يروي الكاتب إبراهيم نصر الله في روايته شرفة العار، قصة من قصص كابوس الشرف الذي يجثم على مجتمعاتنا العربية وخاصة الأوساط الشعبية والطبقات الفقيرة .

قصة منار الفتاة التي يصر والدها على تعليمها لينجو بها إلى حياة أفضل، ولكن مرض والدها المفاجئ يبقيها وباقي العائلة تحت رحمة شقيقها أمين، الذي يغرق في مستنقع من السلوكيات المشبوهة والمنحرفة، ويخالط سيئي السمعة .

يتسبب أمين بمشاكله الكثيرة بحادثة اغتصاب شقيقته منار من أحد رفقاءه، وعندها يصر أمين على قتلها لوأد الفضيحة التي لا ذنب لمنار فيها إلا أن أمين شقيقها، ويقف المجتمع ( الجيران وعمها وأولاده) في صف البطل الثائر لشرفه، مع أنهم جميعا يعرفون من هو أمين .

الجميع يعرف أنه يخالط سيئي السمعة، الجميع يعرف أنه يترك زوجته ويرتاد الملاهي الليلية ويمضي لياليه مع الراقصات، يعرفون كل شئ، لكن الرجل لا يعيبه شئ، تدفع منار ثمن كل أخطاءه دفعة واحدة .. وبلا رحمة أو شفقة، دون أن ترتكب خطأ واحدا، والمجتمع يبارك ويصفق .

حقيقة الرواية مؤلمة كثيرا، مجتمع قاس، ظالم، يعج بالمفاسد والشرور ويستحل كل المحرمات، ويغطي على فجوره بكذبة سماها الشرف.

في الجرائم التي تصنف تحت اسم جرائم الشرف، أغلب المغدورات ثبتت براءتهن من هذه التهمة، لم يستمر المجتمع في الضغط على المرأة وانتهاك حرمة دمها بهذه الفظاعة؟ لم لا يتعاون القضاء في منع هذه الجريمة؟ أنا أرى أن القوانين تشجع على المزيد من هذه الجرائم .