دائماً ما كنّا نسمع أنا وقريبي في صغرنا كلام أهلنا التالي في الحدائق: لا تلاحقوا الفراشات وتقتلوهم، انتبهوا - ولكن حين كنّا نرى صرصور في المنزل كان يجب أن نقتله بأيّ طريقة، كنت أتسائل وما زلت عن هذا السبب: - لماذا من الغلط أن نقتل الفراشات الملوّنة في الحدائق مع أننا نتساهل بقتل الصراصير؟ هل للأخلاق معايير جمالية؟
لماذا من الغلط أن نقتل الفراشات الملوّنة في الحدائق مع أننا نتساهل بقتل الصراصير؟ هل للأخلاق معايير جمالية؟
قد يتفاوت التعامل مع المخلوقات الحية وفقًا للمعتقدات والقيم الشخصية. ومن الممكن أن يرتبط ذلك بالمعايير الجمالية والثقافة المحيطة بالفراشات والصراصير.
في بعض الثقافات، تعد الفراشات رمزًا للجمال والحرية والأمل ويتم التعامل معها بلطف واحترام. في حين، ينظر إلى الصراصير بأنها آفة وحشرة مقززة ومزعجة وبالتالي قد يكون هناك ميلاً للقضاء عليها.
من المهم أن نتعلم الاحترام والتعايش مع جميع المخلوقات الحية، سواء كانت فراشات أو صراصير أو غيرها. يجب علينا السعي للحد من الأذى الذي نتسبب فيه للبيئة والكائنات الحية، وإذا كانت هناك حاجة للتدخل للتخلص من الحشرات الضارة، يمكن اللجوء إلى الطرق الأكثر فاعلية والأقل ضرراً.
من المهم أن نتعلم الاحترام والتعايش مع جميع المخلوقات الحية، سواء كانت فراشات أو صراصير أو غيرها.
هل سنتعايش مع الصراصير نورهان؟!
من المهم أن نتعلم الاحترام والتعايش مع جميع المخلوقات الحية
هذا الأمر كلّنا متفقين عليه مئة بالمئة ولكن هل هذا قابلٌ للتطبيق؟ الصرصور شئنا أم أبينا مُزعج جداً، مزعج لكثير جداً من البشر ولا أعتقد أنّ هُناك بشر في أي مكان في العالم يفرحون بإبادته، لكن هل يمكننا فعلاً التعايش معه؟ لا أستطيع، لا أستطيع حتى المحاولة وهذا رأي يشاطرني به الكثير من الناس.
هل للأخلاق معايير جمالية؟
الأخلاق يا صديقي معاييرها مختلفة ومتنوعة ولكن هنا لا أرى للجمال اليد الطولى بقدر ما للنفعية لنا. فالصرصور الذي تراه أنت مقزز ومضر قد يراه آخرون غير ذلك وربما يتناولونه محمراً أو مقلياً. ونحن نقتل الصراصير لأنها تشكل لنا ضيقاً بصوتها و بتسللها على الطعام مما يسبب لنا ضراراً و لذلك نقتلها بدليل أنها عندما تكون في الشارع لا أحد يهتم بها. أما الفراشة فهي لا تضرنا بل نراها من متممات الجمال في الحدائق فنهتم بها ولها فضلاً عن أن نتركها تحيا بيننا.
و لذلك نقتلها بدليل أنها عندما تكون في الشارع لا أحد يهتم بها.
نقوم بإبادتها حتى في الشوارع وضواحي المدن والأرياف البعيدة أيضاً، هي حشرات منبوذة ضمن أي مجتمع إنساني، حتى الخنافس الجميلة منها، إننا نسمح فقط للفراش الجميل بأن يتموضع في حدائقنا. ولكن لمست من كلام حضرتك أنّك تدير القضية نفعياً، أي ما ينفع البشر يبقى وما يضر يجب أن يُباد، هل هذه طريقة مُنصفة برأيك بالتعامل مع أي كائن حي ولو كان حشرة؟
وبأي مقياس ترى الامر يا صديقي؟ على فكرة، كل نافع معين للبشر في حياتهم هو بالضرورة جميل وليس العكس بالعكس. يعني قرأت أنً ديفيد هيوم يقول أن العمود الخرساني الستدير في أسفله المدبب في أعلاه نراه أكثر جمالاً ممن لو كان قد صمم بالعكس فلماذ يا ترى؟ لأنً العكس يشعرنا بالضيق و الخوف وذلك مخافة أن يهوي علينا البناء لأنه غير نافع لنا. أما حينمتا يكون مصمما على النحو الأول فإننا نراه جميلاً لأنه يشعرنا بالإنبساط و الراحة و الإنسجام أي يولد فينا كل مشاعر غير القلق و التوتر ولذلك فهو في عرفنا جميلاً.
