لا أحد ينكر مكانة مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا الآن، وتصفحها أصبح جزأ لا يتجزأ من مهامنا اليومية، للاطلاع على جديد الأخبار أو البحث عن معلومة أو للتسلية وملء وقت الفراغ، حتى أصبح استخدامها يصل لحد الإدمان لبعض الاشخاص!.

وقد جاء في تقرير يعود لسنة 2021 أن أكثر فئة عمرية تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي بشكل يومي هي تلك التي تراوح أعمارها ما بين 18-29 عاما بنسبة ٪84 وهذه المجموعة العمرية تكون غالبا من فئة الطلبة الجامعيين، وبذلك تكون أكثر تأثرا بالمحتوى المنشور على مواقع التواصل.

في هذا الصدد لاحظت في السنوات الأخيرة إقبال الكثير من الطلبة على اتخاذ خطوة متابعة الدراسة في دول بعينها مثل الصين، وذلك بعد الكم الهائل من التعاليق الإيجابية من صناع محتوى سافروا إلى هناك من أجل الدراسة واستحسنوا التجربة، فهل تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في اختيار مسار الدراسة إلى درجة التحكم في خطوة مصيرية كهذه؟

فمن الناحية الإيجابية يتأثر الطلبة بالمحتوى الرقمي للحصول على معلومات، وتطوير مهارات جديدة، والتواصل مع أنظمة التعلم عبر الإنترنت، كما أن صناع المحتوى يلعبون دوراً هاماً في تشكيل آرائهم وإلهامهم، سواء كان ذلك من خلال المقالات التعليمية، أو مقاطع الفيديو التعليمية، أو المحتوى الإبداعي.

وأظن اليوم يتأثرون شكليا أيضا بمواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض معايير خاصة للجمال وصور مثالية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع ضغوط الجمال والمظهر الخارجي، وقد يسعى بعض الطلبة إلى تحسين مظهرهم بمتابعة اتجاهات الموضة واعتماد أسلوب حياة صحي، وتغير في طريقة الكلام، والتلهف وراء أسلوب حياة رفاهية مصطنع لصناع المحتوى.

مع كل هذه التأثيرات، برأيكم؛ كيف يمكننا اليوم الموازنة بين الاستفادة من مميزات المحتوى الكبير الموجود دون الوقوع تحت تأثيره السلبي؟