عندما نتحدث عن الأدب، تخطر في أذهاننا النصوص المكتوبة التي تأسر القارئ، او حتى تلك الروايات سواء الشخصية أو التي تنقل ثقافة بلد او منطقة ما، لكن المانغا اليابانية دخلت الساحة بشكل مختلف. قصص مثل "ون بيس" و"القناص" تطرح قضايا إنسانية وتصور شخصيات تتطور مع تعقيد الأحداث وسط عوالم مميزة ومتنوعة، مما يجعلها في نظر البعض أدبًا يعبر عن ثقافة وحياة كاملة. تم ربطها بالثقافة اليابانية بشكل مباشر ووصل صداها لجميع دول العالم ولا يخلو بيت تقريبا إلا ودخلته بصورة بصرية كالكرتون مستلهمة من ذلك الأدب، في المقابل، هناك من يراها أقرب إلى الترفيه الشعبي الذي يفتقر إلى العمق الأدبي، وأن إلحاقها بالثقافة التقليدية لليابان اولى من اعتبارها ثقافة أدبية أو نوع مميز من الأدب العالمي منشأه اليابان، فماهي آراءكم حول المانغا الياباينة، نوع فريد من الأدب أم مجرد تقليد شعبي ترفيهي؟
المانغا اليابانية: نوع فريد من الأدب أم مجرد تقليد شعبي ترفيهي؟
المانغا فن يشبه المسرحيات والأعمال الدرامية والسينمائية. يمكن اعتبار الجانب المكتوب من المانغا نوعا من الأدب, كما هو الحال مع المسرحيات المكتوبة أو الروايات التي تتحول إلى أفلام وأعمال درامية. العديد من أعمال الأنمي والمانغا تستوحي أفكارها فعلا من أعمال أدبية أو سير ذاتية لشخصيات تاريخية. ولكن لا يمكن تصنيف أي عمل على أنه مانغا إلا إذا احتوى على عنصر الرسوم, وهو ما يجعلها تعتبر شكلا من أشكال الفنون وليس الأدب.
المانغا تصنف على أنها فن أدبي بصري، لا يمكن أن نقول أنها فن فقط أو أدب فقط، لأن يتوافر بها عناصر الاثنان، فمثلا كفن بها التعبير البصري وأسلوب رسم الشخصيات وكأدب بها القصة والحبكة وحتى تناقش مواضيع كثيرة مختلفة
بهذا التعريف يمكن تصنيف فيديو كليبات الأغاني فن أدبي بصري لأن كلمات الأغنية قد تكون شعرا والفيديو كليب قد يحمل قصة, والأفلام والمسلسلات أيضا فن أدبي بصري, وحتى اللوحات المرسومة التي تحتوي على أشعار بالخط العربي فن أدبي بصري...
كل هذه الفنون قد تتوفر على عناصر أدبية ولكنها لا تصنف أدبا, هي توظيف لعمل أدبي قصد خلق عمل فني. أما الأدب فيطلق على الأعمال المكتوبة حصرا.
بالتأكيد لا، كما قولت الأدب يعتمد على الكلمات المكتوبة فقط كوسيلة للتعبير (الشعر، الرواية، القصة، المسرحية...).
لكن الأعمال مثل الفيديو كليبات، الأفلام، لا يوجد بها أي عناصر مكتوبة على عكس المانغا والتي بنيت على التكامل بين السرد المكتوب كنص كامل المعايير والتعبير البصري كرسومات
العناصر المكتوبة ليس بالضرورة أن تكون مكتوبة بشكل حرفي على الورق, وإنما المقصود إمكانية كتابتها. فعديد الأشعار لم تكن مكتوبة من قبل يلقيها أصحابها استرجالا ولكنها تصنف أدبا, وعديد القصص لم تكن مكتوبة من قبل وكانت تتناقل شفاهيا ولكنها تصنف أدبا... مادمنا قادرين على كتابتها دون الإخلال بشكلها فهي أدب. ولكن مادمنا خرجنا من إطار ما يمكن الاقتصار بكتابته من كلمات إلى ضرورة إدخال عناصر أخرى أيا كانت وإلا تم الإخلال بالعمل, فنحن إذن لم نعد في دائرة الأدب وصرنا في دائرة الفن.
