منذ اللحظة الأولى التى إنتشر فيها chatgpt حول العالم لم يتردد الناس لحظة فى طرح الأسئلة والمشاكل الشخصية ونحن حتى هذه اللحظة مر علينا حوالى أكثر من عام ومعظمنا يستخدم الذكاء الإصطناعي بشكل يومي وبشكل مكثف، وكان من أكثر الأمور التى نسأله عنها هي المشاكل الشخصية والتى تؤرق حياتنا فكانت أغلب الأسئلة التى نقدمها للذكاء الإصطناعى لنحصل منها على حل مثالى يساعدنا فى تطوير وتحسين حيواتنا والتخلص من المشاكل، ولكن الذكاء الإصطناعي لايحذف سجل البحث أولاً بأول بل يحافظ عليه حتى الأن وهو بهذا الشكل يعرف كل خبايانا ومالايعرفه عنا والدينا ولا أقرب الناس إلينا، حتى لو أن صديقاً لك طلب منك أن يتفحص سجل بحثك فى الذكاء الإصطناعي غالبا ستمتنع بشكل قاطع لما فيه من خصوصية كبيرة عن مشاكلنا وأسرارنا، لذلك كيف لنا أن نكون فى أمان فى عالم الذكاء الإصطناعي؟!
الذكاء الإصطناعي يعرف عنا كل شئ؟!
شخصيًا لا أحب استخدام الذكاء الاصطناعي بالشكل المذكور الذي يقضي على خصوصيتي، ولا أؤيد مشاركة المعلومات الشخصية وتفاصيل الحياة مع الذكاء الاصطناعي، فالبعض يقوم بمشاركة البريد الالكتروني وكلمات مرور ومعلومات مالية شديدة الخصوصية وغيرها من الأمور التي من المفترض ألا يعلم عنها أحد أي شيء معتقدين أن الذكاء الاصطناعي مجرد روبوت لا يحتفظ بشيء، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل بعد تسريب تلك المعلومات.
بالطبع لابد وأنكي إستخدمتى شيئا خصوصى جدا مع الذكاء الإصطناعي، هل تتذكرى مشكلة كبيرة كانت أو صغيرة مقلقة أو بسيطة معينة ذهبتى الى شات جي بي تي وسألتيه عنها وقدم لكى حلاً ممتازا؟!
- إن أجبتي بلا فأنتى لاتستخدمى الذكاء الإصطناعي من الأساس.
- وإن كنتى لاتتذكرى فأنا أطلب منكى الذهاب الى سجل المحادثات فى شات جي بي تى وتراجعى نفسك وأراهن أنكى ستجدى شيئاً شخصياً جداً.
إن أجبتي بلا فأنتى لاتستخدمى الذكاء الإصطناعي من الأساس.
بالفعل لا أحب استخدامه في مجال عملي وكل علاقتي به هي حب استطلاع ليس أكثر، جربت استخدامه في الحصول على بعض المعلومات عن موضوع ما ولكن لم يعجبني أسلوبه في عرض المعلومات، صحيح أن المعلومات منظمة بالفعل ومكتوبة بشكل مثالي ولكنه يعرض معلومات عامة وليست بمستوى الدقة التي أريدها لذلك صرفت نظر عن الأمر، ولأكون حيادية أعجبني الذكاء الاصطناعي في توليد الصور واستخدمه في توليد صور ذات جودة عالية بمواصفات خاصة واستمتع بذلك كثيرًا.
لا أعلم لماذا تظن أن الجميع يستخدم الذكاء الاصطناعي بنفس الدرجة وكأننا نحن البشر المبرمجون ومن يخرج عن هذه البرمجة فيكون لا يستخدم الذكاء الاصطناعي!
عن نفسي أيضا اعترض على التعميم بأننا جميعا استخدمنا الذكاء الاصطناعي بنفس الطريقة، فدعني أقول لك عن طريقتي التي تعتبر ساذجة للحفاظ على خصوصيتي التي اخترقها أصلا بكتابتها هنا! أنني لم استخدم اسمي أو الايميل الخاص بي في أي مواقع للذكاء الاصطناعي، ولم اسأله أي سؤال شخصي بل أنني حتى اختلقت له اسم ولي اسم غريب مجمع من عدة ثقافات، لا أقول أن هذا يحمي خصوصيتي لأنه في ظل كل ما نراه من الصعب الحفاظ على خصوصيتك بالأساس فكل هذه الأذونات لها ثغرات تمكن التطبيقات من الوصول إلى أشياء كثيرة مثل الكاميرا والمسجل ومعرض الصور وخلافه!.
وكان من أكثر الأمور التى نسأله عنها هي المشاكل الشخصية ..