بالفعل سؤال مهم. ثمة الكثير من الأمور التي نشأنا عليها والتي تتدخل فيها المعايير الجمالية لا المعايير المقنعة أشد قوة. إلا أنني أتساءل هل السبب فقط لأن الفراشة أجمل من الصرصار؟ أنا أشك في ذلك وأقله بالنسبة لي. فالصرصار تجده في الأماكن التي لا نتوقع فيها وجوده في المنازل. وأما الفراشات الملونة خاصة فنادرا ما نجدها في المنزل إذ أن مكانها الحقيقي هو الطبيعة. بالرغم من ذلك فأنا أجد أن المبدـأ الذي تقوم عليه الأمور حقيقية إذ أننا شعوب يحكمها أحيانا منطق عبثي جمالي لا أكثر في الكثير من الأمور ولربما في معظمها.
إذ أننا شعوب يحكمها أحيانا منطق عبثي جمالي لا أكثر في الكثير من الأمور ولربما في معظمها.
بغضّ النظر عن المنطق الذي يحكمنا في رؤيتنا لهذه القضيّة ولكن هل نملك الحق بتقرير إبادة أو عدم إبادة نوعٍ معيّن من الكائنات الحية ولو كانت حشرة بناءً على موضوعة: أحب أو لا أحب؟ ألا ترين معي أنّ الأمر والمقاييس التي لدينا إقصائية بشكل كامل وقد تضرّنا حتى نحن في المستقبل إذا استمرّت على هذا النحو؟ لإنّها قد تفرّغ سلاسل أحياء تتغذى على بعضها، ما يعني أنّنا ندمّر أموراً في البيئة، ما رأي حضرتك في هذا الأمر؟
برأيي أنني أنا شخصياً أقوم بذلك لأن الصراصير في العادة تأتي من أماكن مليئة بالنجاسات والجراثيم والملوثات وتنقل الأمراض، فبالتالي قتلها يعتبر من الأمور الوقائية الهامة، بعكس الفراشات التي تنقل حبوب اللقاح للزهور والنباتات وتساهم في انتشارها فالحفاظ عليها من الأمور المفيدة للطبيعة.
الأمر لا يتعلق بالمعايير الجمالية بالنسبة لي، فأنا لا أقتل الجرادة على سبيل المثال رغم شكلها غير المحبب لدى الكثيرين، فهي غالباً تأتي من الصحاري والحقول والأماكن البرية المفتوحة، وأتركها لدورة الطبيعة لتسير كما كتب لها.
فأنا لا أتصرف بناءاً على الشكل أو الصفات الجمالية، ولكن بناءاً على مقدار النفع أو الضرر العائد من هذا التصرف.
فأنا لا أتصرف بناءاً على الشكل أو الصفات الجمالية، ولكن بناءاً على مقدار النفع أو الضرر العائد من هذا التصرف.
الكلاب تسبب نجاسات وتنقل أمراض أيضاً كثيرة على أننا دائماً نتجاهل هذا الموضوع في مجتمعاتنا، ولو فعّلنا هذا الأمر الذي تشرحه حضرتك في المثال، أي المنطق النفعي فهذا يعني أن يتم تسميم الكلاب الشاردة كما تفعل كثير من الحكومات، أوّلها سوريا التي تقتنع حكومتها بأنّ الكلاب مصدر إيذاء ويجب مكافحتها دائماً بالتسميم.
أختلف معك يا صديقي، فإن الكلاب في حالة تعقيمها وتطعيمها باللقاحات المخصصة لها بشكل دوري فهي آمنة تماماً للتعامل معها، وإنما تكمن الخطورة في كلاب الشوارع التي تعيش بشكل عشوائي ولا تتلقى أية تطعيمات وربما تكون حاملة لبعض الأمراض الخطيرة كالسعار وغيرها، مثلها مثل القطط والحيوانات الضالة.
ولا أقول بأن ما تفعله الحكومات صحيحاً أو إنسانياً وأرفض الطريقة التي تتعامل بها مع الكلاب الضالة عن طريق تسميمها أو قتلها، بدلاً من إيجاد مأوى آمن لها وتطعيمها.. لكنهم يفضلون الحل الأسهل والأقل تكلفة!
