البيئة المسمومة ومدى خطورتها على حياة الانسان

البيئة المسمومة هي بيئة تتسم بالانفعال بين أفراد الأسرة من توتر، نزاعات، قلة الاحتر ام في المنزل على الخصوص وكذلك بين الاصدقاء مما تؤثر هذه البيئة على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

هذه البيئة لو أدرك بعض الآباء والأمهات مدى خطورتها على أطفالهم، لكانوا عملوا جاهدين على خلق جو من الاستقرار والاحترام داخل المنزل، فالتوتر المستمر والنزاعات تؤثر بشكل كبير على النمو النفسي والعاطفي للأطفال، مما يجعلهم عرضة لمشاعر القلق وعدم الأمان، وإذا أدرك الأهل مدى تأثير هذه الأجواء على تربية أبنائهم لحرصوا على الحفاظ على بيئة هادئة وداعمة تساعد على بناء شخصياتهم بطريقة صحية وسليمة.

في الحقيقة، البيئة المسمومة تؤثر بشكل كبير على الأفراد على المدى البعيد، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية. لكن من المهم إضافة أن البيئة السامة لا تقتصر فقط على الأجواء المنزلية أو بين الأصدقاء، بل يمكن أن تمتد إلى بيئات العمل أيضًا، حيث قد يعاني الموظفون من الضغوط النفسية بسبب بيئة مليئة بالتنافس غير الصحي أو تقليل التقدير لأعمالهم

فيما يتعلق بالحلول، من الممكن أيضًا التفكير في دور التحسين الذاتي في تغيير هذه البيئة. قد يكون الشخص قادراً على تحسين طاقته الداخلية من خلال تقنيات مثل الذهن أو الانخراط في أنشطة تزيد من وعيه الذاتي، مما يساعده على التعامل مع الضغوط النفسية بشكل أفضل

أعتقد أن الحلول الفردية قد تتكامل مع الحلول الجماعية مثل تغيير طريقة التواصل في الأسرة أو العمل، لكن الأهم هو العمل على تحسين الداخل قبل أن نطلب التغيير من الآخرين

في حال لم نتحمل هذه البيئة المسمومة يجب البحث عن مكان آخر هادئ وصحي......حسب الموارد المادية.......

في حالة الأسرة كيف يمكن البحث عن مكان آخر في هذه الحالة، في بيئة العمل أو الأصدقاء أو الزملاء والمجتمع أنا أتفق معك لكن بالنسبة للأسرة فهذا أمر خاطئ لا يجب أن نشجع الناس أن يبحثوا عن حضن آخر بديل عن الأسرة بالرغم من سلبياتها كاملة فالأسرة يجب أن لا تستبدل بمكان آخر لأنّ أحد الاحتمالات الخطيرة للاستبدال قد يكون الشارع وهذا الأمر بالنسبة للأطفال سيسبب منعرجا خطيرا في حياتهم.

أعرف جيدا أنّ هنالك بعض الأسر تبدو كالجحيم بالنسبة لأفرادها لكن ما باليد حيلة فإن كانت الأسرة سيئة فالشارع أسوء والمجتمع لا يرحم.

يجب النظر مليا في المشاكل الأسرية من قبل قوانين الأسرة وأن تمسّ أكبر شريحة من المجتمع لتفادي التنشئة الخاطئة للأبناء، لا زال المجتمع متأثرا بعادات وآثار قديمة لكن الكثيرين أيضا تمادوا في مدح أبنائهم وفتحوا لهم أبواب الحرية أكثر ممّا يلزم فظهرت للعلن أمور تعتبر سابقة في وقتنا الحالي، التربية الحسنة ليست بتقديم الحرية المطلقة والمدح والترف إنما يجب تحقيق التوازن.

أما خارج أطر الأبناء فسيكون الفرد في تلك الحالة بالغا عاقلا ولا بأس بتغيير مواقعنا بناء على ما نتعرض إليه ضمن البيئة سواء علاقاتنا بين أسرة وأخرى أو بيئة عمل وأخرى، أو مكان سكن وغيره مع أنني أرفض فكرة الرحيل بسبب العلاقات السيئة يمكنني البقاء في مكاني وأرحّل من لا يروق لي من فكري وحياتي بكلّ بساطة.

المزعج هو أننا لا نعرف لماذا يتصرفون هكذا... هل هي ضغوط الحياة والعمل والاحتياجات أم خلافات الأبوين، أم....، لا نجد سبب ثابت، وحتى لو وجدنا السبب ألا يمكن أن نتعامل معه دون أن يمس ذلك الأبناء ويؤثر عليهم، ويدفعون هم ثمن عدم الاتزان والتوتر.

للأسف هذا ينتج أبناء غير اسوياء لهم نظرة مختلفة واحتياجات مضطربة والمؤسف أن هؤلاء سينقلون نفس المعاملة لأسرهم بعد الزواج ظنا أن هذا هو الطبيعي