هل صحيح أن المستوى الثقافي المتقارب بين الزوجين يساهم في انجاح العلاقة ويسهل طرق التفاهم بينهما؟ ما رايكم في زواج رجل مثقف من امرأة أمية أو ذات مستوى تعليمي بسيط؟ وما مدى نجاح التجربة؟ وهل الشبان والشابات اليوم يقبلون الارتباط (بالأمي _ الأمية)؟
كيف يؤثر المستوى الثقافي بين الزوجين على مستقبل العلاقة.
فيما يخص الزواج وهي خطوة وعلاقة مهمة وكبيرة جدًا يجب أخذ جميع العوامل الثقافية والاخلاقية والدينية وغيرهم في عين الإعتبار أثناء التفكير واتخاذ القرار لنجاح العلاقة بشكل كامل وتكون علاقة صحية وصحيحة ليس مجرد ارتباط على ورق يوصل الشخصين لحالة سيئة في النهاية. لهذا أرى أن المستوى الثقافي المتقارب من أهم الأشياء التي يجب وجودها في هذه العلاقة، لأنه يعتمد عليها طريقة الحياة والتواصل بين الزوجين والنقاشات وتربية الأطفال ونظراتهم للامور، ليس من الضرورة ان تكون تفكير متقارب أو نفس التفكير، لكن من المهم أن يكون بينهم تفاهم والزوجيين واعيين لهذا الاختلاف، وعن نفسي أفضل وجود اختلاف في التفكير بين الزوجين لأنه يساعدهم على رؤية الامور من زوايا مختلفة، لكن هنا تحتاج العلاقة إلى تفاهم وقدرة على الحديث لتفهم هذا الاختلاف ووجهات النظر كي لا ينتهي بهم الامور في عراك كبير.
الثقافة ليس لها علاقة بالتعليم دائمًا قد يكون شخص لم ينهي دراسته لظرف ما لكنه مثقف وواعٍ جدًا في جميع أمور الحياة. في بيئتي المحيطة يوجد عينات كثيرة في زواج شخصين ليس بنفس درجة التعليم أو حتى الىخر غير متعلم أبدًا. قريبتي حاصلة على ماجستير في العلوم وتزوجت من أُمي واجهت العديد من المشاكل بالطبع لكن عندما يحاول الشخصين إنجاح العلاقة تنجح في النهاية، لكن إن لم يكن الزوجين مهتمين او يحاولون في إنجاح العلاقة وزواجهم فهذا ليس بسبب الفارق الثقافي وستنتهي بالفشل الكبير.
وهل الشبان والشابات اليوم يقبلون الارتباط (بالأمي _ الأمية)؟
نعم ستجد/ي دائمًا عينة من الأشخاص يتزوجون بشخص بدون تعليم أو أقل درجة تعليم مهما تطور العالم.
المستوى الثفافي المتقارب بين الزوجين مهم جدا، إذ يسهل التواصل والتفاهم بينهما، ويساعدهما على التخطيط لمستقبلهما وكيفية تنشئة أطفالهما، ويمنحهما القدرة على تدبير اختلافاتهما وخلافاتهما.
لكم هو صعب أن يرتبط الفرد بشريك أمي أو شبه أمي (نصف متعلم)، لأنه مع مرور الوقت تتسع هذه الهوة، وتحدث شرخا في العلاقة، ينتقل إلى المستوى النفسي، ويستفحل التباعد بينهما في الرؤى والأفكار، ويتأزم الوضع، وقد يؤدي إلى الانفصال، إذا لم يتدارك الأقل مستوى ثقافي وضعه ويعمل على تحسين مستواه التعليمي والسعي لثتقيف نفسه وتتطويرها بمساعدة الشريك وتشجيعه.
من أكثر الأمور التي يجب مراعاتها عند الارتباط، هو المستوى الاجتماعي والثقافي والديني أيضًا، مدى قربه أو مدى اختلافه يؤثر كثيرًا على العلاقة بين الأزواج، خاصة مع الوقت وبمروره سيدرك الشخص الأعلى تعليما بسلطته وقوته ومع بعض الأشخاص الضعفاء قد يرى أن الطرف الأقل عبئا وعارًا عليه ينتقص من صورته الاجتماعية.
وهل الشبان والشابات اليوم يقبلون الارتباط (بالأمي _ الأمية)؟
في محيطي لم أرى هذه التجربة أبدًا، لكن صادفت من لديه تعليم عال وارتبط بمؤهل دبلوم، والعلاقتين أحدهما فشل فشل كبير للفارق الثقافي بين الطرفين مما أثر على شكل العلاقة، والثانية ساند الزوج زوجته حتى أكملت تعليمها وأصبح معها مؤهل عالي مثله، لذا إن حدث هذا الاستثناء ومعه الكثير من الحب والاحترام فقد يكون الزوج هنا سببا في دعم زوجته لتكمل تعليمها، على عكس لو كانت المرأة هي الأعلى سيكون من الصعب أو المستحيل أن تنجح هذه العلاقة، لسببين سيرى الرجل محاولة المرأة لمساعدته على إكمال التعليم انتقاص منه وكأنها تراه ينقصه شيء، بجانب أنه سيراه أفضل منه دوما وقد يؤدي إلى مشكلات زوجية كثيرة بسبب الغيرة.
كان لدي زميلة تقول أنها من المستحيل ان تتزوج من شخص أكثر منها درجة تعليم وأنها تفضل شخص بنفس الدرجة لأنها ستشعر دائمًا أنها أقل منه وأنها مهما حاولت التقدم سيبقى أعلى منها درجة بالنهاية. لا أرى هذا التفكير بين الزوجين صائب بل العكس يجب عليهم مساندة بعضهم للتفوق أكثر ونحاج أحدهم يكون بمثابة نجاح للإثنين لا أرى للغيرة مكان منطقي هنا أبدًا.