تعليق على سيرة الكلاب . ومصدر المعلومة زوج طبيبة بيطرية في اوربا ( سويسرا بالتحديد )
أي شخص سويسري يسافر مع كلبه خارج البلاد ( وبخاصة الا بلد به كلاب ضالة وامراض ) وعند عودته بالمطار فأمامه تفتيش صحي والاحتمالات هي
١- أن يقدم المالك شهادة تثبت تلقيح اختاري للكلب قبل السفر (اعتقد داء الكلب )
٢- حجز طائرة والسفر للخارج وتلقيح الكلب ثم العودة إلى سويسرا بعد ٢١ يوم
٣- تحجز الشرطة الكلب ويتم اعدامه.
بمعنى أنه لايسمح بشكل من الاشكال بوجود كلاب ضالة او حتى غير ملقحة .
بالعودة الى الطبيبة البيطرية. فهي تكره مالكي الكلاب الجهلاء واللذين يتسببو باعدامهم .
الصراصير ناقلة للقذارات والمرض
أشعر للصراحة أنّ هذه الإجابة غير مكتملة وأنّ هناك أمراً يدفعنا لقتلها بالخصوص وهذا الأمر بالأغلب أعتقد أنّهُ جمالي، ما الذي يدفعني إلى أن أقول ذلك؟ معظمنا لا يستميت في إبادة ثلاثة ذبابات مثلاً في منزله، يتركهم، على أنهم أيضاً يسببون الضرر ذاته وربما أكثر، علمياً هذا صحيح. ولكن دخول صرصور واحد يستدعي استنفار لقتله بالضرورة. ألا تشعر معي بأنّ الأمر ليس فقط مسألة نظافة؟
الصرصور هو من بدأ هذه الحرب، وهو من صدر عنه هذه السُمعة السيئة والتاريخ حافل بالضرر الذي سببه للإنسان، ومثله النمل والفئران التي تتطفل عليه وتشاركه بيته. فكما قال الآخرون قبلي أن العلاقة التي تحكم تمسك الإنسان من تخليه عن الأشياء هي العلاقة النفعية، لو كان الصرصور لا ينفع ولا يضر لما اقتربنا منه ولتركناه يقوم بوظيفته في حفظ توازن الحياة في سلام.
الصرصور هو من بدأ هذه الحرب
قد تكون أطرف العبارات التي قرأتها حتى الآن، ولكنّها برأيي تمثّل علاقتنا الحقيقية مع هذه الأحياء، إننا نُبيد مستعمراتهم من أساسها بشكل تمييزي غير قابل للفهم حقيقيةً أبداً لإنّي قد طرحت مثالاً على الذباب قبل ذلك، نحن نقتل الذباب نعم ولكن ليست بتلك الاستماتة، هُناك برأيي أمراً جمالياً يجعلنا ننفر فنقوم بزيادة هذا العداء أكثر مع الصراصير.
لأنك قلتها بنفسك, الفراشات بالحدائق والصرصور بالمنزل, لا أحد يلاحق الصراصير بالحدائق, لو كانت الفراشات تحلق بالمنازل بأعداد الذباب فإن الجميع سيقتلها شر قتلة.
غير صحيح هذا الكلام إن رأيناه بمقاربة أخرى، لو كان الأمر مقتصر على المكان ولا نقتل بناءً على الشكل، لكنّا رأينا مثلاً أشخاصاً يضعون الصراصير في مستوعبات صغيرة لأمور التسلية وما إلى ذلك كما نضع الفراش في منازلنا أحياناً (هناك كثير من الأشخاص يفعلون ذلك) ما أحاول الإشارة إليه هو فقط تقززنا المبالغ به منه وأؤشّر إلى إمكانية أن يكون هذا سبباً أيضاً لهذا الأمر.
الفكرة مرتبطة كلية بمن يلحق أذى بنا، دائمًا ما نسعى بما يؤذينا حتى ولو كان نفسيًا إضافة لقذارته هذا مثير للاشمئزاز.
بالفعل لقد دخلت منزلي فراشة كبيرة ومكثت كم يوم لم أشعر بأن لدي حاجة لقتلها. ولكن لو وجدت صرصارًا واحدًا أهب لشراء قاتل الصراصير وتفعيل وضع الطوارئ الشامل في البيت مع منع التجول للأطفال.
تمامًا لماذا نجد الأشخاص يميلون للقطط وينفرون من الحمار ما سبب كلاهما حيوان وكلاهما أليف ما الفكرة ؟
التعليقات