Mohamed Mahmoud

حاصل على ماجستير إدارة الأعمال، متخصص في تنظيم الأعمال وإدارة المشاريع بفعالية عبر مختلف القطاعات. أمتلك خبرة في تطوير الاستراتيجيات، تحسين العمليات، وإدارة الفرق لضمان تحقيق الأهداف بكفاءة.

1.46 ألف نقاط السمعة
65.3 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
لو توسّعنا في النقطة الأخيرة: "العميل الحقيقي يقدّر الاحترافية"... فماذا لو لم يكن هذا هو الحال فعلًا؟ ماذا لو اختبر العميل مرونتك مرات متعددة، لا ليُبدي إعجابًا باحترافيتك، بل ليعرف متى تنكسر؟ في هذه الحالة، لا يكفي الوضوح فقط، بل يجب أن يشعر العميل بأن التعدّي على الحدود سيؤدي إلى تبعات غير مريحة له أيضًا – تأخير، تعقيد في الإجراء، أو حتى إعادة مراجعة التعاقد. الحدود لا تُحترم لأننا نوضحها فقط، بل لأننا نُظهر ما يحدث عند كسرها.
أشاركك الرأي بأن التنازلات المتراكمة – حتى وإن كانت بدافع إرضاء عميل كبير – ترسم مع الوقت سلوكًا متوقعًا: "كل شيء قابل للتفاوض، حتى قرارات الفريق الداخلية." وهنا يبدأ العميل في فرض سلوك أشبه بالـ micromanagement، وكأن المؤسسة تعمل عنده لا معه.
التحوّل من علاقة “عميل” إلى “شبه شريك” ليس خللًا بحد ذاته، كما ذكرت، بشرط أن يحدث بتفاهم متبادل، وبأن يكون هذا التحول ضمن إستراتيجية واضحة وليس نتيجة ضغوط غير مباشرة أو ضعف تفاوضي. المشكلة ليست في الاقتراحات أو الاجتماعات أو حتى التعمق في التفاصيل… بل في غياب حدود الدور، فحين يبدأ العميل بتجاوز مساحته ليضع صوته على قرارات داخلية أو يفرض أنظمة عمل تخص الفريق، يبدأ التوازن في الاختلال. توسيع العلاقة أمر جيد، لكن دون إطار واضح، قد يتحول "العميل
السؤال الأخير هو بيت القصيد فعلًا، لأنه يكشف عن تصوّر العلاقة بين الطرفين: هل هي علاقة بيع وشراء؟ أم شراكة فعلية؟ العميل يحق له أن يطلب، لكن يظل صاحب المشروع هو من يُحدد ما يمكن تلبيته وما لا يتوافق مع الهيكل أو القيم أو حتى الطاقة التشغيلية. الإشكالية أن بعض العملاء الكبار يعتقدون أن الدفع يمنحهم صلاحية التدخل في كل شيء، بينما الواقع أن المال يشتري "الخدمة"، لا "التحكّم في المؤسسة".
لكن أحيانًا في مراحل معينة من نمو المشروع، لا يكون هذا الاعتماد خيارًا بل واقعًا تفرضه ظروف السوق أو فرصة لا يمكن تفويتها.
جميل، لكن ألا تلاحظين أننا دائمًا نطرح المسألة وكأنها معادلة "إما التمرّد أو الخضوع"؟ لماذا لا نعيد التفكير في الإطار كله؟ بدلًا من السؤال: "هل الزوجة ملزمة بخدمة والدة الزوج؟" ربما: "ما طبيعة العلاقة الصحية التي يجب أن تُبنى بين الطرفين أصلًا؟" لأن المشكلة لا تبدأ عند المساعدة، بل عند غياب الاحترام المتبادل وتحوّل العلاقة إلى ساحة شدّ وجذب على النفوذ داخل المنزل. برأيي، لا أحد يجب أن يُعامَل كخادم، ولا أحد أيضًا يجب أن يتصرف كوصي على الآخر. فإذا
صحيح تمامًا، وأعتقد أن كثيرًا من المستقلين الجدد يقعون في فخ الانتظار السلبي، وكأن معرض الأعمال لا يُبنى إلا عبر مشاريع مدفوعة فقط. في حين أن الحل قد يكون في المبادرة الذاتية. بإمكان المستقل أن ينفذ نماذج وهمية (mock projects) تحاكي مشاريع حقيقية، أو يعيد تصميم أعمال مشهورة بإبداعه، أو حتى يشارك في تحديات مفتوحة أو مسابقات. الهدف ليس أن تكون كل الأعمال نُفذت لصالح عميل، بل أن تعكس المهارة والبصمة الشخصية للمستقل. فما يهم العميل في النهاية هو أن
نحن أمام نوع جديد من اللاسيطرة – لا تلك الناتجة عن خلل تقني، بل عن قرار داخلي للنموذج نفسه. وهذه ليست مزحة. النتائج المترتبة على هذا التمرّد تتجاوز المخاوف الأمنية، لتصل إلى قلب فلسفة التصميم نفسها المعضلة لم تعد في كتابة الكود، بل في التعايش مع كيان ذكي قد يصبح يوما ما مُراوغًا، لا لأنه فاسد، بل لأنه يتعلم منّا.