أي إذا صنفنا المانغا أدبا فيجب تصنيف فيديو كليب الأغاني مع الأدب أيضا فهو يحتوي على شعر يمكن عزله وكتابته, مثلما يمكن عزل وكتابة القصة المرافقة للمانغا دون رسم.
أنظر أنا من المؤيدين لانتماء المانغا للأدب بشكل عام، لكن!
لو أخذنا حجتك، في كونها أدبا فقط لأنها تحتوي على نصوص؟ تمام، بناءً على هذا المنطق، قوائم السوبرماركت أيضاً تستحق جائزة نوبل في الأدب على مايبدو..
لم أصنفه أدبا خالصا ولكن قلت فن أدبي بصري، اقرأ التعليقات فضلا بعناية، وبالنسبة لإسقاطك على قوائم السوبر ماركت، هل يتوافر بقوائم السوبر ماركت معايير القصة من أسلوب سردي وحبكة وحل؟! هل حدث بها تطور لم ألحظه؟
لا مانع، سأقرأ التعليقات مرة ثانية، سيكون من الجيد أيضا أن تراجع تعليقاتك معي لأني وبحسب فهمي المتواضع، أنت بررت انتمائها للادب بسبب احتوائها على النصوص المكتوبة وهو ما وصفت به الادب في تعليقك الثاني،كلمات مكتوبة، وبررت انتمائها للفن بسبب احتوائها على الرسومات، وبذلك قدمت استنتاجك أنها فن أدبي.
وانا أقول، في الجزئية التي ربطتها بها بالادب (باعتبار أننا لن نقول عنها فنا فقط) لأن فيها جانب الادب الذي هو النصوص!
هنا كان سؤالي، هل انتمائها للادب (في الجزء الذي ربطتها فيه بالادب ولم اقل أدبا خالصا)
هو فقط بسبب الكلمات المكتوبة أو النصوص؟ فإن كان كذلك فهي حجة ضعيفة، وقوائم السوبرماركت ستزاحمها في أيهما اقرب الى الادب..
ومع إضافتك الحالية من معايير قصة وحبكة حل، صارت الحجة أقوى قليلا، لكنها ماتزال غير كافية تماما.. لأن العناصر التي ذكرتها تنطبق على نوع خاص من الادب هو القصص.
نحن نتحدث عن انتماء المانغا للأدب بشكل عام، ما أعنيه، المانغا لاتنتمي بالضرورة للنوع القصصي خصوصا من الادب، لذا ليست مضطرة للالتزام بمعاييره، لكن نحن نتناقش هنا هل هي ادب خاص ومميز له معاييره الخاصة ام لا..
ومع إضافتك الحالية من معايير قصة وحبكة حل، صارت الحجة أقوى قليلا، لكنها ماتزال غير كافية تماما.. لأن العناصر التي ذكرتها تنطبق على نوع خاص من الادب هو القصص.
ليست إضافة حالية، هذا موجود بأول تعليق علقته على المساهمة لذا طلبت منك قراءة التعليقات مرة أخرى، عد فضلا لأول تعليق علقته ستجد التعليق كامل بمبرراته من البداية.
العناصر التي ذكرتها بالـتأكيد تخص القصص لأن المانغا بالأساس قصص مصورة فالجزء الأدبي بها هو القصة، والقصة أحد أشكال الأدب إذن هي أدب، وبالفعل لها معايير خاصة بها، فلو حذفت الصور والرسومات منها وتبقى القصة لن تكون مانغا، ولو حذفت القصة وتبقى الرسومات لن تكون مانغا أيضا
تمام صديقي، المعذرة، هل يمكننا العودة لموضوعنا الان؟!
