فى رواية "أعجوبة" التى تحكى عن طفل ولد بتشوهاتٍ جسدية فى وجهه ويحكى عن تعامل الناس معه ونظرة الناس والمجتمع له ولتشوهاته التى لاذنب له فيها، أحقاً شكلك يحدد طريقة تعامل الناس معك؟! وهل تعامل الناس بشكل سئ أو مؤذى أحيانا مع من لديه تشوه فى وجهه أو جسده شئ لا أخلاقى أم شئ طبيعي؟!
"شكلك يحدد تعامل الناس معك، شئت أم أبيت" مع أم ضد؟!
أحقاً شكلك يحدد طريقة تعامل الناس معك؟!
بنسبة كبيرة أجل، فأول شيء يلاحظه الآخرون فينا هو شكلنا، ويحكمون علينا بناء عليه.
وأذكر في هذا السياق الكاتب رجاء عليش الذي كتب كتاب لا تولد قبيحًا، وعانى طوال حياته من سوء معاملة الناس له بسبب شكله الذي لا يتوافق مع معايير الجمال المجتمعية، حتى انتحر في النهاية.
وهل تعامل الناس بشكل سئ أو مؤذى أحيانا مع من لديه تشوه فى وجهه أو جسده شئ لا أخلاقى أم شئ طبيعي؟!
بالطبع هو شيء غير طبيعي، وغير أخلاقي بالمرة.
لا أظن أننا سنقدر بأي حال أن نتخلص من معايير الجمال المجتمعية، ولكن على أقل تقدير إن وجدنا شخصًا لا يتوافق شكله مع معاييرنا فلنتركه لحاله، ولا نؤذه بكلمة ولا بفعل.
بمناسبة التحدث عن كاتب شكله قبيح، ماهو رأيك فى الممثلين الذين يختارهم المخرجين والمنتجين للتمثيل بسبب أن شكلهم قبيح كيف يؤثر هذا على الشخص/الممثل من وجهة نطرك؟!
أظن أنني أقع في معضلة أخلاقية نوعًا ما. فمن ناحية هذا قد يعتبر نوعًا من الإساءة والتنمر، ولكن إن نظرنا إلى الأمر من ناحية الأخرى فيمكننا أن نقول إن شكله القبيح يعد ميزة عن طريقها استطاع إن يجد عملًا وفتح له فرصُا لم تكن لتتوافر لدى شخص متوسط الجمال مثلًا.
الأمر لا يحتاج لعاهة أو تشوه، وأصحاب البشرة السوداء خير دليل على ذلكؤ العالم من حولنا ينظر في النقائص والاختلافات بعين لا تضل السعي، ثم يستمرون في ممارسة القبح البشري القاسي، أتمنى لو أن هناك قانون يجرم هذه الأفعال ويضع حد لها.
ولكن التربية لا تجدي نفعاً أحياناً، فمثلاً تعودنا أن السرقة سلوك خاطئ ومحرم، ورغم ذلك اللصوص حولنا عددهم كبير، ولولا القانون لكان عددهم مضاعف.
لكن أنا أرى الكثير من الناس سبحان الله إذا كان لديهم مشكلة فى الشكل، ففى أغلب الأحيان يمن الله عليه بذكاء، أو خفة دم، أو قبول فى المرح والحديث أو أى ميزة أخرى، أتتفق معى فى هذا؟َ
في الحضانة كان هناك طفل لديه حبوب كبيرة أسفل أذنيه، لم تكن معدية أو مخيفة ولكنها كانت ظاهرة، رأيت الأطفال وقتها يخافون من الجلوس بجانبه، المعلم يقول من سيحضر بدون الواجب سيجلس بجوار أحمد عقاباً له، بصراحة لا أعرف كيف حال أحمد الآن لكن أظنه ليس بخير، فصديق الطفولة خاف منه والمعلم اتخذه كطريقة عقاب، عندما أدركت بشاعة الأمر تمنيت لو أعثر عليه فاعتذر له فبالتأكيد هو لم ينسى كما لم أنسى أنا.
أحقاً شكلك يحدد طريقة تعامل الناس معك؟!
