في حياتنا اليومية، نعيش بين عالمين متوازيين: الإطار العفوي والإطار الشخصي، تمامًا مثل الساعة الكلاسيكية والساعة الرياضية.. كلاهما يقدمان الوقت نفسه، لكن لكل منهما استعماله الخاص.
الإطار العفوي هو ذلك الجزء من حياتك حيث تعيش اللحظة دون تفكير زائد أو حسابات معقدة. إنه عالم الأصدقاء، اللقاءات السريعة، والقرارات التي يمكن تحمل عواقبها بسهولة. هذا الإطار يمنحك حرية الحركة، لكن دون أن تراهن عليه كثيرًا أو تتوقع منه الكثير.
أما الإطار الشخصي، فهو الأكثر خطورة والأكثر أهمية. هنا تكمن استثماراتك الحقيقية: وقتك، جهدك، أموالك، وثقتك بالآخرين. أي خطأ في هذا الإطار قد يكون مكلفًا جدًا، لذا يتطلب حرصًا شديدًا، وعادةً ما يكون مغلقًا إلا أمام القلائل الذين يستحقون الثقة. في هذا الإطار، لا مكان للعفوية الكاملة، بل يجب أن تكون قراراتك محسوبة بعناية.
مثال بسيط شراء هاتف مستعمل من صديق يقع في الإطار العفوي ..خسارتك المحتملة محدودة ويمكن تجاوزها. لكن الدخول في مشروع تجاري أو استثمار مالي مع صديق، يقع في الإطار الشخصي، حيث يتوجب عليك وضع إجراءات قانونية تحميك لأن العواقب قد تكون جسيمة.
هل تعتقدون أن الناس يخلطون بين هذين الإطارين، مما يجعلهم عرضة لصدمات وخسائر غير متوقعة؟
التعليقات