هناك تقرير يصف أنه على احصاء تقربي، ف 99% من البكاء الذي تسمعه في المطار هو بكاء طفل يبكي بحرقة لأن والديه يجبرونه على إخضاع جهاز iPad الخاص بهم للأشعة السينية!!
الوضع أصبح كارثي بامتياز.
كيف يمكن وصف ذلك وما الأسباب والحلول المتوفرة؟
المشكلة أن الأجهزة الإلكترونية اليوم صارت هي الكتاب والجريدة والتلفاز والورقة والقلم، فلن يستخدم الجيل الجديد أيًا من الأشياء السابقة.
فإذًا استخدام الأطفال للأجهزة طوال اليوم كمشاهدة الأطفال قديمًا للتلفاز طوال اليوم في المنزل، واصطحابهم لمجلة أو جهاز تسجيل خارج المنزل، وهذه الأمور كانت أيضًا محل شكوى للأهالي سابقًا، فقد كنت أشاهد الأفلام الأجنبية القديمة، وإجبار الأهالي لأطفالهم على ترك التلفاز والخروج للعب في الحديقة، أو ترك المجلة وجهاز التسجيل في المناسبات العامة.
فلا حل إذًا سوى محاكاة الحلول القديمة، فالأطفال أيضًا كانوا يبكون ويضربون الأرض بأقدامهم حين يُغلق التلفاز أو تُسحب المجلة أو جهاز التسجيل.
فلا حل إذًا سوى محاكاة الحلول القديمة، فالأطفال أيضًا كانوا يبكون ويضربون الأرض بأقدامهم حين يُغلق التلفاز أو تُسحب المجلة أو جهاز التسجيل.
لا أظن أن الحلول القديمة ستكون بنفس الفعالية، فما كان ينفع معنا ونحن صغار مثلا لا ينفع الأن مع هذا الجيل الصاعد، لأنه يتسم بالجحود والعنفوانية الشديدة، كما أن المحيط تغير، وبه أيضا تغيرت كيفية تقبل الطفل لاساليب الردع التربية القديمة؟
لذلك يجب محاكاة هذه الأساليب، فالطفل مهما تغير الزمن فهو مولود كالصفحة البيضاء، والزمن مهما تغير فهو في الأخير يتطور للأسهل لا ينقلب رأسًا على عقب، ولذلك يجب أن تتطور تلك الأساليب بالتوازي، لا أن نبحث عن طرق جديدة كليًا من الصفر لم يتم تجربتها، إلا بالطبع إن كانت الجرق الجديدة مبنية على أساس علمي ومعرفي قوي.
أطفال اليوم ليسوا نفسهم أطفال الأمس. أطفال اليوم العند والاستحقاق بجيناتهم وهذا مما أرى.
لكني أرى حلًا فعالًا أكثر وهو الحرص من البداية ألا يعرف الطفل أنه من الطبيعي أن يمتلك هاتف في سن صغير، وأن اللعب لمدة 24 ساعة ليس شيئًا طبيعيًا حتى لا يظن أن ذلك حقه. لكن لا تقول لي إنك ستربي طفلك (دون وعي منك) على استعمال الهاتف وتعوده على الالتهاء فيه حتى تنهي عملك، ثم تحاول منعه عندما يصبح مدمنًا عليه بسببك. ليس منطقيًا.
والكثير من الآباء يرتكبون هذه الجريمة في حق أبنائهم.
لكن لا تقول لي إنك ستربي طفلك (دون وعي منك) على استعمال الهاتف وتعوده على الالتهاء فيه حتى تنهي عملك، ثم تحاول منعه عندما يصبح مدمنًا عليه بسببك. ليس منطقيًا.
لو أزلنا كلمة الهاتف ووضعنا التلفاز وقرأنا الفقرة؛ لوجدنا هذا كان حال الكثيرين قديمًا، ولذلك لم أقل أن ندعه ليصبح مدمنًا؛ بل ما أقوله أن الأمر ليس جديدًا.
فإن تعاملنا معه من منطلق أنه جديد وغير مجرب فسنخطأ كثيرًا حتى نتعلم الحل، وربما يكون الحل كان مجربًا أمام أعيننا ونحن الذين رفضنا تطويره. هذا فقط نقاش وتفكير بصوت عالِ، كجلسة العصف الذهني.
أطفال اليوم العند والاستحقاق بجيناتهم
أما هذه النقطة فيجب أن يكون لها سند غير الملاحظة.