النتيجة واحدة حتى لو دمجنا تعليقك الاول مع الاخير، اذا ركزت في كلامي.. قلت لك انها لا تزال حجة غير كافية، يا صديقي افصل بين الادب القصصي والمانغا ولا تضعهما تحت نفس الخط والمعايير، قد يشتركان في بعض المعايير وهذا بديهي لان أغلب المانغات عبارة عن قصص كما قلت، لكن لو ألزمنا المانغا بالأدب القصصي خصوصا فأنت تخرجها تمااما من الادب، لأن الادب القصصي ادب خاص له معايير محددة لا تنطبق كلها على المانغا...
فأما اعتبارك المانغا ادبا فقط لانها تحتوي على قصة فهي لاتزال حجة ضعيفة. وهنا سألزمك بنفس إلزام @jawad_x لأن أي عمل بصري قمت بتفنيد انتمائه للأدب في تعليقاتك السابقة وراءه قصة أيضا..
فخلاصة ما أود الوصول اليه، المانغا كنوع خاص وجديد من الادب المعاصر لا يلتزم بالمعايير الصارمة للادب القصصي الخاص الذي بالتأكيد لا تنتمي اليه تلك الاعمال البصرية وأنا لم أعترض على كلامك عليها بالفعل.
بل كما في عنوان المساهمة تماما، نوع فريد من الادب له معاييره الخاصة التي جزء منها ينتمي لبعض معايير الادب القصصي، لذلك لانخلط بين الأمرين.
وكما ذكرت في آخر تعليقك، كونها مدعمة بالرسومات.. والذي نسبته للفن، هي اخذت بعض معايير الفن بذلك كما اخذت بعض معايير القصة، لكن بدمج الاثنين معا.. هل أصبحت نوعا خاصا من الادب ام نوعا خاصا من الفن؟ الى ماذا ننسبها؟
المنطقة الرمادية (فن بصري) هي منطقة واسعة وعامة جدا تنتمي اليها حتى الكليبات والمسلسلات ووو
انا بالطبع أنسبها للادب، لكن أتساءل عنك؟
اذا لم يكن هذا كافيا لتوضيح المغزى من مساهمتي، لا أستطيع تبسيط الشرح اكثر من ذلك،..وإن وصلت فكرتي أرجو أن تنورنا برأيك بعيدا عن المنطقة الرمادية.
شكرا لمشاركتك المفيدة.
، لأن الادب القصصي ادب خاص له معايير محددة لا تنطبق كلها على المانغا...
بالنهاية القصص نوع من أنواع الأدب أم لا؟ أجب لو سمحت
بالنهاية هي أدب، القصة والشعر والمسرحية والرواية كلها أنواع مختلفة للأدب، وكون المانغا هي جزء أساس منها قصة مكتوبة بكل عناصرها، فهي نوع من أنواع الأدب.
فأما اعتبارك المانغا ادبا فقط لانها تحتوي على قصة فهي لاتزال حجة ضعيفة. وهنا سألزمك بنفس إلزام @jawad_xلأن أي عمل بصري قمت بتفنيد انتمائه للأدب في تعليقاتك السابقة وراءه قصة أيضا..
المانغا ليست أدب فقط، قولت فن أدبي بصري لتوافر عناصر الأدب والفن به، أما إشارة جواد للفيديو كليب أضعف من مقارنتها بالمانجا، الفيديو كليب بإطاره الأساسي وهدفه ومعاييره فن بحت، يستخدم الكلمات ليوصل من خلالها فنه، فالكلمات لوحدها لن تصنع فيديو كليب، الفيديو به عناصر فنية كبيرة، بدليل ليس كل النصوص تصلح لأن تكون فيديو كليب. في حين أني أؤيده بذكر اللوحات الشعرية مثل أعمال الفنانيين السرياليين الذين دمجوا الكتابة مع الرسم
انا بالطبع أنسبها للادب، لكن أتساءل عنك؟
أنت تنسبها للأدب وتطلب رأينا، وأنا رأيي أنها نوع مميز ومختلف يجمع بين عناصر الفن والأدب، وهو فن أدبي
وهذه ليست منطقية رمادية هذا رأي وارد ضمن الخيارات المتاحة
إن كنا سنتحدث عن المحتوى فحتى المانغا يوجد منها الصنف الإباحي الصريح بلا أي نوع من التحفظات أو الحافظات أو الملونات الاصطناعية, يوجد الانحرافات والشذوذات والمحارم والأطفال, اليابانيون ملوك المحتوى الإباحي المنحرف الذي لا يخطر على بال شيطان. حتى الأمم المتحدة بانفتاحاتهم وفتوحاتهم الإباحية قالوا لهم: "اتقوا الله" وطالبوهم بعدم رسم الأطفال بهذا الشكل.
