هل الحوار مخيف ..لماذا يهرب الرجل من الحوار في العلاقات؟!

الفكرة ليست في عدم حبهم للحوار، ولكن هم لا يريدون نقاش المشكلة، لذا عندما تطرحي مشكلة اطرحي معها الحلول والبدائل واجعلي القرار له بالاختيار من بينهم، ولا تستطردي في طرح تفاصيل المشكلة، فالنساء يهتموا جدا للتفاصيل على عكس الرجل يحب الخلاصة لا أكثر، أيضا اختاري الوقت المناسب للحديث فليس كل الأوقات ممكن بها الحديث معهم.

جل الرجال لا يحبون النقاش ويعتبرونه جدالا ولوما ونعتا بالتقصير

لا تناقشي باللوم أو الجدل، وأفضل شيء لا تجادلي في شيء يتحمل الخطأ، توفيرا لجهدك، فأحيانا كلمة معك حق تريح العقل بالدخول في جدال لا فائدة ولا طائل منه، وعندما تطلبي شيئا اسبقيه بالتقدير نوعا ما، وأنك مقدرة جهده وتعبه ثم اطلبي طلبك، سيكون هناك استجابة أفضل.

مؤخرا سمعت عن اختبار البوصلة الشخصية، وهو سيوضح لك شخصيتك وشخصية زوجك وبناء عليه كيف تتعاملين معه، يستخدمه الكثير من أخصائي علم النفس للإرشاد الأسري والعلاقات.

بسبب طبيعة الرجل على الأغلب، المرأة دائماً تستطيع استقبال أي شيء بطبيعتها أكثر من الرجال بشكل هادئ، يعتاد الرجل على العمل في حياته خارج المنزل والحديث مع الناس بطريقة هجومية غير ملقياً أي بال نحو مشاعر الشخص الذي يتكلّم معه، فيخوض معهم نقاشات وحوارات وجدالات قد يربح بها وقد يخسر ولكن بالحالتين لن يلقي أي بال لمشاعر الشخص الذي يخاطبه، على عكس ما يحصل برأيي في مسألة الرجل مع زوجته، حيث أنّهُ يعلم بأنهُ لا يريد أن يزعجها لكي لا يزعج نفسه على أقل تقدير فيخوض نقاشات أهدئ مما يحب ويقول أمور أقل مما يعتقد وهنا تبدأ كل المشكلة، في أنّ الإمرأة تشعر بأنها تناقشه، ولكن هي لا تناقش إلا ما يظهر فقط وهناك الكثير مما يكتمه خوفاً على مشاعرها، إذ من أي سيضمن أنّ الكلام الذي يقوله في هذه الجدالات لن يسبب لعلاقتهم أي شرخ غير متوقّع؟

أعتقد أن هذا تعميم لا ينطبق على الجميع، يوجد بالفعل رجال يهتمون بالمناقشة والحوار، الأمر الملاحظ في الرجل الذي لا يحبذ الحوار هو أن هذا النوع إما يعتقد أن الطرف الآخر -زوجته مثلا- لا يقدر على مشاركته الأفكار لسبب وجود تعارض كبير بين الآراء، أو أن مرد ذلك إلى أنماط تقليدية نشأ عليها وهي أن المرأة لا تقدر أصلا على تقديم رأي عقلاني محكم.

الأمر معتمد على طريقة تربيته والبيئة التي نشأ فيها، التي شكلت له مفهومه عن العلاقات وكيف تسير، هو يرى أنه هو المفوض الأخير للقرارات وأن كلمته هي المسموعة، ورأيه هو الصحيح، فلماذا يتناقش معك ويتعب نفسه لسماع آرائك ورغباتك، وهو يرى أن تفكير ورأيه هو الصحيح وهو ما سينفذ! وهو بداخله لا يرى أن لك الحق في المناقشة وابداء رأيك في الأساس، واصرارك على هذا يكون بالنسبة له نكد وخناق.

يحسب الحياة الزوجية هي تعبئة الثلاجة ودفع الفواتير ..كأن شريكته ماشية تبحث عن العلف لا تملك شعورا ولا فكرا..ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ..

أعتقد أن هذا خطأ يقع فيه كثير من المتزوجين من الرجال لأنهم يعتقدون أنه بعد ان كافحوا خارج المنزل في عمل شاق ليوفر لأسرته متطلباتها ويرفه عنهم فهو قد عمل ما عليه!! الواقع أنً على النساء المتزوجات أن تفهم طبيعة الرجل وان تقدر دوره الشاق في الكفاح وسط صعوبة الحالات الإقتصادية في أغلب بلداننا. أعلم أن المراة تحب النقاش وأنها تقدر وتفرح جداً بنقاش زوجها معه؛ لأنها تحس بقربه وقد تشعر أن ذلك أهم من الطعام و الشراب. ولكن هل هذا حقاً؟ لا ليس أهم بالطبع وقد أضحكني قولك عن العلف هههه لأنه صريح ومعبر جداً ولكن أنت لا تعرفين ظروف الرجل الذي عاد لتوه من عمله. هل تعلمين ما يخفيه في نفسه من مشاكل قد ثارت بينه وبين زملاء العمل أو مديره أو زحمة المواصلات أو أو ...إلخ؟! للرجل لا يحب أن يشرك زوجته في همموم عمله لانه يعتبر ذلك نقصاً في قوامته كرجل. المشكلة أن المراة هنا لا تفهم الرجل وهي تحدثه في مواضيع هو يراها لا قيمة لها قصاد المعارك الدائرة في رأسه في توفير لقمة العيش أو تحسين مستواه. هنا على المرأة أن تفهم طبيعة الرجل...

طبيعة الرجل تختلف كثيراً على طبيعة النساء ، فأي زوجة تجد في النقاش حول أمر ما مهم هو طريقة للوصول لحل ، في حين أن الرجل يرى فقط النتائج .. فيرى أن النقاش في أمر ما غير محسوم هو ليس أكثر من تضييع للوقت والراحة في حين تبحث الزوجة أو السيدة المحترمة زوجته من خلل هذا النقاش هل الرجل يهتم بما تعتم هل يصغي لها .. هل يقدرها ويقدر رأيها ، وبرغم أن الرجل قد يكون مقدراً لزوجته بالفعل ولكن تلك (طريقة تفكيره) و تلك (طريقة تفكيرها) ومن هنا تبدأ الخلافات التي تتعظم بمرور الوقت والتراكمات إلى مشاكل حقيقية .