أما هذه النقطة فيجب أن يكون لها سند غير الملاحظة
هناك دراسات فعلا في هذا الجانب ولكن هل تغير الزمان فقط السبب أم دور الأباء له تأثير
كل تغير يؤدي إلى تغير، لكني هنا أشير إلى أن التغير يعني أن ينقلب شيء إلى شيء آخر، لكن ما لاحظته أن ما حدث كان تطور، وبالتالي كل تطور يؤدي إلى تطور، فتطور الزمان أدى إلى تطور الآباء ثم الأبناء بكل تأكيد، فالسرعة وسهولة الوصول هما تطور في أدواتنا، أدت إلى هذا التغير الملحوظ في الابناء، فالآن علينا إذًا أن نطور الأساليب لا أن نقف عاجزين حائرين دون أن نقدم حل جديد، فكل الحلول التي أراها هي تطوير للحلول القديمة، فأين الحل الجديد هذا إذًا؟
الحرص من البداية ألا يعرف الطفل أنه من الطبيعي أن يمتلك هاتف في سن صغير،
كيف يمكن اقناعه بذلك وهو يرى أقرانه من الأطفال يمتلكون هاتفا خاصا وهم في عمر العشر سنوات!! هذا على سبيل التهوين فقط فقد يكون أقل من ذلك.
كيف يمكن علاج ذلك النقص الذي سيشعر به حينها أمام أقرانه وهذا واااارد جدا بدون مبالغة!
بأن نثبت له النتيجة السيئة التي ستلحق به إذا أصبح مثل أقرانه وأدمن مثلهم على الهاتف، وأنه لا يمكن لشخص يضيّع وقته ويهمل دراسته ولا ينظم حياته أن تكون نتيجة أفعاله جيدة. وبالنهاية كل إنسان له اختياراته في الحياة.
الحسنة الوحيدة بشأن أطفال اليوم هي وعيهم الكبير جدًا، وأنّ بإمكانهم أن يستوعبوا هذا الكلام لو حاولت شرحه لهم وأنت واجتهادك في إقناعهم بأفكارك لأن عليك أن تتوقع أنهم سيناقشونك في أسباب المنع وكل ذلك وعلى حجتك أن تغلب حجتهم.
في حين أن هذا (ما قلته بالفقرة الأولى من كلامي) على أيامنا طبعا كان سيبدو لنا كلاما فلسفيًا صعب الاستيعاب.
سؤال بسيط: من وضع شاشات الأيباد في أيدي الأطفال من البداية؟ أليس الآباء؟ أنا أتفهم أن منع الأجهزة منعًا باتًا هو أمر شبه مستحيل، لأن الطفل سيتعرض لها عند الأقارب والأصدقاء وسيرغب بتجربتها وسيكون الرفض هنا هو بمثابة حرمان للطفل، ولكن الحل يكمن في محاولة فهم إمكانيات كل طفل ومساعدة على تطويرها، مثلًا لو أنك اكتشفت حبه للرسم، فربما تتخذ فرصة من استعمال الأيباد بشكل افضل، بأن تخصص ساعة لتعلم الرسم من خلال كورس بسيط للطفل، يجذب إنتباهه وفي نفس الوقت يتعلم منه شيء مفيد.
لاحظت أن أطفال اليوم يميلون إلى كل محتوى يحمل نهج الألعاب الإلكترونية ( فيديوهات، مقاطع، ريلز .....) ومتابعين بشكل مبالغ في متابعة صناع محتوى الألعاب الإلكترونية (ماين كرافت أخذت الحيز الأكبر) ما المتعة في ذلك!
كيف يمكن ابعاده عن هذا المحتوى؟ كيف يمكن اقناعه أنه لا يضيف له شيئا ولا يفيده؟ أنا حقا أعاني مع أطفال اقربائي!
ينبغي أن يوجه السؤال للأباء أولاً هل هم قدوة للأبناء في هذا الأمر؟
وهل يقضون الوقت الكافي معهم ويشبعوا متطلباتهم لكي لا يتركوا أي احتياج لهذه الأجهزه!!
أتفق معك عبدالرحمن، وهناك بعض الأباء يتخذون موضوع تربية الأبناء طريقة لتهذيب أنفسهم وإعدادها لتنشئ جيلا واعياً مقتدياً بهم وهم بالفعل يستحقوا أن يُقتدى بهم بهذا الشكل.
هؤلاء يستحقوا كل الدعم ويستثمرون في أهم جانب من وجهة نظري.
ولكن المهم هو أن تصل هذه الرسالة للأبناء قوية واضحة وبصورة مقبولة ما أفضل الأساليب التي اتطلعت عليها في هذا الجانب أخي مصطفى
خذ هؤلاء بعض الأساليب الجميلة فى التربية:
لقد أخبرتك ببعض ماعندى، لو عندك من الأساليب ماهو أنفع مما ذكرت فشاركني إياه أو ناقشنى فى ما كتبت لو لك فيه وجهة نظر أخرى فكلنا نحمل نفس الهدف وهو تربية جيل واعي قوى النفس والشخصية؟!
كفيت ووفيت بارك الله فيك.
الإضافة البسيطة والتي هي طبعا متضمنة في فكرتك هي ضرورة وضوح المعيار الذي نحتكم إليه والاتفاق عليه إذا كان في مرحلة عمرية تسمح.