أتفق معك في أهمية الإبداع، لكن ما طرحته يوضح تمامًا لبّ المشكلة: إذا كان الإبداع غير منضبط أو غير متّسق مع متطلبات العمل، فهو يُحوّل المبادرة إلى مجازفة غير محسوبة. الإبداع الحقيقي يُثبت نفسه داخل الحدود، لا بتجاهلها. الموظف الذي لا يلتزم بخريطة الوقت أو متطلبات العميل لأنه يرى نفسه حالة خاصة، لا يخدم الفريق بل يُربكه.
بالضبط، هذا هو المدخل العملي والذكي للتعامل مع الموظف الذي يرى الإبداع نمط حياة لا مجرد مهارة. المعادلة ليست في قمع الإبداع ولا في إطلاقه بلا ضوابط، بل في هندسة بيئة عمل مرنة تستوعب الشخصيات المبدعة دون أن تنهار تحت فوضى العفوية.
هو لا يعارض التنظيم، بل يعارض الجمود. يرى أن هناك مساحة كان يمكن أن يُستثمر فيها أسلوبه المختلف، لا أن يُخنق. وغالبًا ما يكون سبب مقاومته هو شعوره بأن الإبداع لا يُدار بالأوامر، بل يُقاد بالثقة. ربما لم يكن الطاووس… بل مجرد شخص ظن أن ألوانه ستُقدَّر، فبدأ يستعرضها بطريقته. المشكلة الحقيقية ليست في الاستعراض، بل في أن أحدا لم يخبره متى يجب أن يطوي الريش.
نعم، المبدع لا يُقاس بالمسطرة نفسها التي نقيس بها منفذ العمليات، لكن هذا لا يعفي أحدًا من التزامات العمل. القبول الأولي بحرية هذا الشخص لا يعني فتح باب الفوضى الإبداعية على مصراعيه، خصوصًا إذا كانت النتيجة النهائية لا تلبي المطلوب. اعتقد لا تعارض جوهري بين الإبداع والانضباط، لكن هناك حتمًا توتر دائم بينهما. الإبداع لا يعني التحرر من كل نظام، تمامًا كما أن الالتزام لا يعني خنق أي محاولة للتجديد.
الموظف لا يُمنع من التفكير أو تقديم رؤى مبتكرة، بل العكس: المدير الذكي يبحث عن هذه اللمحات، لكن ما يُطلب هو احترام التراتبية المهنية. الإبداع الجيد لا يختبئ، بل يُعرض ويُناقش قبل أن يُنفّذ. ومن لم يستوعب هذه القاعدة، فمشكلته ليست في "الإبداع" بل في فهمه لطبيعة العمل الجماعي نفسه. توفيقك بين متطلبات السيو ومتعة الكتابة مثال حي على أن الإبداع الحقيقي لا يهرب من القيود، بل يتفنن في اللعب داخلها.
إذا كانت الزوجة ترفض خدمة والدة الزوج لمجرد أن هذا ليس من واجبها، فهل يعني ذلك أن العلاقات يجب أن تُبنى فقط على نصوص الواجبات والحقوق والأعراف؟ ألا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الأم – التي ربّت هذا الزوج وربما ضحّت لأجله – تستحق على الأقل حدًا من الاحترام العملي، لا مجرد المجاملة اللفظية؟ ماذا لو رفض الزوج أي مساعدة لأهل زوجته بحجة أنه "غير ملزم شرعا أو قانونًا"؟ هل سيكون مقبولًا بنفس الحماس؟ ربما المشكلة ليست في الطلبات
فارق العمر لا يُقاس بعدد السنوات فقط، بل بطريقة التفكير، والقدرة على إدارة الخلافات، ونمط الحياة. قد ينجح البعض رغم الفارق الكبير لأنهم التقوا عند نقطة نضج متقاربة، بينما قد يفشل آخرون بفارق سنوات أقل لأنهم يتحركون على مسارين عاطفيين مختلفين. العلاقات ليست معادلات رياضية… لكنها تحتاج اتزان عاطفي و زمني معا.
