لم أتوقع أبدا أن يشغلني ذلك الأمر؛ فطريقة التعامل مع الأطفال لطالما كانت لها قواعد تربوية محددة حسب المراحل العمرية..
لكن منذ سنوات أصبحت أتفاجأ بسلوكيات غالبية الأطفال الصغار الذين أتعامل معهم، سواء من العائلة أو خارجها، وتصدمني مداخلاتهم الغير متناسبة مع أعمارهم.. فما هي أنسب طريقة للتعامل مع مثل هؤلاء الأطفال برأيكم؟
لايوجد فى العصر الحالى أطفال وإن كان هناك أطفال فغالبا هم نحن هههه :)
لا أدرى أهو للأسف أم للفرح الأطفال يعرفون الكثير والكثير هذه الأيام، والمعاملة مع الطفل يجب أن تكون على قدر عقله الفعلى وليس العقل المتوقع، فالمتوقع أغلب النساء تعطى الأطفال 5 أعوام أصغر عما هوا فعلياً وهذا هو المتوقع، على عكس الرجال يتبين لهم الطفل الباكس من الطفل المهذب من نظراتهم وكلماتهم.
تعاملى معه على قدر مامعه من معلومات، فلو أن معلوماته وكلامه كشاب فى العشرين وهوا فى ال15 فلتكن معاملتك معه كشاب عشريني ليس إلا.
على عكس الرجال يتبين لهم الطفل الباكس من الطفل المهذب من نظراتهم وكلماتهم.
لكن كيف تتمكنون من كشف أمرهم؟!..
ولماذا تظن أن النساء يبدين حسن النية بجميع الأطفال، فأحيانا أشعر أن بعض أطفال أقاربنا يفوقونني كثيرا بما لديهم من ذكاء إجتماعي تحديدا!
من نظراتهم وكلماتهم فالطفل الباكس نقاشاته معروفة بألفاظ تأوول للبكاسة ويسأل عن أشياء لا يسأل عنها طفل وينظر إليك بتبجح أو يبالغ فى إظهار الإحترام أما الطفل المهذب نقاشاته معروفة وطفولية وبألفاظ بسيطو وواضحة وتجده ينظر للأرض بعيدا عن التكلف ويحترم من أمامه ولايبالغ فى النظر إليه.
نقطة التفوق الإجتماعى هذه تعتمد على الصلاحيات التى يعطيها إياهم أبائهم أما الجيل القديم قليلاً لم يكن له صلاحيات من الأساس.
لم أعرف على وجه التحديد ماذا تعنين بمصطلح "النضوج الفكري" عند الأطفال فأحيانًا يكون له دلالات كثيرة. مثلًا إن كان الطفل يدرك أو يعرف أشياء لا يجب أن يعرفها في سنه أعتقد أن الأفضل متابعة بيئته وما يتعرض له من محتوى خاصة على مواقع التواصل والمحتوى المنتشرين والحرص أثناء الحديث معه وعدم تجاهل ما يقول وكذلك نقطة مهمة جدًا وهي إعطاؤه أجوبة مناسبة لسنه لكل سؤال يسأله حتى لا يضطر للبحث بنفسه في مصادر قد لا تكون دقيقة أو مناسبة عندما يتم تجاهل أو تأجيل أسئلته.
هناك فئة أخرى من الأطفال يكون لديها ذكاء اجتماعي أو نضوج عقلي أكبر من غيرها خاصة مع تطور الزمن الآن وتعرض الأطفال لمدخلات كثيرة في وقت صغير وأعتقد في هذه الحالة التصرف الأفضل هو محاولة التواصل مع الطفل بشكل جيد وفهم حدود عقله والتعامل معه على أساسها بدون افتراض وربما التواصل معه على نهج أكبر قليلًا من عمره لن يضر بل سيساعده على أن يكون ناضجًا في مراحل أكثر تقدمًا وهذا أمر مهم.
أعتقد أن الأفضل متابعة بيئته وما يتعرض له من محتوى خاصة على مواقع التواصل..
هذا عامل مؤثر بالفعل، لكن يصعب كثيرا متابعة كل ما يتعرض له الأطفال من محتوى، خاصة أثناء عدم تواجدهم بالمنزل، كذلك الأصدقاء قد يكن لهم نفس التأثير بشخصية بعضهم في تلك المرحلة العمرية..
في هذه الحالة التصرف الأفضل هو محاولة التواصل مع الطفل بشكل جيد وفهم حدود عقله والتعامل معه على أساسها بدون افتراض..
المشكلة أن تلك الحدود تتسم بالمد والجزر؛ فأحيانا تجدين طفل ما يحدثك بمعلومات وحوادث إجتماعية معقدة جدا، وأحيان أخرى يتصرف ببراءة وفقا لطفولته المفترضه!..
فكيف نميز ذلك التذبذب ونتعامل معه؟!
فأحيانا تجدين طفل ما يحدثك بمعلومات وحوادث إجتماعية معقدة جدا، وأحيان أخرى يتصرف ببراءة وفقا لطفولته المفترضه!..
