عندي صديقة تتحدث كثيرًا عن نفسها. كلما حادثها شخص في موضوع ما، تتجاهل تماماااا الموضوع الذي يناقشه وتتحدث عن تجربة خاضتها أو إنجاز حققته، والأمر مبالغ فيه جدًا. كيف تتعاملون مع هؤلاء الأشخاص يا رفاق؟
كيف تتعاملون مع الأشخاص الذين يميلون للحديث عن أنفسهم باستمرار؟
عادةً مع الأشخاص الذين يميلون لتحويل كل حديث إلى حكاياتهم وتجاربهم، أفضل شخصيا أن احقق التوازن بين الإنصات والتوجيه. فبدلًا من تجاهل قصصهم، أستمع لفترة، ثم أحاول بلطف إعادة النقاش إلى الموضوع الأصلي أو طرح أسئلة تساعد في توسيع نطاق الحوار.
مثلًا، بعد أن ينتهوا من الحديث عن تجربتهم، أقول: "هذا مثير جدًا! لكن كنت أفكر في كذا وكذا، ما رأيك في هذا الموضوع؟".
والأهم، إذا كان هذا السلوك مزعجًا بشكل متكرر، قد أحاول التلميح لها عن المشكلة بطريقة لطيفة، مثل: "أحيانًا أشعر أنك تهتمين بمشاركة تجاربك كثيرًا، لكن أعتقد أنه أيضًا سيكون ممتعًا إذا سمعنا من الجميع."، لكن هذا يعتمد طبعا على مدى مرونة العلاقة بينكم ومدى تقبلها للنصيحة
أحيانًا أشعر أنك تهتمين بمشاركة تجاربك كثيرًا، لكن أعتقد أنه أيضًا سيكون ممتعًا إذا سمعنا من الجميع
لكن ألا ترى أن هذه الجملة قد تسبب الإحراج للشخص الذي تُوجه إليه أيًا كانت علاقتك به؟ فهي تتضمن تلميح واضح بأنك تريده أن يتوقف عن الحديث وتنتقد أسلوبه، صحيح نيتك هي تحسين الحوار ولكن هذا قد يجعله يشعر بالضيق، أعتقد أنه من الأفضل إيجاد طريقة أكثر لطفًا وغير مباشرة لتشجيع الحوار المتبادل، مثل طرح الأسئلة لفتح باب النقاش للجميع بدون أي انتقادات.
عن نفسي لا أملك وقت للاستماع لأحد، تعودت أن لا أكون جليس من ليس له جليس واذن من لم يجد اذن له، فلدي عمل يجب أن أنجزه، وحياة أهم من إنجازات وسفسطة الغير، ويمكن أن يكون حل الأمر فيما أفعله أنا.
عادة ما أميل إلى استخدام الفكاهة في هذه الحالات، على سبيل المثال أقوم بالإشارة إلى الأمر بشكل غير مباشر ليلاحظوا أنهم يتحدثون عن أنفسهم كثيراً، فأقول "أعتقد أنك تحتاج إلى العمل في الإذاعة لتخصص حلقات تتحدث فيها عن تجاربك" وهذا سيشعرهم بأنهم يقومون بالمبالغة في التحدث عن أنفسهم وفي الوقت ذاته لن يكون هناك أي إحراج.
كان لي صديق عانيت معه من نفس المشكلة، والكارثة أنه يتحدث في أي وقت وأي مكان دون مراعاة الموقف، نكون في قاعة الجامعة بانتظار الامتحان ثم يخرج هذا عن صمته فيقول ( مرة وأنا في الامتحان فعلت.....) أنا أراجع وهذا يحاول السيطرة على قلقه وصديقنا في عالم آخر والكارثة أننا لو لم نستمع له ينزعج، مؤخراً بدأت أتصرف بسلوك أعلم أنه غير لائق، فكلما حاول أن يتحدث عن نفسه قاطعته، ومرة تلو الأخرى أدرك أن سلوكه مزعج وتوقف عنه، أعلم أن مقاطعة الآخرين سلوك غير اخلاقي ولكن حاولت بحيلة نفسية أن أجعله يكره ما يفعل فيتوقف عنه.
التعليقات