صراحة لا أتخيل أبدا أنني أقوم بمشاورة روبوت بحثا عن حل لمشكلاتي الشخصية!.. فأنى له ان يعرف شخصيتي أو طريقة تفكيري، أو الظروف المحيطة بي التي ساهمت في حدوث تلك المشكلات!
أما عن موضوع إختراق خصوصيتنا، فأظن أنه يحدث دون أي تدخل منا بذلك؛ فحتى ما قبل عصر الذكاء الإصطناعي كانت خصوصيتنا مستباحة أيضا!
إن كنتى تستخدمى شات جي بي تى ولا تتذكرى أنكى سألتيه فى شيئاً خصوصي فأنا أطلب منكى أن تفتحى سجل المحادثات وتراجعيها وأنا متأكد بنسبة 100% إن كنتي تستخدمين الذكاء الإصطناعي بالشكل الكافي أنكى سألتيه عن أمور شخصية، وهذا تحدى وإلا فيمكنكي نشر لنا إسكرين شوت من جميع محادثات شات جي بي تى بما أنها ليست خصوصية ههههه :)
كيف لنا أن نكون فى أمان فى عالم الذكاء الإصطناعي
لا يمكن أن يتحقق الأمان أخي مصطفى ليس مع الذكاء الاصطناعي فقط وإنما في بيئة التطور التكنولوجي ومراكز البيانات الضخمة التي تحتفظ بمعلوماتنا عندما توفر لنا خدماتها، لكن الأمر أسوأ في حالة الذكاء الاصطناعي فما يملكه من قدرة جبارة على تحليل البيانات التي يحصل عليها من خلال استخدامنا له يمكنه من تكوين توقعات ليس فقط عما نحتاجه مثلما يحدث في التطبيقات التي تبيع معلوماتنا للمسوقين أو غيرهم، وإنما بما نفكر فيه وطبيعة شخصياتنا والطريقة التي يؤثر فينا من خلالها بل قد يصل الأمر إلى إيهامنا بخيارات محددة مسبقاً كما يفعل الوالدان مع أطفالهم، لذلك من رأيي أن نعرف متى نستخدمه وماذا نشاركه وكيف، أعرف بعضهم يترك الهاتف المرتبط بتطبيقات العمل وبرامج التواصل في السيارة ولا يدخله داخل المنزل أما من يمتلك خبرة في الهاكينج فهؤلاء لديهم أساليبهم الخاصة
كلامك سليم أخى عبدالرحمن فقد يوهمنا بأن حل مشاكلنا هو فى أمر دون الأخر، وقد يتحكم فينا حرفياً كما ذكرت، لابد وأن تقدم الشركات هذه ما يؤمن مستخدميها وأنه هناك تشفير ولكن لا أظن أنهم سيتركوا فوائد سمينة بهذا الشكل بدون مقابل، وكما قال أحدهم إذا أخذت خدمة مجانية فإعلم أنك أنت المنتج.
وكان من أكثر الأمور التى نسأله عنها هي المشاكل الشخصية
تذكرني هذه العبارة بسيري المساعد الشخصي لأيفون عندما بدأت كنا أيضا نفعل معها نفس الشيء.
لكن كيف لعاقل يدرك أبعاد الأمور أن يخبر الذكاء الاصطناعي بمشاكل حقيقية وينتظر حلها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. الأمر يزيد من التوحد والعزلة الاجتماعية أكثر من السابق.
طبعا أنت تتعجب لأني لم أذكر الجانب الأهم وهو أمن البيانات والمعلومات في ظل الذكاء الاصطناعي؛ لكنني أيقنت من بداية استخدامي للإنترنت أنه إذا لم تشتري السلعة فأنت السلعة فأخذت أتعامل مع مواقع التواصل والإعلانات التي في كل مكان بالبله وعدم المبالاه لأنني أنا اخترت دخول هذا العالم ويجب أن أتحمل، والانتهاكات الأخلاقية وانتهاك الخصوصية ليس مشكلة جديدة نخاف منها.
لكن كيف لعاقل يدرك أبعاد الأمور أن يخبر الذكاء الاصطناعي بمشاكل حقيقية وينتظر حلها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. الأمر يزيد من التوحد والعزلة الاجتماعية أكثر من السابق.
أنت حينما يكون لديك مشكلة ما كحالة مرضية أو أمر طارئ مشكلة عطل فى اللاب مثلاً ولاتدرى كيف تقوم بحاها وأنت فى حالة طوارئ أو مطلوب منك عمل ويجب تسليمه فالحل أن تستخدم أدارة ذكاء إصطناعي تعرض عليها الفكرة وتقوم بأخذ الحل وتطبيقة أنت وحظك 50 % المشكلة إتحلت 50% المشكلة لم تحل،فأنت ى حالة وجود مشكلة لاتعبأ لأمر الأمان ولا غيره، كل مافى الأمر أنك فقط تريد حلاً لمشكلة وفقط.