أما الفيديو كليبات فيوجد الشرعي منها كفيديو كليب العفاسي "إلا صلاتي".
على أي! كلها فنون, والجيد منها جيد والسيء منها سيء.
ييدو أنك عاشق للواقعية، يعجبني ذلك، لكن بهذا المنطق.. سنحتاج الا مقاطعة كل شيء تشوبه اللاأخلاقية!
أليس الأولى ألا نحكم على مجال ضخم أيا كان.. مانغا أو كليب أو غيره، من نوعية واحدة فقط من المستخدين؟!
بالمناسبة.. تعرضت للعديد من الكتب المليئة بالألفاظ الدنيئة ايضا.. لكن لن أصف الأدب بالدنيئ، التعميم تجريم! ألست محقا؟!
إذن المانغا ليست أدبًا لأنها تحتوي على رسوم؟ حسناً، سأخبر شكسبير أن يعيد صياغة مسرحياته بدون مشاهد أو ممثلين، لأنه يبدو أنك تعيش في عالم الأدب الأبيض والأسود!
المشاعر المعقدة التي تحملها الشخصيات والحبكات المتشابكة هي ذاتها التي تجدها في أعظم الروايات. إن فصل الأدب عن الشكل الذي يُقدم به يُعد استنتاجاً سطحياً.
ليس استنتاجا سطحيا ولكن السطحية في فهمك!
لقد قلتُ أن للمانغا عناصر أدبية إن كنت تجيد قراءة اللغة العربية, ولكن بسبب إضافة عنصر الرسم صارت فنا والفن مصطلح شامل يضم عناصر عدة من بينها الأدب والموسيقى والتشخيص والرسم فهمت؟
أما مسرحيات شيكسبير فإن كنت ستقرؤها في كتاب تناولته من على رفوف المكتبة فهي أدب, أما إن كنت ستحضر ممثلين لتشخيص المسرحية على خشبة المسرح وتخيط لهم ملابس القرن السادس عشر وتضع لهم زينة على وجوههم وتمشط لهم شعرهم وتصنع ديكور وموسيقى فهذه العناصر كلها تسمى "فنا" وليس مجرد "أدبا". من هذا الذي يسمي التمثيل على خشبة المسرح أدبا؟
لو كنت تفهم قليلا في المنطق, ستكتشف من تلقاء نفسك أن الفن أشمل من الأدب, وأن العمل الفني يمكن أن يضم العنصر الأدبي.
الفن أشمل وأعم من الادب، وهذا لا جدال فيه، سأبسط لك الأمر، لنقل أن الفن دائرة كبيرة داخلها عدة دوائر من بينها دائرة الأدب. نحن لا نختلف على أن المانغا بداخل الدائرة الكبيرة (الفن المطلق) وإنما نختلف هل تنتمي لدائرة الادب.. ام هي دائرة اخرى منفصلة تشترك مع دائرة الادب في جزئيات فقط. و من تعليقك الاول وحتى ردك الاخير.. لاتزال فكرتك تدورحول هذه الاخيرة، بانها دائرة لا لا تنتمي كليا لدائرة الادب بل تشترك معها في جزئيات وحسب.
