لطالما ارتبطت سرعة البديهة وفنون الردّ والفِراسة بقصص العرب قديما، أو على الأقل هكذا أراها لأنّي أحب تلك القصص جدا وأقرأ عنها باستمرار في إطار الأدب، ومن أفضل ما قرأت في المجال كتاب أخبار الأذكياء لابن الجوزي..
سرعة البديهة لمن لا يعرفها
هي سرعة الفهم وتقدير المواقف.. وهي قد تكون سببا في اقتناص الفرص العارضة أو إنقاذ النفس من المكاره والمخاطر.. وهناك آلاف القصص عنها ومما يعلق في ذهني قصة أحد شعراء البلاط الأموي حين سأله الخليفة عبد الملك بن مروان:
"هل مدحتَ فلانا؟ فقال: قد فعلت، فقال: أو حرَمَك؟ فقال: نعم قد فعل، فرد عليه: فهل هجوته؟ قال : نعم، قال: لا لم أفعل، قال: ولِمَ! قال: لأني كُنتُ أحقّ بالهِجاء منه، إذْ رأيتهُ موضعا لمدحي، فقال له: اسألني؟ قال: لا أفعل، قال: ولم؟ قال: لأنّ كفّك بالعطاء أجود من لساني!
والسؤال الأهمّ الذي يطرحُ نفسه!
هل سرعة البديهة عفوية أم مكتسبة؟ حسب بحثي في الموضوع وجدت أن البعض يعتبرها موهبة وأمرا عفويا تلقائيا لا ينفع تعلّمه أو اكتسابه لأنّه سرعان ما سيُصبح تصنّعا ويظهر على صاحبه!
فريق آخر يرى..
أن الإنسان يستطيع تعلّم أي شيئ بشرط قوة الإرادة والمثابرة والتكرار واتّباع بعض الإرشادات مثل "التعود على الهدوء في المواقف الصعبة" للتفكير بذهنٍ صافٍ وعقلانية أكثر، ومثل "التواصل المستمر" مع الناس في كل حال ومخالطتهم جيدا والاستماع أكثر من التحدث ومحاولة اكتساب خبرات أكثر في الحياة لكي يُصبح لدى المرء رصيد معرفي ولغوي كبير..
أيُّ الفريقين تراهُ محقا ولماذا؟ هل ترى نفسك سريع البديهة؟ إذا كان الجواب نعم فلا تبخل علينا بنصائح مفيدة..
التعليقات