تناولنا من قبل أمر إخفاء الحقائق المؤلمة عن أحبتنا، وكيف يؤثر ذلك على مَن نُحِب، والأوقات التى يكون فيها إخفاء الحقائق عنهم مقبول بدافع حمايتهم.

لكن ماذا إن كان إخفاء الحقائق ليس بدافع الخوف عليهم بل الخوف منهم! الخوف من أن يرحلوا حينما يعرفونا على حقيقتنا، الخوف من كونهم لا يقبلونا كما نحنُ؟

لقد تناول أيضاً الراحل عبد الوهاب مطاوع تلك النقطة فى كتابه "أقنعة الحب السبعة" حيث قام بنشر قصة زوج، وزوجة جمعهم الحب، وتُوِّج بالزواج، وأثمر عن طفل صغير. وبعد فترة قصيرة حافلة بالحب، والسعادة لاحظ الزوج على زوجته أعراضاً غريبة مثل عدم القدرة على النوم، والتزام الفراش فترة كبيرة، وتوالت الأحداث حتى فوجئ أنها مريضة اكتئاب من قبل الزواج، وقد حرصت عائلتها على إخفاء الأمر عنه حتى لا يتركها لأنها أحبته، وتعلقت به من أول نظرة!

للحب معانى كثيرة منها الصدق، والعفو، والمسامحة على الزلات. ومن هذه الزلات هى الكذب وهذا ما لجأ إليه الزوج فقد تغاضى عن كل شئ، وجعل همه زوجته، وشفاءها. لكن فى المقابل وُضِع فى الموقف عُنوة، سُلِب منه حق الإختيار.

لكن هل يشفع الحب دائماً؟

لكل شخصٍ طاقة للتحمل. البعض يقبل، والآخر لا. الكذب، وإخفاء الحقائق بحد ذاته كفيل بهدم جدار الثقة بين الأزواج حتى، وإن استمرت العلاقة! وليست كل الأكاذيب مثل بعضها.

بشكلٍ عام لا أُريد أن أُناقش القصة ذاتها لأن الزوج فعل ما أملاه عليه ضميره فمن يعلم ماذا سيكون مصيرها إذا تركها؟ لكنى أود مناقشة المبدأ ذاته:

ماذا لو سُلِب منك حق الإختيار؟، هل تسامح إن أخفى شريك حياتك بعض الحقائق عن نفسه بدافع الحب؟

هل تسمح له بمحاولة ثانية لإصلاح غلطته فى حقك؟