ربما يكون هذا أكثر سؤال يتم سؤاله للقارئ وخاصة القارئ المتنوع الذي يقرأ كافة الأنواع الروائية من اجتماعية وتاريخية وبوليسية إلخ... فكيف تجيب على هذا السؤال؟ وما الذي يجعلك تفضل هذا النوع أدبي على أخر؟
ما هو نوع الأدب الروائي المفضل لك؟
أعتقد أنها السير الذاتية. هي الاقرب إلى قلبي، لأنها ليست كالرومانسية تعيش في الخيال أو كالتاريخية المعقدة أو بوليسية تحتاج إلى تفكير وتحليل وأنا التفكير والتحليل وفرتهما للدراسة منذ زمن، بل هي تضعك في الصورة الواقعية وترسم لك الأحداث بدون مبالغة وبشكل يمكن للعقل تصديقه لأنه حدث بالفعل.
تعجبني الروايات البوليسية وبعدها كتب الفانتازيا، تعجبني في القصص البوليسية خروجها عن النمط المعتاد للأحداث الرتيبة، تحفز التفكير وتساعدني على التركيز لأطول وقت ممكن، عند انتهائي من الرواية وحل اللغز أشعر بأنني أكملت وجبة دسمة.
السير الذاتية لأنها تحكى قصة إنسان مثلك مر بمراحل مختلفة من الصغر إلى الكبر والشيخوخة ليست من سرد الخيال، فقلما ما يصيب الخيال فى إعطاء صورة متكاملة عن حياة إنسان، ربما يغرق فى جانب ويتناسى باقى الجوانب
بينما السيرة الذاتية تستشعر أنك تعايش الشخصية وكأنها تسرد عليك تفاصيل جهادها فى تلك الحياة .
بلا شك السير الذاتية لها وقع خاص علينا، فلسنا بحاجة إلى التخيل ولكن يمكننا رؤية الماضي بعين صاجبه دون تجميل أو زيف لو كان أمينا، بالنسبة لك ما هو أكثر كتاب سيرة ذاتية أثر بكِ؟
فى الحقيقة أى شئ أقرئه يؤثر بى؛ لكن دعنى أجب عن أول سيرة ذاتية خطرت على بالى عند السؤال
العقاد .
لم أكن أعلم عنه سوى معلومات ضئيلة جدا من الابتدائية أنه لم يحظ على شهادة وكنت اظنه لم يتعلم نهائيا والقراءة كانت منبعه للمعرفة؛ لكن من خلال سيرته تعرفت عليه وأعجبتنى فلسفته فى كل شئ
السيرة الأخرى الشيخ محمود شاكر رحمة الله عليه، أعجبنى أن بيته كان مفتوحا وكان منفقا للعلم واطعام الطعام مع كل طارق لبيته، أعجبنى أنه لم يخالف أستاذه ومعلمه دكتور طه حسين مخالفة عمياء ولم يتبعه اتباع أعمى، لكنه حاول أن يثبت بالعلم خلاف كلامه عن الشعر الجاهلى من خلال اطلاعه على كل كتاب كتبه العرب ومعايشة البيئة العربية التى قيل فيها الشعر الجاهلى، الصحفية التى كتبت عنه كان لها رأى عنه قبل أن تقابله لكن عندما دخلت البيت الشاكرى تغيرت نظرتها وبدئت تحب اللغة العربية وتشعر بالألفة لثقافتها العربية، فالحكم على الشئ جزء من تصوره لكن أحيانا نحكم دون أن نتصور أو نرى نحكم لنحمى ذواتنا .
أنا بالفعل أقرأ في كل شيء، ومعياري الأهم هو مدى جودة الكتابة بغض النظر عن المضمون، ولكن هناك جزء مني يميل دائمًا إلى أدب الفانتازيا بشكل خاص والواقعية السحرية.
ربما يرجع الأمر إلى حقيقة أن أدب الفانتازيا لا تحده أي حدود أو قواعد، بوسع الكاتب أن يخلق عالمًا من الصفر، أن يخلق حتى لغة جديدة، فتكون تجربة القراءة خليطًا من الدهشة والرغبة في استكشاف هذا العالم الذي لا ندري عنه شيئًا. يكون الأمر أشبه بخوض مغامرة!
بوسع الكاتب أن يخلق عالمًا من الصفر، أن يخلق حتى لغة جديدة،
تماما مثل ما فعله مؤلف صراع العروش - أغنية الجليد والنار- ولكن ما سبب تعلقك بالفانتازيا بمعنى ما هو أول كتاب تتذكرينه جعلكِ أسيرة هذا العالم وعالم الواقعية السحرية أيضا؟
التعليقات