لفت نظري وجود جدل مستمر حول دور الحكومات في قضايا الصحة العامة، حيث يرى البعض أن الأفراد يجب أن يحتفظوا بحرية اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم بأنفسهم، دون تدخل حكومي، إذ يعتقد هؤلاء أن لكل شخص الحق في تحديد ما يناسبه من خيارات صحية بناء على قناعاته الشخصية واحتياجاته الخاصة، بينما يرى البعض الآخر أن حماية الصحة العامة تتطلب سياسات إلزامية تضمن سلامة المجتمع ككل، فهل ترون أن التدخل الحكومي في الصحة العامة يجب أن يكون إلزاميًا لحماية المجتمع أم تؤيدون الحرية الشخصية في هذا المجال؟
التدخل الحكومي في الصحة العامة، هل يجب أن يكون إلزاميًا لحماية المجتمع؟
اذا كانت صحتك تؤثر بشكل ما على غيرك من الناس مثل نسلك وأولادك ، فيجب حتما الزامك بشكل معين طالما ستؤثر على حياة غيرك، انما لو كان الأمر يتعلق بحياتك أنت ولا ضرر على الآخرين فأنت حر
لكن كيف نتجاهل صحة الفرد حتى لو كانت اختياراته بحريته الشخصية؟ على سبيل المثال، ماذا لو أراد شخص ما أن ينهي حياته؟ هل يجب على المجتمع أو الدولة التدخل في هذه الحالة لحمايته من قراره؟ بالطبع، هناك فرق بين اتخاذ قرار يؤثر فقط على حياة الفرد وبين قرارات قد تضر بالآخرين. ومع ذلك، يجب أن نعي أن بعض القرارات الصحية قد تتجاوز الحدود الشخصية وتستدعي تدخلًا لحماية الشخص نفسه، خاصة عندما يكون الوضع يهدد حياته بشكل مباشر. الأمر يتطلب توازنًا دقيقًا بين احترام حرية الأفراد وضمان حمايتهم.
دينيا ومجتمعيا في حالة رغبته انهاء حياته يجب عليهم أن يوقفوه عن ذلك، لكن الأهم من ذلك هو توفير مناج مجتمعي جيد يجعله أصلا لا يصل بتفكيره الى هذه النقطة المشؤومة، لكن رغبته هو في فعل هذا يؤثر على المجتمع حتما، إذ أننا مجرد رؤية هذا في الدراما والسينما -مع أنه تمثيل وغير حقيقي- يؤثر على عقلية الناس ويجعلهم يفكرون في نفس الفعل، كما أن من حولك من أهلك ليس لهم ذنب في رغبتك هذه ، فإذا كان لك أطفال مثلا، كيف سيكملون حياتهم في هذه الحالة، الأمر لا يتوقف عليك،
أما اذا أصبت بمرض ولا تريد العلاج فأنت حر، فهذه ضررك وحدك
أما اذا أصبت بمرض ولا تريد العلاج فأنت حر، فهذه ضررك وحدك
لا أعتقد أن هذا أيضاً صحيح سواء من الناحية الإنسانية أو الاجتماعية، حتى لو كان الشخص حرًا في اختياراته، فإن تأثير قراراته قد يمتد إلى من حوله، كما أنه جزء من الوطن الذي عليه أن يحمي أبناءه ويوفر لهم حياة كريمة من جميع الاتجاهات، فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار أن التوعية والمساندة الاجتماعية هما جزء من الحل، لأن الكثير من الأشخاص قد يحتاجون إلى دعم أو توجيه ليتخذوا القرارات الصحية السليمة.
على سبيل المثال، ماذا لو أراد شخص ما أن ينهي حياته؟ هل يجب على المجتمع أو الدولة التدخل في هذه الحالة لحمايته من قراره؟
أضحك الله سنك يا بسمة😂ومن قال لك أن الدولة ستتدخل لمنع الفرد من القفز من شرفة منزله مثلاً؟!!! العام قبل الماضي كانت حالات الإنتحار بمعدل مخيف لدينا ولم نسمع تعقيباً واحداً من الدولة! بل ان بعض المشائخ من أصحاب العمم الكريههة أفتوا أن المنتحر غير خارج من الملة! ما الهدف من ذلك إلا أن يكون لتشجيع المفكرين في الإنتحار على الإنتحار؟!!! فلا تخشي من تدخل الدولة إذن؛ فهي هنا ستحترم حرية الأفراد أو تقول بركة يا جامع!
تحقيق توازن بين احترام الحرية الشخصية وضمان سلامة المجتمع هو الحل الأمثل. التعليم والوعي الصحي يلعبان دورًا كبيرًا في تمكين الأفراد لاتخاذ قرارات مستنيرة دون الحاجة إلى تدخلات إلزامية واسعة النطاق.
كيف يمكن تحقيق توازن بين الحرية الشخصية وسلامة المجتمع في حالة تجاهل الأفراد لصحتهم أو اتخاذهم قرارات قد تضر بهم وبالآخرين؟ فالتعليم والوعي الصحي أمر مهم، ولكن هذا لا يعني أن نترك الأمور تسير دون تدخل إذا كانت تهدد صحة الفرد والمجتمع، وفي بعض الأحيان التدخل قد يكون ضروريًا لضمان سلامة الجميع، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمسائل قد تؤثر على الصحة العامة.