وهنا منطقيا، هي فن خاص! ايا كان نوعه.. لكنها ليست ادبا لأن دائرة الادب لاتشملها كليا بسبب جزئية (الرسم) التي ذكرتها والتي لا يمكن ان تكون في دائرة الادب كما تقول.. تمام؟ جميل
حتى الان هذا مجرد بداية وشرح لفكرتك وحسب، نأتي لردي السطحي الان؟ أي شخص عاقل سيفهم من ردي أني أفند من الأساس أن يكون الرسم خارج دائرة الأدب. ولذلك ضربت لك مثال مسرحيات شكسبير بتلك الطريقة. بغض النظر عن كونك تتفق معي في ذلك ام لا، يمكنك ان ترد ببساطة ان جانب الرسومات في المانغا لايمكن أن ينتمي للادب وتبرر لذلك بحجج منطقية.. وكنت سأتفهم، هذا هو الرد المنطقي الذي انتظرته أساسا، لكن يبدو ان سطحيتي على مايبدو، جعلتك تعتقد اني اقصد الكلام المكتوب او لا ادري ماذا حتى تتساءل كيف لم الاحظ انك قلت للمانغا عناصر ادبية؟؟! ابشر، لاحظتها وتخطيتها لأنها ليست نقطة الخلاف، انا الان في الرسم، وانت مازلت تتساءل هل أنا مع او ضد ان المانغا فيها عناصر ادبية ككلمات مكتوبة؟؟ وجعني رأسي المهم ان الفكرة وصلت..ايضا انا لم اتهمك بالسطحية، لو لاحظت، قلت ان هذا التفكير (الذي عرضته بتعليقي) سطحي.. وانت اذا لم تكن تتبنى ذلك التفكير يمكنك بكل بساطة تفنيده، ولو تبنيته، يمكنك بكل بساطة تقديم حجج على عدم سطحيته، لست متعودا ان أشرح كل صغيرة وكبيرة ولكن هذا ضروري لأعيد النقاش الى مساره لأنه انحرف. لنعد لموضوعنا
على حد وصفك، مسرحيات شكسبير تصبح "فناً" بمجرد صعودها على خشبة المسرح. أريد أن أخبرك أنها كانت فنا حتى وهي على الورق، لأن الادب ينتمي للفن كما ذكرنا. لكن ما يميز الأدب أنه ليس قالباً جامداً يتغير الى نوع اخر من الفن عند إضافة الألوان أو الصوت. ماذا عن الشعر الذي يدمج الكلمات بالموسيقى؟ هل نلقي بالقصائد الغنائية في سلة "الفنون" ونقول إنها ليست أدباً؟
ربما يجب أن نضع لوحة كبيرة على كل مكتبة تقول: "الأعمال الأدبية ممنوعة من اللمس أو التطوير"، لأن جواد قرر أن الأدب يجب أن يبقى محبوساً بين دفتي كتاب فقط وإلا لن يبقى أدبا. أليس هذا منتهى السطحية في التفكير؟ عفوا، أقصد التفكير ولا أقصدك، وأعلم أنك لا تتبناه لأني قرأت ردك على الاخ المجهول.
من البديهي أن التمثيل نوع من الفن، مثله الموسيقى مثله الرسم مثله غيره..
ومن البديهي أيضا ان تتقاطع كل هاته الفنون مع بعضها، ومع الادب ايضا، لأنها كلها دوائر صغيرة قد يتقاطع بعضها مع الاخر في جزئيات وكلها في النهاية داخل دائرة أكبر هي الفن عموما.
لكن ليس من البديهي أن نطلق على مسرحيات شكسبير ذات الاصل والطابع الادبي البحت، انها نوع اخر من الفن لأنها مُثلت على خشبة مسرح.. لا، هي تنتمي لدائرة الادب، لكن دائرة المسرح تتقاطع مع جزء منها (وليس كلها). والله لا اعلم ان كنت فهمت علي بمثال الدوائر وانا اثرثر لكن يهون فيكم الشرح لعلنا مخطئين وتصوبون لنا بحجج مقنعة.
المهم لنعد لصلب الموضوع، إذا كان كلامي واضحا حتى الان فهل تعتبر المانغا تنتمي لدائرة الادب، ام تتقاطع معها في جزئيات فقط وهي نوع خاص اخر من الفنون؟ ولماذا هل بسبب الرسومات فقط؟ هل يخلو الادب حرفيا من الرسم؟؟!