هذا يا مصطفى يذكرني لو تتذكر أنت أيضا بالظاهرة التي ظهرت في وقت انتحار الشاب من برج القاهرة وهي: "لو عندك مشكلة كلمني.." أخذ الناس جميعا ينشرونها على مواقع التواصل وهو أكبر خطأ لأن الشخص الذي يسمع لمشكلتك ويحاول أن يساعدك هو ليس متخصصا على الإطلاق لذلك فقد يضرك بدلا من أن يساعدك.
أنا أستخدم الذكاء الاصطناعي في أي عملية روتينية أو عملية غير جوهرية.
فأنا مثلا أستخدمه في تلخيص النقاط المهمة من الاجتماعات المملة، عمل حسابات معينة بعد تزويده بكل المعطيات، وقد أعطيه بيانات وملفات معينة وينظمها هو في تقارير ورسوم بيانية حتى أسرع أكثر وأسهل الدنيا على نفسي.
ومن زملائي من يستخدمه في بناء العروض التقديمية والجرافيك وكتابة الأكواد البرمجية خاصة التي تحتاج إلى صفحات من الكتابة.
إذا هو علم من خصوصيات ومشاكل العمل الخاص بك ما يمكن إبتزازك به فى فترة من الفترات أو إستخدامه لتسويق لك بعض المنتجات المهمة التى تخص عملك، أتفهم ما أقصد؟!
أتفهم قصدك لذلك باعتبار أني لدي خلفية ليست قليلة بالتسويق فأنا لا أنجذب لأي إعلانات أو إغراءات على شبكة الإنترنت ربما لأن طباخ السم لا يذوقه.
ليس الجميع يفعل الأمر ذاته.
ولكن دعني أسألك سؤالاً: من وجهة نظرك ما الذي قد يدفع بشرياً إلى اللجوء إلى روبوت ليفضي إليه بمشاكله الاجتماعية دون أقرانه من بني جلدته أو ربما حتى أهله؟
هل وصل حد الثقة في التكنولوجيا إلى هذا الحد، أم أن حجم الخذلان في البشر تضاعف؟
أخى معاذ الذكاء الأصطناعي هو تعلم ألى عميق يضاف له الملايين من المعلومات عن كل شئ وأى شئ خطر على بالك أو لم يخطر على بالك، من ضمن هذه المعلومات المشاكل التى مر بها أناس كثيرون فمثلا مشكلة مرضية معينة يعرف الحالات المرضية بمختلف أنواعها ويمكن أن يعالجك من أمراض بسيطة ويرشدك للتصرف فى أمور خطيرة، أو مشكلة فكرية معينة فيوجهك لكتاب تقرأه أو فيديو تسمعه يساعدك فى التخلص من هذه المشكلة.....إلخ
كل ماذكرته أنا بالأعلى هى من خصوصياتك الشخصية، وأنت حقاً فى حاجة لعلاج أو حل لهذه المشاكل، فتطلب نصيحته يقدمها لك ولكنه عرف عنك معلومة وضافها فى قائمة بياناتك الخاصة بالشركة وهذه خصوصياتك فهمت ما أقصد؟!
وهنا كان سؤالي.
ما الذي يدفعني أن ألجأ إلى هذا الروبوت وأترك عقلاً بشرياً مثقفاً أو متخصصاً في حل المشكلة التي أعيشها؟
ولن نقول بأن هؤلاء الأشخاص غير موجودين، بل إن حولنا منتشرين بكثرة.
فلماذا يلجأ البشر مؤخراً لذلك، مع أنهم قد يجدون الحل بطريقة آمنة عند هؤلاء الأشخاص؟
سأكون كاذباً إن قلت أنني لا أستخدمه، ولكنني أستخدمه لمساعدتي مثلاً في إحكام محتوىً أعمل عليه، أو توجيهي بشكل سريع إلى معلومة تنقصني، ويكون الأمر كله مجرد بعض المقترحات التي قد أستفيد منها أو لا.
ولكنني لم ألجأ إليه قط للمساعدة في حل مشكلة اجتماعية شخصية تواجهني.
جميل جداً فأنت تستخدمه فقط فى إطار إقتراحات فقط للعمل. فأنت غالبا لاتعرض خصوصياتك للخطر وهذا أمر أكثر من رائع.
ولكن هل تدرى أن خصوصيات العمل الخاص بك فى يده!! أى أن من سيقوم بشراء بياناتك من شركه هذه سيكون سهل عليه أن يقدم لك عروض تسويقية لعملك لايمكن رفضها، وبنسبة كبيرة ستقوم بشرائها، أليست هذه من الخصوصية أيضاً معاذ؟!
التعليقات