هناك علامات إن ظهرت أثناء فترة الارتباط أو كما نسميها الخطبة يجب عدم تجاهلها ويسمونها الأجيال الحديثة Red flages، مؤخرا هناك تكلف بذلك، يعني الطرفين أصبحوا يتكلفوا بتقييم أي رد فعل أو سلوك، أو حتى الكلمات التي تقال، لذا لو أنت طرف بعلاقة خطوبة وارتباط ما هي العلامة التي إن ظهرت لن تكمل بالعلاقة وكيف تتأكد من صحة كلامك؟
متى نقول أن هذه العلاقة لن تنجح؟
الناس تُركّز على المشاعر، أنا أرى الاحترام هو الزاوية الأساسية التي يجب أن تكون حاضرة، عندي هذا الأمر كمقياس للعلاقة في تحديد صلاحها وصلاحيّتها، لديّ صديقة كانت تدخل في عراك يومي مع خطيبها الذي هو صديقي أيضاً، تقريباً عراك يومي وكانوا يشركونني في كلامهم وأفعالهم ومشاكلهم بحكم صداقة طويلة لأكثر من 10 سنوات، ولكن هناك فترة لاحظت بأنّ صديقي بدأ تعنيفها لفظياً بقلّة احترام وهي بدأت تستخدم يدها في النقاش، عندها تنبأت مباشرةً بأنّ علاقتهم في خطر لوالدتي التي كانت تعرفهم أيضاً، وبالفعل لم يمضي أكثر من ست أشهر على كلامي إلا وهم منفصلين بسبب أنّهُ أخيراً ضربها على أذنها (بدون قصد بحسب روايته) وسبب له أذيّة في أذنها وعلاج عند الطبيب! هذه قصّة لحادثة رأيتها أمام عيني ولها اسقاطات كثيرة في الكثير من العلاقات التي يمكننا أن نتنبأ مسبقاً بفشلها.
يجوز أن نُكمل برأيي علاقة بدون حب حتى، نعم بدون حب، فقط عشرة وكلام وتفاهم، ولكن يستحيل بقاموسي أن نستمر دقائق بلا احترام، تفعيل قيمة الاحترام بالعلاقة هي أهم خطوة لعلاقة يمكن أن تستمر.
بالتأكيد الإحترام أيضا في المقام الأول، وتأتي جزء هام أعتقد لابد أن لا نغفل عنه وهو التوافق الإجتماعي والثقافي بين طرفي الخطوبة والعائلة بالتأكيد، سيجعل على الأقل التفاهم في العادات والأفكار
ما دعوى العائلة بالموضوع؟ إشراك العائلة والثقافة والأمور المجتمعية بين الزوجين هو أكبر مسببات الطلاق بمجتمعنا، الزواج بين طرفين وليس بين مئة طرف وطرف، العائلة عليها مباركة العلاقة الحلال وفقط ولا دعوى لها نهائياً في نقاشات التوافق والاختلاف، وتفاهم العادات والأفكار هو متوقف فقط على الزوجين، هل هم مرتاحين ومتوافقين؟ نعم، إذاً كل شيء على مايرام، لا يعنينا اختلاف العائلات، فليختلفوا ما شاءوا.
سأضرب مثال لا يليق عن كلامنا عن الزواج ولكن هو للتوضيح، هل حين تشتري سيارة تقول لن أشتري سيارة مرسيدس لإن عائلتي لا تحب المرسيدس! فلتشتري عائلتي ما تشاء، الأهم أنا، هل أنا أقوم بفعل مشروع وحلال أو لا؟ كله مشروع وقانوني وحلال، إذا فليحل كل من لديه مشكلة بالأمر مع نفسه.
طبعا لا اختلف في أهمية الاحترام ولكن المثال الذي ذكرته به علامة واضحة أي إنسان عاقل سيفكر لو للحظة سيعلم مصير العلاقة بوضوح، لكن المبهم فعلا الرسائل الخفية والتي غالبا يقابلها تصرف حسن، كما نقول يضرب ويلاقي، والطرف بهذه الناحية يكون طرف ذكي وقوي بالتأثير وجعل الطرف الآخر تحت تأثيره دون إدراك لغرضه بذلك.