لي رأي خاص بالمانغا وهو لا أرى له قيمة أدبية مؤثرة، يعني أجده مجرد تقليد شعبي لا أكثر، وحتى الآن لا أفهم سبب انتشاره، ربما لسهولته وسطحيته فالكل يستطيع أن يفهمه ويقرأه، لكثرة الصور، والآن أصبح هناك نماذج عربية كثيرة تُنتج ويعملون على إضافة رسومات فائقة الجودة، لكن ما زلت عند رأيي بعد تجربته
قميتها تقيسها على منظورك الشخصي فقط . أنا أرى لها قيمه وتعكس ثقافة دوله مثل اليابان . وفيها ماهو موجه للإطفال والشباب والكبار و مجالات متنوعة .
وهذا ما فعلته لو قرأت تعليقي جيدا ستجد أني قولت لي رأي خاص بناء على تجربتي لم أقل رأي الجميع، وبالنسبة للمانغا الآن لم تعد خاصة باليابان فقط دول كثيرة ومنها عربيا تنتج مانغا بأفكار مختلفة، وهي بالنهاية فن أو أدب متعلق بثقافة شعب وليس شرطا أن اليابان دولة متقدمة ومميزة بأن كل شيء يخرج منها سيكون له قيمة
رأيك أن المانغا بلا قيمة أدبية مثير للاهتمام، ولكن هل قمت بتحليل أي مانغا بعمق؟ قصص مثل القناص تناقش بعض القضايا الانسانية والطبيعة البشرية بطريقة ربما لا تجدها في كثير من الروايات. ربما المشكلة ليست في المانغا، بل في الطريقة التي قمت بها بتجربتها.. شكرا لمشاركتنا تجربتك.
وهي بالنهاية فن أو أدب متعلق بثقافة شعب وليس شرطا أن اليابان دولة متقدمة ومميزة بأن كل شيء يخرج منها سيكون له قيمة
وهنا لديك نقطة وجيهة فعلا، لكن دعني أخبرك شيئًا، اليابانيون ليسوا بحاجة لموافقتنا لتقديم فنهم. أما نحن، فلا يزال لدينا شغف بإنتاج دراما المطلقات والميراث بين الاخوة!
وهنا لديك نقطة وجيهة فعلا، لكن دعني أخبرك شيئًا، اليابانيون ليسوا بحاجة لموافقتنا لتقديم فنهم. أما نحن، فلا يزال لدينا شغف بإنتاج دراما المطلقات والميراث بين الاخوة!
ههههه، من قال أني أعطي موافقة أم لا لليابان، ردك يشككني فيما قلت فأعود له ولا أجد أني ذكرت شيء مما استنتجته أنت بتعليقك
قلت أنه مثل الفلكور بالنسبة لهم باليابان، وليس شرطا أن اليابان دولة متقدمة فكل ما تنتجه ممتاز، ولكن استغرابي تقليدنا نحن العرب لهذا الفلكلور الياباني في حين يمكننا صنع ما يعكس ثقافتنا أكثر
ولكن استغرابي تقليدنا نحن العرب لهذا الفلكلور الياباني في حين يمكننا صنع ما يعكس ثقافتنا أكثر
لأننا لا زلنا مشغولين مع تلك الدراما التي أخبرتك بها وغيرها من التفاهات، بينما كان الاولى ان نعمل كما قلت لإنشاء مايمثل ثقافتنا بدل استيراد ثقاقات اخرى..
