان أبوها.

هنا اختزال التفاصيل أربحه الحوار دون أن يكذب، بل قدم نصف حقيقة .. ولذلك فزيادة التفاصيل في وجهة نظري دليل على الحقيقة، الذي يروي التفاصيل رغم أن كلامه قد يكون مملًا في نظر البعض إلا أن تلك قد تكون إشارة بارزة لأنه يروي الحقيقة، فالكاذب والمناور لن يستغرق في التفاصيل، لأن كلامه سطحي، لو تجاوز في التفاصيل سينكشف كذبه بسهولة.

من خلال مبدأ الفكرة فإن ال Fallacies تضعنا في مجال الخطأ من خلال مجموعة من الحقائق التي نصل بها إلى حقيقة مناقضة كليا,

مثال: الأدوية تفيد في علاج الأمراض

أل Fallacy: البنادول يؤدي إلى قتل أكثر من ألف شخص سنويا بسبب الحساسيىة من إحدى المواد التي تكونه. فهل نتوقف عن تناول البنادول نتيجة لذلك؟

إن من أخطر الأمور عند خوض نقاش ما، الوقوع في فخاخ المغالطات المنطقية، وهي تتمثل في عدة أنواع منها:

• الاحتكام للقوة: والمثال الأشهر على ذلك ما انتشر منذ فترة في مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني العشوائية: "إن لم تنشرها فاعلم أن الشيطان قد منعك!" فهذا من المغالطات المنطقية، فما علاقة الشيطان بالمقال؟ وما الدليل أن الشيطان هو من سيمنعك من نشر المقال؟ لا دليل على أي من هذا!
• السؤال المشحون: وهو يحوي مغالطة سخيفة أخرى سئمنا من تلقيها في العديد من المرات، أشهرها خلال شهر رمضان الكريم "هل أنت صائم أم مثل كل سنة؟" وهنا نحصر السائل في خيارات لا دلائل على صحتها، وأياً كانت إجابتك على سؤال مثل هذا فإنك ستعترف بإحدى الفرضين الخاطئين، ومثله سؤال آخر، "هل تنوي التوقف عن التدخين أم ستستمر في إيذاء نفسك؟" فلماذا افترضت أنني أدخن من الأساس؟
• الاحتكام إلى الجهل: كمن يسأل من أمامه: "كم عدد شعرات هذا الحصان؟ فأجابه "إنها 1565439 شعرة! فتعجب قائلاً "كيف عرفت؟" فقال له "إذا كنت لا تصدقني فقم بعدهم بنفسك!" لقد ارتكب هنا مغالطة الاحتكام إلى الجهل، وهي مغالطة ترتكب حين يؤخذ غياب الدليل مكان الدليل، فيبرهن الشخص أن شيئاً ما هو الشيء الصحيح بالضرورة طالما لا يوجد دليل على خطئه! كم يقول "ليس هناك حياة في الفضاء الخارجي" ، وحين تقول له ما دليلك على ذلك؟ يقول لك "أثبت لي أن هناك حياة!"
• المنحدر الزلق! .. "هل تعلم أن تناول العصائر الطبيعية يؤدي إلى الوفاة؟" ... وعندما تتسائل بينك وبين نفسك كيف ذلك؟؟ يأتيك التفسير العجيب.. إن العصائر تحتوي على سعرات حرارية، والسعرات الحرارية تزيد الوزن، وزيادة الوزن تعني أنك ستصاب بالسمنة المفرطة، وتفاقم الأمر يمكن أن يصيب بانسداد الشرايين والإصابة بالأمراض القلبية والوفاة.. لذلك.. احذر العصائر الطبيعية! .. تسمى هذه بمغالطة المنحدر الزلق.. وتتمثل في أن شخصاً يحاول سحب المستمع إلى نهاية كارثية مبنية على عواقب افترض حتميتها مسبقاً عبر استدلالات خاطئة!
• مغالطة "الرنجة الحمراء" .. اشتهرت قديماً حيلة بين اللصوص عندما يريدون تضليل كلاب التعقب، فيزرعون في مسار الكلب سمكة رنجة نفاذة الرائحة، فيلتهي بها ويشم رائحتها وينسى أمر اللصوص.. وتستخدم تلك المغالطة من قبل الأشخاص الذين يتهربون من الموضوع الأصلي بالتفرع إلى مواضيع ليست ذات صلة، مثل: شخص يخبر زميله بأنه قد تعرض للسرقة بالإكراه في الشارع ليلاً.. فيرد صديقه: كان عليك ألا تنزل ليلاً!! لماذا فعلت ذلك؟؟ .. فيتحول مجرى الحديث نحو خطورة التوقيت الذي نزل الزميل فيه، ويتحول الضحية من شخص يجب مساعدته إلى شخص يتوجه اللوم إليه! تماماً كما يحدث مع ضحايا التحرش!