نعم، شكلنا هو ما يحدد الانطباع، الذي يحتفظ به الناس عنا، وهو بمثابة النافذة التي يرانا غيرنا عبرها، لهذا يجب على المرء أن يهتم بمظهره بشكل مقبول بحيث لا يبالغ ولا يهمل.
وهل تعامل الناس بشكل سيئ أو مؤذ أحيانا مع من لديه تشوه فى وجهه أو جسده شيء لا أخلاقى أم شئ طبيعي؟!
هو فعلا، لا أخلاقيا ولا طبيعيا، ولكن للأسف نراه بكثرة في مجتمعاتنا، لهذا يجب علينا أن نولي التربية اهتماما خاصا، ونربي النشء على احترام الاختلافات بأنواعها.
ونربي النشء على احترام الاختلافات بأنواعها.
كيف يمكننا هذا ومعروف عن الأطفال أنهم إذا رأو شخصاً قبيحاً لا إرادياً يتجنبوه وقد يسخروا منه؟!
كيف يمكننا هذا ومعروف عن الأطفال أنهم إذا رأو شخصاً قبيحاً لا إرادياً يتجنبوه وقد يسخروا منه؟!
هنا يأتي دور التربية، أن نفهم الصغار أنه يجب ألا نسخر من أشكال الناس مهما بدت قبيحة، ولا من عاهات الآخرين، لأن هذا يؤذيهم ويسبب لهم التعاسة، وهو فعل قبيح من جهتنا، وتصرف سيئ منا، ونعاقب عليه من طرف الخالق لنا جميعا. وبهذا سيبدأ الأطفال في تقبل الاختلافات، ويرتقي سلوكه ونظرته إزاء اختلافات الشكل السائدة في المجتمع، وينمو لديهم الحس الإنساني المتعاطف.
نعم، لكن الأمر يعتمد على التربية أيضا. من الطبيعي للناس أن يكونوا فضوليين بشأن المختلف عنهم في أي شيء. لكن، التربية هي من تعلم الطفل هذا ما يجب أن تفعله عندما تقابل شخصا مختلفا عنك. والمجتمع كذلك يعلم أفراده طريقة محددة للتعامل مع كل "نوع" من أنواع الاختلاف. أذكر أننا، ونحن بالابتدائية كان لنا زميلة عندها حرق ملتئم في الوجه والكفين نتيجة تعرضها لحادث في الصغر. والسيء أن المعلمين أنفسهم كانوا يتنمرون عليها بسببه. وكنت أحرص أن أسلم عليها باليد كلما قابلتها، وحادثتني بعدها أن هذا أثر فيها كثيرا، وأنها تتنمى لو يفهم الناس أن الحرق الملتئم ليس مرضا معديا ليقوموا باجتناب لمسها بهذا الشكل. ومما قالته لي أن بعض الناس يرفض الأكل من أي شيء تلمسه، تخيل! وكبار أيضا ليسوا أطفال حتى أقول معذورين. الناس عدو ما يجهلونه.
للأسف أمور كهذه يخشى منها الكثير من الناس، فقد يعتقد البعض أنها مرض معدى قد يصيبهم فور لمسها فيبدأو يحذروا منها ولكن مجرد أنكى علمتى أنه حرق أصبحتى تسلمي عليها ولو أنكى لم تعلمي أنه جرح لم تكونى لتسلمي عليها بدون معرفة ما فى يدها، فهل الناس الذين يخافوا من السلام عليها معذورين أم هم سيئين وقاسيين؟!
بالنسبة لى من يومين سلمت على شخص ووجدت بيده الإثنان جروح فى بطن يده وسلم على وتحسست هذه الجروح أثناء السلام ولا أعلم ما الذى بيده فكان ردة فعل منى أنى ذهب وغسلت يداي جيداً ودعوت الله له أن يشفيه وأن يرأ مما فى يداه، فهذا تصرف طبيعي لكن الغير طبيعي أنى أعلم أن هذا شيئاً غير معدى أو غير مؤذى ومن ثم أتنمر أو أسخر أو أذهب لغسيل يداى.
التعليقات