لا يمكنك أن تُشفى فى نفس البيئة التى جعلتك مريضًا.. غادر.. ديستوفيسكي

بالتأكيد نعرف ديستوفيسكي علامة الأدب الروسي لوقتنا هذا، ونعرف مقولاته النابغة التي تعتبر من أهم المقولات التي تلامس روح من يقرأها.

ومقولة هذا اليوم تطرح تساؤلا حول البقاء في البيئة التي تسببت ببعض الأذى لنا، لا يتحدث ديستوفيسكي عن اكتشاف البيئة ولا عن تصورنا نحوها سلبية أم ايجابية ولا عن أي مرحلة من مراحل الاستكشاف بل يتحدث عن مرحلة متقدمة هنا وهي القرار بالتشافي النفسي، هل نستطيع أن نفعله في نفس البيئة؟

ذلك يعني أنك بالفعل تكون قد حسمت أمرك تجاه البيئة وأدركت أن هذه البيئة تسببت لك بالأذى، ولكن السؤال الذي يتبادر للذه هنا هل فعلًا استمرارنا في بيئات لا تناسبنا لا يساعدنا على التعافي؟

لو كنت في عمل ما ووجدت أن حالتك النفسية تسوء مثلصا بسبب معاملة المدير وبعض الزملاء، هل بإمكانك التشافي والتعافي النفسي وصد الأذى وتغيير طريقة استقبالك لهم؟ أم يجب أن ترحل لأنه لن تستطع الاستمرار في هكذا بيئة؟

هذا عن بيئة يمكنك الرحيل منها كالعمل، ماذا عن البيئات التي لا يمكنك الفرار منها كالأسرة والأهل والعائلة؟ كيف تتوقع أن تحقق تقدمًا بينهم إن كانوا هم سبب التعاسة؟

أيهما تفضل أنت؟ البقاء والمواجهة والتشافي؟ أم الرحيل والتشافي في مكان آخر؟