الكتابة فعلٌ إنساني، يمارسه الإنسان بشكل واعي ليكون فاعلًا ومساهمًا في قدَر مجتمعه لا متفرجًا… 

وهذا ينطبق على الجميع فلكلٍ مِنبره ورسالته التي يأتي بها إلى هذا العالم.

فما هي رسالتك التي تريد العيش لأجلها لتجعل بها الحياة أجمل وأفضل؟

لكن حين نأتي للكاتب ونصوّب المجهر بشكل دقيق على مشاعره فإننا نجده يواجه تحديًا كبيرًا، 

ونراه واقعًا بين نَارين نارُ متعته، ونارُ متعة القارئ.

فالقارئ لا يريد أن يستمتع دائمًا وإنّما يريد أن يسمع ذلك الكلام الذي يحتاجه رغمًا عنه، وهذا واجب الكاتب وحتى ينصح الكاتب ويوجّه ويسلّط الضوء على بعض النقاط الحساسة من الواقع فإنّ ذلك ليس سهلا ولا ممتعًا أبدًا.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب ارنست همنجواي:

 [ إن استطعت أن تُمتّع القارئ ولا تستمتع أنت بما تكتب، فذلك هو الاختبار الحقيقي للكتابة].

وكأنّ همنجواي يقول للكاتب أنت مسؤول عن فائدة القارئ ومتعته وموجود لأجل مصلحته لا متعتك أنت، فكيف ترون أنتم ذلك وهل توافقونه الرأي؟

ويأتي الأديب أنيس منصور ليوضّح أكثر هذا الاختبار ليقول:

 [... الكاتب يتعذب ويكتوي ويتلوّى ويتأوّه ولكن إذا واجه الناس عليه أن يقول ما يُريح الناس ويفيدهم في حياتهم ويهديهم إلى ما هو أفضل ..
فالذي يُقدم طعامًا للناس لا يعرض عليهم أدوات المطبخ ولا يأتي بالفرْن بينهم …
فليس هذا من شأنهم، إنهم يريدون أن يأكلوا …ولكنّ الكاتب يريد أحيانًا أن يعرض على الناس صُورًا من عذابه ، ومن براعته في التخلص من العذاب لعلهم يفعلون مثله …]

ما رأيكم في تشبيه أنيس منصور، ووصفه للكاتب؟

 أليس ذلك قمة الإنسانية والعمق الشعوري الصادق أن يحتفظ الكاتب بألمه، ويريح القارئ وحتى وإن باح بألمه وعذابه فعليه أن يُرفق ذلك البَوح بالحلول؟

والآن أصدقائي ما رأيكم في قول الرائعين همنجواي وأنيس منصور؟ وهل سبق لكم أن اختبرتم ما تحدّثا عنه؟ وكيف تصرّفتم في هكذا موقف؟