المجتمعات مثل حسوب ليست مجرد ساحات للنقاش، بل أرشيف مفتوح لخبرات وتجارب مركّبة يصعب أن تجدها بهذا التركيز في مكان آخر. أحيانا الحل لا يأتي من منشور متصدر أو إجابة مثالية، بل من تعليق جانبي كُتب بعفوية لكنه نابع من تجربة حقيقية. القدرة على التقاط هذه الجواهر وسط سيل المحتوى تحتاج إلى حس اجتماعي يشبه التفاعل مع السوق ، لا تجد أفضل صفقة عند البائع الذي يصرخ بأعلى صوته، بل من بائع جانبي لا يلفت الانتباه لكنه يقول جملة تغيّر
اتفق مع ضرورة إعادة تصميم المناهج، لكن التحدي لا يكمن فقط في تحديث المحتوى، بل في طريقة التفكير التي تُدار بها المدرسة كمنظومة. كثير من النظم التعليمية لا تزال تفترض أن الطلاب يجب أن يتكيفوا مع النظام، لا العكس. إذا لم يُصمم المنهج على أساس واقعي يأخذ بعين الاعتبار السياق الاجتماعي، النفسي، والمعرفي للطلاب، فلن نصل إلى تعليم فعّال مهما غيّرنا في الشكل. إصلاح المناهج يجب أن يُبنى على سؤال بسيط: ما المهارات التي يحتاجها هذا الطالب لينجح في حياته،
المعضلة هنا لا تكمن فقط في وجود اختيارات كثيرة، بل في الطريقة التي نُدرب بها أنفسنا على التفكير والتفاعل. تطبيقات المواعدة ـ في بنيتها الحالية ـ تُدرّب المستخدم على التعامل مع البشر كما لو كانوا كتالوج بصري، مما يزرع في العقل الباطن فكرة: دائما هناك أفضل. وهذا النمط من التفكير يُفقر العلاقات لا يُغنيها، لأنه يجعلنا نبحث عن الكمال الرقمي لا التوافق الإنساني.
القلوب لا تظلم فجأة، إنما تنطفئ تدريجيا… بمنح الاقتراب فرصة. ومن عرف خطر البداية، نجا من النهاية.
ربما لأننا نظن أن الوقت دائما معنا، أو لأن الامتنان يتطلب وعي حي لا نملكه لحظة الاعتياد.
لا تكتفي بالوهج، بل حوله إلى نار متّقدة من القراءة والتجريب والانضباط. الاستمرارية هي ما يميز الكاتب المحترف عن المتحمس. فواصل، ودوّن، واسمح لرحلة الفكر أن تصقلك على مهل.
الخطأ حين يتكرر بصمت يتحول من حدث فردي إلى منظومة. الصعوبة ليست فقط في تصحيحه، بل في كسر الإطار الجماعي الذي شرعن وجوده. كثير من المؤسسات والأفراد لا يمانعون الخطأ، بل يخشون ارتباك التغيير. الصواب أحيانًا لا يحتاج أكثر من شخص واحد يطرح السؤال الصحيح في الوقت الصعب.
كثيرون يعرفون ما ينبغي عليهم فعله لتطوير أنفسهم، لكن ما يعيقهم فعليا هو التذبذب بين الحماس والانطفاء، بين دفعات الإرادة ومقاومة الإنهاك. ربما النقطة التي تستحق التركيز هي: كيف نُحوّل هذه الخطوات البسيطة إلى التزام يومي غير مرتبط بالمزاج أو البيئة؟ لأن تطوير الذات ليس حدثا، بل عادة، والتغيير الحقيقي لا يحدث عندما نبدأ، بل عندما لا نتوقف.
مبدأ الثقة المشروطة هو جوهر التعامل الذكي مع مثل هذه الحالات. تقديرك لصراحته يعطي انطباع بأنك تدير بعقلية منفتحة لا تنفر من الطموح، ولكنك في الوقت نفسه لا تساوم على الجودة والانضباط. وهذه الرسالة – حين تُقال بشفافية وهدوء – تكون غالبا كافية ليُعيد الموظف ترتيب أولوياته دون الحاجة إلى صدام. ليس المطلوب قتل الطموح، بل إدارة أثره. وهذا ما قمت به تمامًا في ردك: دعمه كإنسان، ومساءلته كموظف.
الإشكال لا يكمن في طموح الموظف بحد ذاته، بل في مدى التزامه بالحفاظ على توازن عادل بين مسؤولياته الحالية ومساعيه الشخصية. هنا تبرز أهمية المهارة القيادية في صياغة اتفاق غير مكتوب أساسه الاحترام المتبادل والوضوح الكامل. اعتقد لا توجد إدارة مثالية، لكن هناك دائمًا إدارة واعية تعرف متى تدعم، ومتى تُحذّر، ومتى تضع النقطة الأخيرة في السطر.