كيف نوفق بين مزايا القراءة الالكترونية وحفاظنا على جوهر وجودة عادة القراءة؟

بل أبحث عن كيف نوفق بين مزايا القراءة الالكترونية وحفاظنا على جوهر وجودة عادة القراءة، فكيف برأيكم؟

أنا أحب الكتب و أرى فيها نفسي وملمس الورق الخشن ولونه المائل إلى الإصفرار يُغري بالقراءة وله وقع خاص في نفسي. كنت متشدداً فيما مضى وأرى أن القراءة الحقة لا تكون إلا في الكتب الورقية غير أني من قريب رأيتُ أن الكتب الإلكترونية و أجهزة القراءة الإلكترونية مثل الكندل وغيرها من الأجهزة خير معين على إكمال التجربة و الإستفادة. فالأخيرة تكمل التجربة. فمثلاً أنا أصطحب كندلي في المواصلات العامة وفي مقر عملي وهو يحمل الكثير جدأً من الكتب. فأنا لا أستطيع مثلاً أن أحمل أكثر من كتاب أو كتابين على الأكثر في المواصلات العامة وهذا ما جعلني أحب الكتب الإلكترونية. وفيما يخص ضرر العينين و الأشعة الزرقاء فأنا أتفق معك فيه جداً غير أن الكندل وما شابهه من أجهزة قراءة الكتب تعمل بتقنية ال E INK أو الحبر الإلكتروني مما يقي العين من الإجهاد.

مللت من القراءة الإلكترونية، وأفتقد حقًا للانغماس في قراءة الكتب الورقية. ملمس الورق، ورائحة الصفحات، وحتى العملية الفيزيائية لقلب الصفحات كلها تضفي على التجربة عمقًا وارتباطًا أكبر بالمحتوى.

ولا أشعر أبدًا أن كليهما يمنح الإنسان نفس الشعور إطلاقًا!

إحدى الحلول من وجهة نظري تكمن في استخدام القراءة الإلكترونية للتنقل أو قراءة المواد الخفيفة والسريعة مثل المقالات، والاحتفاظ بالكتب الورقية للكتب التي تحتاج إلى التركيز العميق أو التي تحمل طابعًا خاصًا مثل الروايات العميقة أو الكتب الفكرية التي تستحق الاهتمام بالتفاصيل.

عن نفسي لا أعلم كيف تتم الموازنة ولا آمل أن يدرك أحد الطريق لذلك، نحن نحاول جاهدين أن نعيش بعيداً عن الهواتف فلماذا نندفع حتى في الهوايات إلى منحها صورة تقنية رقمية!

لم أشعر بالراحة ابدا وأنا أقرأ من الهاتف حتى في ملفات العمل، وفي أغلب الأحيان أقوم بطباعة الملفات على أوراق حتى أتمكن من قرأتها دون ملل أو تشتت، كانت لي تجربة واحدة فقط قرأة رواية إلكترونية ولكن كنت مضطر فلم يكن هناك نسخة مطبوعة ومنشورة منها، ومؤخراً لاحظت اتجاه العديد من الكتاب إلى نشر أعمالهم رقمياً بدلاً من طباعتها وآمل أن لا ينتشر هذا النهج فهو سلبي للغاية

تجربتي غريبة نوعًا ما ولكني أشعر أنها ستكون تريند قادم ربما، وهي أنني بدأت حياتي أصلًا بقراءة الكتب الاكترونية وقراءة أي محتوى روائي عبر الشاشات، وكنت معتادًا على الأمر حتى سئمته من سنتين تقريبًا، وحينها بدأت أتخذ الدورة بالعكس وأفضل الكتب الورقية وأفضل حتى الشعور بكتاب يأخذ حيزًا إضافيًا في حقيبتي أينما ذهبت. بالتأكيد تراجعت نسبة الإنتاج في الكتب الورقية لأن البيع نفسه في خطر بالإضافة لارتفاع سعر الورق، وظهور اختراعات مثل الكيندل ربما تكون حل لبعض المشاكل التي ذكرتها مثل الضوء الأزرق والتشتت، ولكني أشعر أن هناك حركة عالمية للرجوع للأصالة ستمنع الكتب الورقية من الفناء، أما عن سؤالك كيف يمكننا التوفيق بين مزايا تلك وتلك، في حالتي كنت لأفضل جعل المنصات الالكترونية خاصة بقراءة أي نص علمي أو نص قد يساعدني في العمل، وأخصص الورق للروايات والكتب التي أود الانغماس فيها وأنا أجلس لأقرأ.