عندما يأتي الحديث عن إدارة الوقت، نجد سيل النصائح تتدفق عبر المواقع المختلفة وحتى نرددها على ألستنا أيضًا ... "لتقضي على المماطلة يجب أن تدير وقتك بشكل دقيق" " نظم وقتك ومكتبك لتحقق إنجازات وانتاجية افضل" " إدارة وقتك هي الحل السحري للقضاء على المماطلة والتسويف" لكن هل شعرنا بأن هذه النصائح عديمة الجدوى في بعض الأوقات، تأتي بنتائج عكسية؟ ألا يمكن أن تكون إدارة الوقت جزءً من المشكلة ، وليس الحل؟ أم أننا نبالغ في بعض الأحيان؟

في الصباح الباكر خصصت ساعتين لإنجاز مهمة ما، ولكن بعد انقضاء الساعتين لم أنجزها، إذا هنا ما فائدة إدارة الوقت! حاولت معرفة ما حدث ولماذا هذا التقصير؟ وجدت أن ادرت وقتي بدون أن أولي أهمية لأولوياتي. ناهيك بأنني وقعت في " مغالطة التخطيط" وهي متعلقة بسوء تقدير الوقت الذي تم التخطيط له لإنجاز المهمة.

بعيدًا عما حدث معي، قد تعتبر إدارة الوقت مصدرًا لتوتر بعضنا. فمثلا ينصب تركيزنا على أعباء العمل الهائلة لدينا وهل سننجز المهمة أم لا. فبالتأكيد هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة قلقنا وإنعدام الشعور بالسعادة.

الكاتب أوليفر بيركمان يقول بأنه كلما تمكنا من إدارة وقتنا بشكل أفضل، كلما قل شعورنا بامتلاكنا لهذا الوقت. و لو فكرنا قليلا ستشعر بأن يومنا ينتهي ونجن لم ننجز الكثير من المهام.

في كتاب قوة الانخراط للمؤلفين جيم لوهر وتوني شوارتز، استوقفتني نصيحة عندما تحدثا بأنّ على الشخص أن يدير طاقته وليس وقته، فإدارة الوقت لا طائل منه، ويبدو أنه يتفقان مع شارما عندما قال: "توقف عن إدارة وقتك وابدأ في إدارة تركيزك".

وأنت، ما رأيك في إدارة الوقت؟ هل ترى بأن التركيز على الطاقة وأولوياتنا أهم بكثير من التفكير في وضع إدارة الوقت لمهامنا؟