أعتقد أن هذه سمة من سمات الطفولة بالفعل وربما الأجدر هو التعامل مع كل جانب أو موضوع على حدى حسب ما يعرفه الطفل عنه او يستطيع إدارة الحوار به
ولكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أيضًا هل الطفل بالفعل مدرك لما يقول أم هو يقول الكبار أو أحد المحتويات التي رأها؟ لأن لو كان الطفل في أغلب الجوانب يتصرف ببراءة عدا موقفًا أو أثنين فربما لا يكون الأمر كما تعتقدين والإجابة مجرد تقليد للكبار بدون استيعاب.
لكن يصعب كثيرا متابعة كل ما يتعرض له الأطفال من محتوى، خاصة أثناء عدم تواجدهم بالمنزل، كذلك الأصدقاء قد يكن لهم نفس التأثير بشخصية بعضهم في تلك المرحلة العمرية..
بالفعل لكن محاولة تحديده ومراقبته لن تضر. وكذلك بالطبع بناء جسر من الثقة مع الأطفال يجعلهم يحكون ويشاركون ما يمرون به قدر الإمكان
نحن ننظر للأطفال على أنهم أكبر من سنهم لأننا نقارنهم بأنفسنا في سنهم حيث لا إنترنت ولا أي شيء.
كيف تكون المقارنة عادلة؟
الحل في هذا الأمر هو أن نعاملهم بما يفهمونه ويتصورونه ويتوقعونه وليس ما نفهمه من لغة وأسلوب حياة وغيره؛ حتى نستطيع أن نرودهم ونسيطر على أفكارهم
لأننا نقارنهم بأنفسنا في سنهم حيث لا إنترنت ولا أي شيء.
حقيقة لقد لفت نظري لجانب آخر حسين.. فإن كانت معارف هؤلاء الأطفال تشبه تقريبا معارفنا بفترة المراهقة أو الشباب.. فكيف إذن سنتعامل معهم بفترة شبابهم ونضوجهم، خاصة مع توقع وجود فجوة ثقافية ومعرفية ما بين الجيلين؟!
الحل في هذا الأمر هو أن نعاملهم بما يفهمونه ويتصورونه ويتوقعونه
نستطيع أن نرودهم ونسيطر على أفكارهم
كيف ستعرف ما يفهمه أبناءك إذا كانوا مختلفين عنك من الأساس؟ مستوى النضج الخاص بهم في الوقت الحالي أعلى من مستوانا عندما كنا في نفس السن، وبالنسبة لنقطة ترويض الأفكار والسيطرة عليها، ببساطة هذا لن يحدث إلا في حالة المرونة بينك وبين الابن، بمعنى أنه إذا شعر بأنك تحاول أن تطرح فكرة واحدة فقط وهي الصواب، سيحاول هو أن يحصل على أفكاره بطريقة أخرى، بمعنى أن المرونة تعطي مساحة افضل للتفكير النقدي والتناقش فيما بينكما هو ما سيجعلك مدركًا لما تكوّن داخل عقله ومن هنا تبدأ مرحلة تشكيل ذلك بما يناسب التربية.
كيف ستعرف ما يفهمه أبناءك
بقراءة الأبحاث والأوراق العلمية المنشورة وبحضور ندوات ومحاضرات للتوعية والتثقيف، إن لم أنزل لسنه فلربما يجد صديق سوء ينزل لسنه ويفسد أخلاقه في نفس الوقت.
إذا شعر بأنك تحاول أن تطرح فكرة واحدة فقط وهي الصواب
الحياة ليس فيها الصواب وحده دون الخطأ، ليس فيها المكسب فقط دون الخسارة، فليكن من عدم الدراسة والوعي أن يأتي الأب مثلا ويلعب دور المثالي ثم يكسر هذا الدور وهذه الشخصية فهذا مثلا سيسبب ازدواجية في المعايير لدى الأطفال.
لم أقصد هذا، أقصد أن الأب يطرح مثلًا فكرة واحدة ويؤمن بأنها هي فقط الصائبة دون ترك مساحة للتناقش عن الأفكار الأخرى وإيجاد منطقة مشتركة بينه وبين ابنه.
أقصد أن الأب يطرح مثلًا فكرة واحدة ويؤمن بأنها هي فقط الصائبة
لقد قلتيها: ويؤمن. إذن فنحن على اتفاق بأن أؤمن بالشيء قبل أن أشارك فيه حتى ولو كان بسيطا.
محاولة تدارك الأمر حسب كل موقف، بمعنى أنكِ ترغبين بحالة من التوازن تعطي فيها للطفل معلومة تناسب سنه وفي نفس الوقت لا تبادري برفض الإجابة عن سؤاله أم انتهاره من البداية، لأنه في كل الأحوال سيبحث عما يريده والأفضل أن يحصل عليه من مصدر موثوق، مثلك أنتِ وعائلتك، ولكن بما أننا نُمثل أجيال ابطئ من المتواجدة حاليًا من ناحية مواكبة العصر السريع، فلا يوجد حل أنسب من قضاء وقت معهم لمعرفة كيفية تفكيرهم وتعاملهم مع مستجدات العصر، وانا أعلم جيدًا أن الأمر صعب من خلال ما يذكره أمامي بعض الأصدقاء من عدم قدرتهم على فَهم المناهج الدراسية للأبناء، أو طريقة تجاوبهم مع التجارب الجديدة، في الأخير الأمر يحتاج لمرونة من جهة الآباء والأبناء، ولا مشكلة في أن يقول الآباء أنهم لا يعلمون كل شيء، بهذا الأسلوب يحفزون الأبناء على البحث عما يريدونه ومشاركة النتائج مع أهاليهم، أعتقد ذلك يقلل الفجوات العمرية بينهم بشكل أفضل.