هناك حالات تتدخل فيها الحكومات، وأرى أن ذلك التدخل صحيح، وسأذكر السبب:
حالة رعاية صحة الطفل بالتغذية السليمة، وتلقي اللقاحات المتنوعة من الأمراض: وذلك لأن الطفل لا يملك الاختيار لنفسه، كما أنه من الظلم إنجاب طفل وتركه معرضاً للأمراض مثل الشلل والالتهاب السحائي، والتي توفر لها الدولة لقاحات مجانية.
حالة الأوبئة: كما حدث في الحجر الصحي لكورونا، وكافة الأمراض المعدية، لأن في هذه الحالة يكون الضرر واقع على كل المجتمع بعدم التزام الأشخاص بالحجر الصحي.
كما تتدخل الدولة في حالات إنشاء المطاعم والمخابز حيث يجب على العاملين بها الحصول على شهادة للسماح لهم بمزاولة هذا العمل للحد من الأمراض المنتقلة من خلال الإنسان لإنسان آخر.
صحيح وبرأيي أن التدخل في الأمور الشخصية يكون صحيحًا أيضًا طالما أنه يتعلق بالصحة العامة للفرد والمجتمع، فالصحة غالية جدًا ولا يمكن تجاهل تأثير القرارات الشخصية على الصحة العامة، فالتدخل في هذه الحالات يهدف إلى حماية الأفراد من مخاطر قد تهدد حياتهم وحياة الآخرين، ويعكس مسؤولية الدولة في ضمان رفاهية شعبها والحفاظ على صحة المجتمع بشكل عام.
لا أرى أن الحرية الشخصية لها قيمة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الصحة ونقص وعي الأفراد بذلك، وخير مثال هنا أثناء فترة وباء كورونا، لم يلتزم أحد للتوعية بشأن البقاء في المنزل وتمسك الجميع بحريته ولكن عندما تحول الأمر لفرض حظر إجباري تم تدارك الأمر والسيطرة عليه.
نفس المنطق في تعاطي المخدرات مثلاً، ونفس المنطق في هوجة تناول منتجات الحلويات ورغم انتشار التوعية والتحذيرات بشأن تأثير السكريات المركبة إلا أن الجميع لا يبالي ولن يمتنع أحد إلا بفرض إجراء يلزمهم ويجبرهم
ورغم انتشار التوعية والتحذيرات بشأن تأثير السكريات المركبة إلا أن الجميع لا يبالي ولن يمتنع أحد إلا بفرض إجراء يلزمهم ويجبرهم
بالضبط وأؤيد ذلك عن طريق فرض ضرائب عالية على المنتجات التي تحتوي على سكريات مضافة، وكذلك تحديد سقف معين للسكر في الأغذية والمشروبات المصنعة، كما يمكن إلزام الشركات بوضع علامات واضحة على المنتجات بحيث توضح محتوى السكر بشكل شفاف، وهذا يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات غذائية أفضل.
هذه الكارثة بالخصوص أرى أنه يجب أن يتدخل أحد بشأنها فوراً، بمكان سكني هناك محل لا تنتهي الطوابير أمامه، يبتكر أصناف حلويات بها سكر بكل أنواعه، أنا ولله لا أنظر في رزقه ولا اكره الخير لأحد ولكن منزعج من تأثير ما يقدمه على صحة الجميع وكالعادة نجحت هذه الفكرة وبكل يوم هناك اختراع حلويات أسوء من الذي قبله
أؤيد تدخل الحكومة بشكل إلزامي لحماية المجتمع.
هناك حالة كبيرة من قلة الوعي بشأن الأمراض والعادات الصحية بين شريحة كبيرة من الأفراد، وهو ما يعرض المجتمع لخطر انتشار الأمراض والأوبئة. يمكننا أن نتذكر وباء كورونا، والجهد الذي بُذل في توعية الناس، والكثيرون أهملوا، على الأقل في نطاق قريتي، كان البعض يؤمن أنه مخطط عالمي ولا يوجد شيء اسمه كورونا من الأساس.
أيضًا، لاحظ أن بعض الدول قد لا تمتلك الميزانية الكافية لتوفير رعاية صحية شاملة للجميع، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية وتقليل أعداد المرضى قبل أن تُشكل عبئًا كبيرًا على النظام الصحي.
فعلاً كان هناك العديد من الأشخاص الذين يحملون هذا الاعتقاد، لكن هذا التوجه كان واضحًا بشكل أكبر في القرى الريفية، أعتقد يجب تكثيف الجهود التوعوية في هذه المناطق بشكل خاص، لأنني ألاحظ دائمًا تجاهلًا واضحًا لهذه الفئات، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت على مستوى الدولة، إلا أن هناك حاجة ماسة للوصول إلى تلك الفئات بشكل مباشر وفعال، عبر حملات توعية ميدانية، وبرامج توعية تركز على التصدي للأفكار الخاطئة وتقديم المعلومات الصحية بشكل يناسب واقعهم وحياتهم اليومية.
التعليقات