يقول مارك مانسون مؤلف كتاب ( فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف) في رحلته إلى روسيا: إنً في الثقافة الروسية قدراً من الصراحة الخشنة التي يفهمها الغربيون عامة على نحو خاطئ. لا أثر هناك للتلطف الزائف أو التأدب اللفظي الذي يلفك عندنا من كل ناحية مثل شباك العنكبوت. لا يبتسم الإنسان هناك لغرباء ولا يتظاهر بانه يحب شيئاً لا يحبه. في روسيا، إن كان هنالك شيئ غبي فانت تقول عنه أنه غبي وإذا رأيت شخصاً تافهاً أحمقاً فانت تقول عنه إنه تافه أحمق.....إلخ....
أنا أتفق هنا مع رأي الكاتب جداً ولقد لمست هذا الأمر في رحلتي مؤخراً إلى صعيد مصر. فهم أناس صرحاء جداً لا يعرفون التلطف أو التزويق في الكلام. لا يعرفون ما نمسيه بالإنجلزية (Euphemisms) فالمسميات هي هي بأسمائها. ولكن ما لا أعرفه هو سبب ذلك الاختلاف بين الشعوب أو الجماعات؟!! لماذا يا ترى هناك أناس صرحاء طلقاء في توصيل المعاني وهناك آخرين يلتفون حول المعاني؟
لما تفكرت في أسباب تلك الصراحة وجدتها في عامل البيئة! فصعيد مصر مثلاً أرض وعرة وجبال فهم اكتسبوا الصراحة و الخشونة من طبيعة البيئة. بالضبط مثل عرب الجاهلية؛ اكتسبوا الصراحة والوضوح من طبيعة البيئة كالشمس التي لا تغيب وراء السحب مثلاً ومن الجبال الشامخة التي لا تداري أحداً. ومن هنا انعكست طبيعة الصراحة في اللغة وطريقة التفكير؛ فليس هناك تعبيرات ملطفة فيها عكس لغة الإنجليز مثلاً...
غير أن تلك الصراحة قد يعدها بعضنا وقاحة!!! برأيكم: ما الفارق بين الصراحة والوقاحة هنا؟! وما الأسباب الأخرى التي تجعل بعض الشعوب أكثر ميلاً للمواجهة والصراحة فيما يميل البعض الأخرى للمداراة والتلطف في القول؟!
التعليقات