وإعتبر هذه المواقف صعبة وثقيله فهى كذلك بالنسة للطفل
تنقصني هذه المهارة وهي التصنع ليس بغرض النفاق أتمنى تعلمها وأحتاجها حتى في أموري الشخصية ليس فقط في التربية وفنون التعامل
الوضع أصبح خارج عن السيطرة، فالطفل الأن يبحث عن أقرب هاتف ويجلس عليه فيما لايقل عن ساعتين، يمكننا سؤال أنفسنا سؤال هل الأطفال وحدهم هم من يدمنون الجلوس على الهاتف؟!
هذا هو الحل، فلقد ذهبت عند أحد أقربائى وجلست عندهم 6 ساعات، فرأيت الإبن جالسٌ على الهاتف، ورأيت الأب جالسٌ على الهاتف لمدة 2 ساعة ومن ثم قام الأب ليصلي ثم عاد ووجد إبنه ماسكاً بالهاتف وبدأ يعنفه ويأخذ منه الهاتف ويذكرلى أن طفل كهذا سن لايجب أن يجلس على الهاتف لفترة طويلة، فأجبته وأخبرته أنه مقتدى بك تمام الإقتداء، فهو لم يفهم قصدى ولكني أدركت لما يجلس الأطفال على الهاتف لأننا نقضى وقتا مع هواتفنا أكثر مما نقضيه مع أبنائنا وهم يقتدون بنا.
الفكرة هي الأثر الذي يقع على الأطفال بسبب استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية ليس فقط افتقادهم لمصادر المعرفة بسبب استخدام هذه الأجهزة في تصفح أشياء غير مفيدة بل أيضا انتشار أمراض السمنة والاكتآب بين الأطفال وغيرها من الأمراض.
والحل هو استقطاع بعض الوقت من يوم هؤلاء الأطفال لممارسة الرياضة مثلا أو السباحة أو حتى الذهاب إلى السينيما.
لقد كنت أنا نفسي مدمنا لهذه الأجهزة في وقت ما من حياتي فعالجت نفسي بأن اشتركت في معسكرات لغة إنجليزية طويلة في مناطق مثل شرم الشيخ مثلا إذ لا تكون لدينا فرصة بالأسبوع والأسبوعين تصفح الهاتف لأنه ممنوع علينا التحدث باللغة العربية أو قراءة نصوص باللغة العربية؛ فكنت أمارس اللغة وألعب رياضة وسباحة في تلك المؤتمرات وأيضا أبتعد عن الهاتف بالأيام.
فكنت أمارس اللغة وألعب رياضة وسباحة في تلك المؤتمرات وأيضا أبتعد عن الهاتف بالأيام.
كيف يمكن تطبيق هذه التجربة على الاطفال اليوم، هل تقترح لنا استراتيجية أو صيغة لتطبيقها؟
المشكلة أن تلك المعسكرات كانت تكلفتها كبيرة جدا ولا أظن أن معظم الآباء يستطيعون تحمل نفقاتها؛ لكن جاءتني فكرة يمكن تطبيقها: يمكن أن يأخذ جميع أفراد الأسرة إجازة لمدة أسبوع ويقوم الأب بأخذ كل الأجهزة الإلكترونية ووضعها في مكان معين لا يعرفه بقية أفراد الأسرة. ويكون الأب قد جهز برنامجا كاملا مليئا بالألعاب والأنشطة تكفي لهذا الأسبوع.
أنا معي برامج كاملة للمعسكرات المشابهة كنت أنفذها من خلال شركتي مع بعض ملاجئ الأيتام والجمعيات الخيرية الكبيرة وكانت فيها أنشطة وألعاب تملأ اليوم كله.
لايمكن إلغاء منتجات العصر
وربما البكاء امر طبيعي ويدل على الطفل يشعر بالملل
الحل الأمثل برأيي هو تقنين استخدامه بالساعات
لايمكن إلغاء منتجات العصر
بالطبع لايمكن إلغائها، لكن هل هي مناسبة للأطفال في مرحلة النمو وتطوير الوعي؟ خاصة الأجهزة الذكية المتصلة بالانترنت، لا أعتقدها آمنة، ولا يمكن التحكم في المحتوي الذي يظهر للطفل مهما حاولنا تقنين الاستخدام أو المراقبة الأبوية، ومعظمنا أصلًا ليس لديه الوقت الكافي لمراقبة الطفل أثناء الاستخدام.يتطلب الأمر منا مزيدًا من الجهد لمشاركة أبنائنا في أنشطة تدفع الملل وتوجيههم لكيفية استغلال أوقات الفراغ وأن نكون قدوة في التخلي بعض الوقت عن تلك الأجهزة خاصة في أوقات تجمع العائلة.
التعليقات