يُقال إن الرجل يعشق المرأة التي تجعله يركض خلفها، ولا تكون مدفوعة في حبها بعاطفتها نحوه بشكل كبير، فهل هذا صحيح؟ بكل صراحة وواقعية.
وما الدافع النفسي الذي يخبأه بعض الرجال في هذا؟
ببساطة لأن هذا يخلق نوع من التحدي بالنسبة للرجل، كونها لا تهتم لأمره، وهذا قد يدفع الرجل لبذل جهد أكبر في اهتمامه بها، والتعامل معها، والنجاح بالفوز بهذا النوع من النساء قد يعزز لديهم شعور بالنجاح والإنجاز وهذا بخلاف استمتاعه بعملية الشد والجذب هذه، وكأنه بتحدي معين، الفيصل هنا هل سيظل هكذا بعد أن تبادله المرأة نفس المشاعر، أم سيختفي ذلك بمجرد أن تصبح متاحة؟!
هل سيظل هكذا بعد أن تبادله المرأة نفس المشاعر، أم سيختفي ذلك بمجرد أن تصبح متاحة؟!
كنت سأضع هذا السؤال في تعليقي، في الحقيقة بعضهم يتعامل مع هذه الفكرة كتحدي يريد أن يكسبه، وما أن توافق الفتاة ويدخل في حالة من الركود حتى يسعى خلف تحدي آخر يشعره بنفس المقاومة والجذب، وهناك نقطة أخرى، بعض الرجال لا يفهمون أن رفض النساء لهم أحيانًا لا يكون نوعًا من الشد والجذب، بل قرار نهائي، وهنا يأخذ الأمر على محمل شخصي وقد يتعمد إهانتها أو الإساءة لها في مجالس مختلفة، وكأن الرفض هنا إهانة لشخصه، وهذا كله أراه دليلًا واضحًا على عدم النضج.
أتذكر أنني كنت أتحدث إلى مجموعة من الأصدقاء قبل بضع سنوات، وتناقشنا بخصوص هذا الموضوع، بعضهم ذكر أن فكرة بذل الرجل لمجهود وسعيه بمحاولات مختلفة قبل أن توافق الفتاة على الارتباط به، هذا يجعله يقدر قيمتها أكثر، في حين أن الفتاة التي توافق بسهولة لا ترضي طموحاتهم -على حد قولهم- في حين أن البعض الآخر ممن يميلوا إلى العقلانية والعمق في العلاقات، لا يهتموا بتلك الفكرة، لأنهم من الأساس لن يرغبوا في الارتباط بفتاة لا تتوافق معهم، أي أن مبدأ الارتباط بالنسبة إليهم سيكون قائم على تشارك سابق في القواسم الفكرية والاهتمامات وغير ذلك، وهكذا ستكون العلاقة متوازنة بينهما، كلاهما يقدر قيمته وقيمة الشخص الآخر، وبالطبع قد يؤكد لنا الزملاء تلك الأفكار من خلال خبراتهم، @Hamdy_mahmouds @Mostafa_Shapan @Nibras_Alhadidi @Mo_essam
الرجل بشكل عام في العلاقات يحب أن يبذل مجهود للتعرف على الفتاة كما تماما أن الفتاة تحب من يبذل مجهود للوصول إليها، ولكن ليس بصورة مرضية بأنها ترفضه وتعذبه ويجري وراءها ويحاول إقناعها بالتقرب إليها، تماما كما في الأساطير والحكايات الشعبية مثلا قصة الحبيب الذي ينقذ حبيبته من البرج العالي ومن التنين، أو يتسلق الشرفة كما روميو وجوليت، ولكن في نفس الوقت وفي الواقع فالرجل لا يحب أيضا كثرة الرفض فلو رفضته كثيرا وتمنعت عليه فهو سيتركها طالما حاول بالطرق المتاحة له، فيمكن أن نقول يعشق معذبته كما المثل الشعبي " ضرب الحبيب زي أكل الزبيب" فهو معنى باطني وليس بالضرورة تعذيب حقيقي، كما قال الشاعر لسان الدين:
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ
فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ
فهو يستخدم المعنى هنا كوصف مجازي ليس إلا
صحيح، الفتاة تحب أن تشعر بمحاولات الرجل، قد يتمثل ذلك في اهتمامه بتفاصيل شخصيتها وأفكارها (يختلف ذلك من فتاة إلى غيرها)، وهنا أريد سؤالك عن مفهوم الرفض المتكرر، والمقصود بمثل "ضرب الحبيب زي أكل الزبيب"، هل المقصود هنا الرفض الصريح والتعامل بإساءة من الفتاة، أم تجنب إظهار المشاعر والإعجاب؟ كيف يصل إليكم مفهوم الرفض؟
بصراحة لا أعتقد أن التقدير والشعور بقيمة الطرف الآخر يرتبط بالمجهود والمحاولات حتى تتم الموافقة على الارتباط، فقد فشلت علاقات عديدة بذل أصحابها مجهود هائل لكي تبدأ، ثم عجزوا عن الحفاظ عليها مع الوقت، وأعتقد أن الأمر أعمق من محاولات ما قبل الموافقة يا @ErinyNabil
لدى بعض الرجال عشق للطعم الألذ في الشيء الذي يبذل الجهد لأجله، لكن في النهاية سيعتبر المرأة شيء، وحين يملك قلبها وعقلها لا تعد تهمه، ولذلك من النساء من تدرك هذه الطبيعة عند رجلها وتحرص على ألا يستحوذ عليها، فيعيشون سويًا ربما لأعوام طويلة في هذا المشهد السخيف.
وربما للأمر تفسير من منظور آخر، وهو الأم المتسلطة التي هي النموذج المثالي لدى مثل هذا الرجل، مثل عقدة أوديب التي أشار إليها سيجموند فرويد.
لكن في النهاية لا يمكن تعميم هذا الأمر، بل في رأيي لا يمكن حتى إعطائه نسبة مئوية تُذكر.
التعليقات