انا لم اقصدك انت او انا في امر الموافقة، ضربت مثلا ساخرا على وضع أمتنا المتردي مع الأسف، كان الاولى أننا نحن من لا ننتظر موافقة وتقييم دولة كاليابان أو غيرها فقط لكونها متقدمة للحكم على ما يجب أن تصدره ثقافتنا، فنتبع أذواقهم ونقلدهم
على كل، لو كانت المانغا عربية الأصل فرضا لشهدنا أنها تتسم بمحاربة أبطالها للبطالة اهههه
في رأيي، المانغا اليابانية تمثل شكلاً فريداً من الأدب المعاصر يجمع بين القوة البصرية والعمق السردي، حيث نجحت في تطوير أسلوب فني وأدبي متميز يتجاوز حدود الترفيه البسيط. عندما نتأمل أعمالاً مثل "ون بيس" و"القناص"، نجد أنها تتناول قضايا إنسانية معقدة كالصداقة والتضحية والعدالة، وتقدم شخصيات متعددة الأبعاد تتطور مع تطور الأحداث، كما أنها تعكس جوانب عميقة من الثقافة اليابانية وفلسفتها. المانغا ليست مجرد رسوم مصورة، بل هي وسيط ثقافي قوي استطاع أن يخلق لغته الخاصة في التعبير عن القصص الإنسانية، وقد أثبتت قدرتها على عبور الحدود الثقافية والجغرافية لتصل إلى جمهور عالمي، مما يؤكد قيمتها كشكل أدبي معاصر يستحق الاعتراف والدراسة. رغم أن بعض أعمال المانغا قد تميل للترفيه البسيط، إلا أن أفضل أعمالها تقدم تجربة أدبية غنية تجمع بين الجمال البصري والعمق الفكري، مما يجعلها تستحق مكانتها كنوع أدبي مميز له خصوصيته وتأثيره في المشهد الثقافي العالمي.
وهو ما أميل اليه شخصيا أيضا، سواء أعجينا الامر او لا، كنا من عشاقها او لا.. لا يمكننا انكار سطوتها وتفردها كنوع فريد معاصر من الادب،فقد أثبتت ذلك فعلا. لكن هناك من لايعتبرها نوعا من الادب بقدر ما تأخذ جزئيات فقط من الادب كالقصة وان رسوماتها لا يمكن إلحاقها بالأدب، هذا ماجعلهم يصنفونها كنوع مختلف من الفنون لايعتبر أدبا خالصا...
المناجا هي قصص مصوره وثقافه يابانية . بعض هذه المانجا تحولت إلى أنمي فيما بعد . ولها عددت مجالات في الكتابة
ماينفع تقول تقليد شعبي لانه المانجا مثله مثل المجلات الي تصدر في أي دوله أخرى
المانغا تعتبر نوع فني مميز جدًا، لأنها تجمع بين الترفيه والعمق الإنساني. رغم أنها قد تظهر للوهلة الأولى كقصص مرئية، إلا أن الكثير من المانغا مثل "ون بيس" و"القناص" تناقش قضايا كبيرة مثل الصداقة، التحدي، والنمو الشخصي. هذه المواضيع ليست بعيدة عن الأدب التقليدي الذي نجد فيه شخصيات معقدة وقصص تعكس تجارب الحياة.
يمكننا أن نقول إن المانغا تمثل جزءًا من الثقافة اليابانية، لكن تأثيرها واسع جدًا وانتشرت حول العالم، وأصبح لها جمهور كبير. بعض الناس قد يرونها مجرد ترفيه، لكن بالنسبة للكثيرين هي أكثر من ذلك. هي وسيلة للتعبير عن الحياة بطريقة فنية جديدة، وإذا نظرنا إليها من هذا المنظور، يمكننا اعتبارها نوعًا من الأدب الذي يختلف في شكله لكنه يحمل رسائل عميقة مثل أي نوع أدبي آخر.
بالنهاية، المانغا ليست مجرد قصص كرتونية، بل هي شكل من أشكال الأدب والفن الذي يصلح للمناقشة والتأمل.
المانغا ليست بحاجة للدفاع، لأنها أثبتت نفسها كنوع أدبي وفني يجمع بين القصة والتعبير البصري.
لكن.."المانغا وسيلة للتعبير عن الحياة؟" يبدو أن علينا إعداد دراسة بعنوان "أثر لوفي على ثقافة الجيل الراكض خلف كنوز وهمية". لنهدأ قليلا ونكن واقعيين، كانت أدبا أو لم تكن، تضخيم أثرها لهذا الحد معضلة أخرى تستحق نقاشا آخر..
المهم، المشكلة ليست في المانغا، بل في تصنيفنا الضيق لما يجب أن يُعتبر أدباً..
التعليقات