ذات مساء كنتُ أراقب الحياة من خلف الستارة، بينما حبات المطر تطرق نافذتي وكأنها تدعوني للرقص معها حتى البلل… 

عندما نقرأ في الأجناس الأدبية ولنأخذ الرواية كمثال، فإننا نتنقّل بين الضمائر المختلفة التي يختبئ خلفها الكاتب سواء ضمائر الغائب أو المتكلم.

نقرأ أحيانا بضمير المتكلم تماما كما جاء في مطلع المساهمة، فنكون أقرب ما يكون إلى الكاتب الذي يدمج شخصيته في شخصية روايته، فيتلاشى بُعد الزمان والمكان…

فنتحسس صوت الشخصية، ونعيش تعرّجات شعورها وننتقل بين ماضيها وحاضرها في تناغم وانسجام حتى يصبح الثلاثة في واحد أي الكاتب والشخصية والقارئ…

لكن رغم كل هذا الانسجام إلا أنّ استخدام ضمير المتكلم يعد الأصعب وذلك أنّ الكاتب لا يستطيع وصف أشياء وتقديم معلومات هو لم يعشها أو لا يعرفها وإلا سيكون ذلك غشًا، هكذا وصفت نانسي كريس الكتابة بضمير المتكلم في كتابها تقنيات كتابة الرواية، هل ترون ذلك صعب حقًا وأين تكمن الصعوبة في رأيكم؟

أما عن ضمير الغائب، فهو الضمير الذي يكتب به كبار الأدباء وهو لغة القصص وحكايا الآخرين التي ينقلها الكاتب، كما تعدُِ روايات ضمير الغائب من أكثر الروايات مبيعًا وشهرةً مثل رواية آنا كارنينا للكاتب ليو تولستوي.

وتعدّ الكتابة به أسهل، وبه يستطيع الكاتب التنقّل بين شخصياته المختلفة دون أي ارتباك.

أما بالنسبة للقارئ فتختلف تفضيلاته، وترى نانسي كريس أيضًا أنّ ضمير المتكلم أكثر انغلاقًا من ضمير الغائب، لأنّ التنّقل بين حديث الشخصيات بضمير الغائب طول الرواية يجعل القارئ يخسر تركيزه، وقد يحسر الكاتب روايته، هل تتفقون معها؟

بالنسبة لي أفضّل الكتابة بضمير المتكلم، فهو يجعلني أندمج في الدور وأشعر به أكثر أما في القراءة فلا أركّز على الضمائر بقدر ما أهتم بالموضوع نفسه.

وأنتم كقراء هل تُفضلون القراءة لكاتب يختفي خلف ضمير الغائب أم المتكلم؟ وأي ضمير تستخدمون في إبداعاتكم السردية؟