تعطي فيها للطفل معلومة تناسب سنه وفي نفس الوقت لا تبادري برفض الإجابة عن سؤاله أم انتهاره من البداية
مفهوم مناسب لسنه هنا عام بشكل كبير، لأنه لو كان للطفل نضوج عقلي بالفعل فلن نكتشفه إلا بطرح عليه ما لا يعرفه وننظر كيف يتجاوب معه، عندي حيلة استخدمها من الأطفال وهي إجابة كل أسئلتهم أي كانت، ولكني أجيب بإجابات أحيانا غرائبية أو معكوسة تجعل الطفل في حاجة إلى طرح المزيد من الأسئلة، بنت أخي تسألني أين أنت ذاهب فأخبرها بأنني سأطير فترد: ولكن ليس لديك طائرة؟ فأقول لا يهم سأطير فتقول لست بطائر؟ فأقول حسنا سأذهب للعمل، هذا النوع المحادثة على رغم من غرائبيته ولكنه يفتح أفاق للطفل مختلفة وخاصة على مستوى التفكير وطرح التساؤلات، هذا ما يجعلنا نطور من النضوج للطفل سواء كان موجودا أم لا.
ربما نقع كثيراً في خطأ معاملة الأطفال بقدر سنهم، وننسى أننا ينبغي أن نتعامل معهم بقدر فهمهم وإدراكهم.
التطور الرهيب للتكنولوجيا جعل من الأطفال في سن مبكرة أكبر فهماً مما كنا نحن عليه في مثل هذه السن، وهذا الذي نستغربه، فلماذا نحكم أصلاً على الطفل أنه يدرك أكبر مما ينبغي عليه أن يدرك؟
هل لأننا عندما كنا في مثل سنه لم يكن علينا أندرك أكبر من ذلك؟!
بالعكس إنني أرى أن ضرورة التواصل معهم وتنمية هذه الإدراكات بشكل سوي لا يفسد فطرتهم كفيل بأن يجعل منهم عظماء المستقبل في سنٍ صغيرة، وأن عقلية (هقولك لما تكبر) لا بد لها من أن تنمحي من عقول الكبار أولاً، لأنه وبكل بساطة لن ينتظر الطفل حتى يكبر لكي تخبره، وسيجد من يخبره لا محالة، ولكننا لا نعرف الطريقة التي سيخبره بها ... أبداً.
وسيجد من يخبره لا محالة، ولكننا لا نعرف الطريقة التي سيخبره بها ... أبداً.
المشكلة أننا أحيانا لا نعرف الطريقة التي يجب علينا أن نخبره بها نحن أيضا!
فبعض الأسئلة الغير متوقعة تضعني بموقف لا أحسد عليه.. فهل أجيبه بما يأتي لعقلي حينها؟ لكنه غالبا لن يكن اجابة نموذجية أو مقنعة له، وربما تجعله يفقد الثقة بي فور اكتشاف خطئها..
أم أراوغ وأمتنع عن الاجابة، وهو ما سيدفعه للبحث عنها لدى الغير كما ذكرت معاذ !
سأخبركِ أمراً، إننا بفضل الله خمسة من الإخوة أصغرنا في عمر السادسة عشر.
وحتى هذه اللحظة إذا ما واجهت والدي أي مشكلة معنا - ونحن لسنا أطفالاً- فإنه يتصل بخبير تربوي يجعل منه مستشاره في مثل هذه الأمور.
لقد رأيت أن ضرورة الاستشارة بأحد المتخصصين سبب بديع في مد طرق التواصل، إذ أنه خبير بها جيداً، وهو أكثر من يستطيع مساعدتنا في ذلك.
فلو أننا استشرنا خبيراً تربوياً في مثل هذه الأمور ربما لتغير الحال كثيراً في تعاملنا معهم.
ما رأيكِ؟
إستشارة أهل التخصص هي أمر إيجابي بكل شيء طبعا..
لكن للأسف تلك الثقافة ليست منتشرة بالقدر الكافي بمجتمعاتنا، وخاصة بين من يسكنون خارج المدن الكبرى مثلي.
صراحة لا يمكنني القول أنني أتبع منهج محدد للتعامل مع تلك المواقف.. فأحيانا أحاول مجاراتهم أو محاورتهم، وأحيانا أخرى أقم بمجادلتهم؛ لأتبين رأيهم الفعلي حول أمر ما!
ورغم عدم تمكني من إستشارة مختصين، إلا ان دراستي لكل من الفلسفة وعلم النفس قد أفادتني كثيرا بحياتي الأسرية.
التعليقات