لقد خلقت هيمنة محركات البحث مهنة جديدة لمحترفي استراتيجيات تحسين محركات البحث الذين يستخدمون حيلهم للوصول بالموقع الذي يعملون لصالحه إلى قمة نتائج البحث. فمن صناع المحتوى إلى الشركات التي تروج لمنتجاتها، ينشر محترفي التعامل مع محركات البحث وابلًا لا ينتهي من المحتوى التسويقي الذي يغمر نتائج البحث مما قد يغطى على النتائج المفيدة. وتساهم استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO) في انتشار المحتوى منخفض الجودة والمليء بالكلمات المفتاحية على الإنترنت. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على المستخدمين العثور على معلومات دقيقة وذات صلة حقيقية بما يبحثون عنه ويمكن أن يقلل أيضًا من جودة الإنترنت بشكل عام كمصدر للمعلومات. بالإضافة إلى ذلك، ويزيد من هذه المشكلة الانخراط في تكتيكات Black Hat SEO الغير أخلاقية، وهي ممارسات تستخدم لزيادة ترتيب موقع أو صفحة معينة في محركات البحث من خلال وسائل تنتهك شروط خدمة محركات البحث.

هناك الكثير من الممارسات التي أدت بالكثيرين أن يحذروا من التركيز على هذه الاستراتيجيات مثل حشو الكلمات المفتاحية، وهي ممارسة كانت فعالة لمدة طويلة لكنها تراجعت الآن بعد محاولة محاربتها من قبل محركات البحث. من الناحية النظرية، كان الجميع يفترض أن المحتوى ذي الصلة من شأنه أن يولد هذه المصطلحات بشكل طبيعي، ولكن من الناحية العملية، قامت مواقع الويب بضغط أكبر عدد ممكن منها في أصغر مساحة ممكنة للوصول إلى قمة النتائج. وأدى ذلك إلى ظهور محتوى غير مقروء ويبدو أنه تم إنشاؤه بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيره، لكن على الرغم من محاولة Google بالخصوص ومحركات البحث بالعموم بمحاربة هذه الممارسات إلى أنه مازال هناك الكثير من الثغرات التي يستغلها متخصصي ال SEO في تمرير محتوى رديء دون أن تكشفه محركات البحث وتتغلب على ظهوره بالنتائج الأولى لها، وحتى لو افترضنا أن كل ممارسات ال SEO أصبحت فجأة مناسبة ولا تتعارض مع قواعد محركات البحث فكيف يكشف محرك البحث عن المواقع ذات المحتوى الضعيف والذي لا يفيد الباحثين على الإنترنت في حل المشاكل التي تؤرقهم والوصول إلى المعلومات الأهم من أقصر طريق ممكن.

فهل تتفق مع هذا الطرح بأن استراتيجيات تحسين محركات البحث تؤثر بالسلب على عموم محتوى الإنترنت ونتائج محركات البحث؟ ولماذا؟