وهذا غالبا ما ألاحظه مع الشخصيات النرجسية، أو الشخصيات التي تريد أن تكون الطرف المسيطر بالعلاقة، فتجده شخص محب وودود ولكن يدس السم بالعسل، هذه الحالات فعلا التي تكون محيرة ويصعب أخذ القرار بها
يمكن تجاوز بعض الأخطاء او التعثرات التي قد تصادف العلاقة في مرحلة الخطبة كاختلاف العادات واختلاف التفضلات لأسباب عديدة كاختلاف بيئة التربية بين الطرفين، لكن من وجهة نظري ما لا يمكن تجاوزه هو الدين ومستوى الأخلاق والمبادئ عند الطرف الآخر، فالتحلي بالأخلاق الحسنة من أساسيات بناء أي علاقة كيفما كانت وخاصة العلاقة الزوجية، لانها تسمح بجريان الود والتحلي بالرحمة واحترام الأخر من حيث مشاعره ورغباته وتفضيلاته، كذلك الدين فهو مهم جدا، كالمحافظة على الصلاة والتحلي بالايمان، فلا يمكن أن نتجاوز مثل هذه الأمر تحت مبدأ "سيهديه الله"
لسنا معصومين من الخطأ، ولكن دائماً هناك أخطاء يمكننا التغاضي عنها وأخطاء أخرى لا تغتفر، كما أن هناك أيضاً صفات إذا تم قبولها قد تتسبب في فشل العلاقة بالكامل فيما بعد، وصفات أخرى يمكن تحسينها فيما بعد، وعلى سبيل المثال أرى أن ضعف الإيمان المتمثل في إهمال الصلاة، والمعاملة السيئة والكذب والبخل الشديد من أسوأ الصفات التي قد يتصف به أحد أطراف العلاقة، وتستحيل معها العشرة الطيبة.
عدم الأحترام والتقدير
عدم وجود ود و وسيلة للتفاهم والتواصل
الكذب المستمر
حمل الضغائن بشكل مستمر
الخبث والتلون والحقد
الغرور
بخل المشاعر
حب السيطرة على كل التفاصيل دليل على رغبة شديدة في التحكم
بالنسبة لي هذه هي إشارات واضحة لفشل أستمرار أي علاقة
ما ذكرته صفات واضحة جدا لأي شخص ليتوقف عن التكملة بالعلاقة، يعني نقاط واضحة جدا، لكن هناك أمور تكون محيرة جدا، مثلا شخص جيد ولكن عائلته صعبة جدا، سواء مثلا أم متحكمة بكل شيء أو مثلا أب مسيطر، كيف يكون القرار هنا، مثل هذه الحالات أرى بها تردد وحيرة من الفتاة هل ستظلم الشاب كونه شخص جيد إن لم تكمل معه، أم ستظلم نفسها إن أكملت مع عائلة قد تتدخل بشؤونها الخاصة وتتحكم بها
بوجهة نظري أن الموضوع كان يسأل بوجه عام عن الصفات التي تسبب في إنهاء العلاقة حال ظهورها بوضوح ولم يسأل صاحب الموضوع عن الأسباب التي قد تفسد العلاقة ولكن غير واضحة ، وبما أنك أحببت التركيز على الأسباب الغير واضحة فهي لا يمكن أن يتم ذكرها لأنه ببساطة يختلف تقبلها والقدرة على أحتمالها من شخص إلى آخر فأنا يمكن أن أقول مثلاً أنني لا أحب أن أرتبط بفتاة مثلاً تكون والدتها راقصة ، في حين يتقبل شخص آخر الفكرة ذاتها ، يمكنني القول أنني لن أرتبط بفتاة مثلاً والدها يعمل بنشاطات غير مشروعة ، شخص آخر يقول هذا مقبول لأنه لا يصح أن تأخذ فتاة بذنب أهلها ، في حين أعترض أنا لأن الزيجة تجعلنا نرتبط ليس فقط بالشخص نفسه بل بعائلته أيضاً الذين يصبحون أقارب وقدوة لأبنائي .. وهكذا تعد العيوب الغير واضحة لا يمكن الاستناد عليها كنتيجة ثابتة قابلة للتطبيق على كل شخص.
التعليقات