هنالك فرق شاسع بين الثقافة و التعليم، ماذا تقصدين أنتِ هنا؟
لو بحثنا عن الاميين اليوم في عالمنا العربي قد لا نرى إلا نسبة قليلة جدًا، في بلدي لا شيء اسمه أمية، أقل شخص حاصل على دبلوم ، لكن لو تحدثنا عن مسألة الثقافة، فاعتقد أنّ هذا الامر قد نفتقده بشكل كبير .
فليس كل من حصل على تعلم وتخرج من الجامعة يقرأ؟ هل يستطيع إدارة مشاكله بطريقة ذكية؟ هل الشخص المتعلم يتمتع بعقلية مختلفة عن الاخرين، مثلا يفكر في أمور حياته من منظور مختلف وبشكل موضوعي؟! الحصول على التعليم ليس مقياس نحكم على الاخرين ونقول بأنهم مثقفين!
عمومًا المتعلم لا يتزوج إلا من متعلمة، لكن مسألة هل يتزوج الشخص من مثقفة أو العكس صحيح؟ قد يكون الامر نسبي، هناك من يرغب في ذلك وهنالك من يرفض. لكن بشكل عام المستوى التعليمي، الثقافي، الاقتصادي، كلها عوامل تؤثر على العلاقة الزوجية
لا يمكن أن نجزم بأن نجاح العلاقة يرتبط بمدى تقارب المستوى الثقافي بين الزوجين، برأي أولى أن ننظر للمستوى الأخلاقي المتقارب بين الزوجين، فأعرف الكثير من العلاقات الزوجية التي انتهت بسبب المعاملات غير اخلاقية اتجاه الزوج أو الزوجة أو العكس صحيح، ولقد أرشدنا الرسول إلى حسن اختيار الزوج بقوله : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوه تكون فتنة في الأرض وفساد كبير"، ولم يرد بأن من شروط الزواج هو المستوى الثقافي أيضا.
لكن في الواقع قد نجد بأن الرجل لا يعير اهتماما لمستوى المرأة التي يتزوجها أو درجتها الجامعية المهم أن تكون متخلقة ومتفهمة ، أما المرأة العكس فإن من اختيار الزوج المناسب لا بد من أن يكون يتقارب مع مستواها الثقافي وهذا برأي طبيعي جدا، كل لديه نظرة للحياة تختلف عن البقية.
ما رايكم في زواج رجل مثقف من امرأة أمية أو ذات مستوى تعليمي بسيط؟
هذا أنجح نموذج قد يحدث في مجتمعنا، الرجل سيشعر بالتفوق حين يعلو ثقافة عن زوجته وهذا سيجعله يحافظ على المسافة بينه وبينها وسيريح نفسيته ويشعره بالثقة الزائدة في بيته وهي ستبقى تشعر أنها أقل منه وستعتقد أن كل ما يقوله صحيح لأنه أكثر وعيًا منها! فلن تجادله ولن تعبر عن رأيها؛ بل بالعكس ستبذل قصارى جهدها لتعلم أبناءها أفضل تعليم وستحارب من أجل تميز أبنائها خوفًا من أن يقول احد بينه وبين نفسه أنهم اميين لأمهم. أما لو الكان الرجل هو الامي والمرأة هي المتعلمة سيكون الأمر مثير للاستهجان! وسيشعر الرجل بالنقص ويفرغ هذا النقص إما بالعنف أو الإهمال أو التجاهل وما ينتج عن ذلك من كوارث ...
أعرف يا هدى أن الفرق بين الثقافة والتعليم فرق شاسع، وليس كل من حصل على شهادات عليا هو بالضرورة مثقف. وقصدت بالفعل الفرق الثقافي أولا بين الزوجين. ثانيا الارتباط( بالأمي _ الأمية).
وما جعلني أثير هذا الموضوع هو مشاهدتي لحالة واقعية، أعجبت بها كثيرا وأحببت أن أشارككم فيها، لتدلوا بأرائكم ولو أنها حالة اثتثنائية هو أستاذ جامعي قسم فلسفة -علم اجتماع- ذهب في رحلة سياحية، خارج المدار الحضاري وسط القرى والبوادي النائية، التقى بفتاة جميلة أيما جمال سلبت عقله من النظرة الأولى، هي شابة أمية لاتعرف ماهي حروف الأبجدية، تتكلم بعفوية وبساطة طبيعيين، تعرف على عائلتها خطبها وتزوجا. ساعدها على محو أميتها، وأخذ بيدها وهي ترتقي سلم التعليم، اجتازت الشهادة الابتدائية ثم الباكلوريا وانتقلت إلى الطور الجامعي تتابع دراستها بنجاح بمساعدة زوجها وتشجيعه.
أما عن الأمية فهي متفشية في وطننا العربي بصورة مخجلة، وإن بنسب متفاوتة من بلد لآخر. وما برامج محاربة الأمية، إلا اععترافا باستفحالها بيننا، علاوة على الهدر المدرسي في الطور الأول من التعليم قبلما يستطيع التلميذ القراءة والكتابة.ناهيك عن الأمية التكنلوجيا والتقنية فحدث ولاحرج.
حقا ياهدى لا أعرف عن أي وطن عربي خال من الأمية تتحدثين. فالأمية في أوطاننا العربية عائق كبير يحول دون اية مبادرة للتنمية.
التعليقات