فيلم True justice family ties: شخص يحاول تبرئة أحد أفراد عائلته من جريمة حتى بالطرق غير القانونية، مذنب أو منقذ؟

أجد كذلك أنه من الصعب الإجابة على ذلك السؤال ما لم نوضع في الموقف ذاته لأنني إن قلت لك أن من يدافع عن أحد أفراد أسرته هو مذنب أعتبر ذلك كلامًا نظريًا ورغم أن رسولنا الكريم قال "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" لكنني أجد نفسي ضعيفًا تجاه رابطة الدم ولكن ربما تكون الحالة الوحيدة التي أطبق القانون فيها على أحد أفراد أسرتي هي أن يكون شخصًا سيئًا يصعب إصلاحه.

إذا صار هذا الشيء معي ورأيت فعلاً أن أهلي في ورطة ويجب أن أقوم بخرق القانون لحمايتهم لن أقوم بخرقه مرّة بل مرّات في سبيلهم، سأعتبر هذه الأمور من باب الولاء العائلي، 

بالنسبة لي الخيار المناسب يمكنني أن أضع نفسي أنا في وش الدفع وأضحي بنفسي من أجل العائلة وهنا اخترق القانون بالكذب وأقول أنني متحمل المسؤلية عن كذا وكذا لأنقذ العائلة، ولكن لن أتهرب من العقاب القانوني بأي شكل ما دام هنالك خطأ ونعمل تماما أنه خطأ، لأنني لو تهربت من القانون وخرقته وخرجنا سالمين جميعا لا أعتقد أن عقدة الذنب ستتركني ما دام هنالك احد مخطئ بيننا ولم يأخذ المظلوم حقه مننا.

صحيح، فالالتزام بالقانون والأخلاقيات يظل شيئا مهما وضروريا للحفاظ على نظام عدالة مستقيم ومستدام، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ومع ذلك نرى أن الوفاء بالالتزامات الأخلاقية أحيانا يتطلب تحليلا دقيقا للظروف والقرارات الشخصية، ولقد ذكرت في تعليقك الولاء العائلي وبرأيي أنه يعكس قيما كالحب والمسؤولية تجاه العائلة وتتطلب توجيها لاتخاذ الخيارات التي قد تتنافى مع القوانين في بعض الحالات، لهذا يأتي مفهوم الالتزام اللعائلي الذي يمكن أن يكون له وزن كبير خاصة في مسألة تفاعل الأفراد مع مختلف المواقف.

سأعتبر هذه الأمور من باب الولاء العائلي، حيث برأيي هذا واجب أصيل إجباري في أي شخص، أن يقوم بحماية الأسرة التي يعيش بها، هي غريزة إنسانية متأصلة بعمق،وقد يرى البعض أنها في بعض الحالات تحل محل اتباع القانون، وأنا معهم فعلاً في هذا الخيار.

لا ألوم خيارك صراحة وربما انا ايضا افعل هذا، ولا أستطيع أن أقول بالتأكيد سافعل هذا لأنني أجد أن شعور الذنب ربما يكون أقوى لدي ويغلب على مشاعري الأخرى، إذا كان من أضحي من أجله مذنبا حقا لن أستطيع عدم التفكير في حالة عائلة الطرف المتضرر ولا المتضرر نفسه، سأضع نفسي محلهم واجدني أحاول بكل الطرق لتطبيق العقوبة المستحقة على من سبب الأذى لي ولعائلتي، وربما هذا الجانب هو ما قد يمنعني من تغليب مصلحتي الخاصة، ولكن مرة أخرى لا يمكنني الجزم، فهي معضلة صعبة جدا.

الالتزام بالضوابط القانونية ويشككوا في عدالتها!

صراحة لن تفرق هنا، الاختلاف مع وجهة نظر القانون لا يعطي للفرد الحق في مخالفته، وبالتالي لا ينزع عنه المسؤولية القانونية والأخلاقية في حالة المعضلة المطروحة، أعتقد انني أتفهم قرار مساعدة من نحب ومخالفة القانون من أجلهم بسبب مشاعرنا التي تغلبنا وتفرض علينا هذا، ولكن إذا كان القرار بدافع التشكيك في القانون نفسه فهي مجرد حجة يريد بها الشخص أن يريح ضميره تماما حتى لا يشعر أنه ارتكب اي خطأ.

إذا الأمر بالنسبة لك مرتبطا بشكل أساسي بنوع الجريمة التي ارتكبها وهي القتل، هذه هي الحالة التي لا تتسامح فيها ولا تسمح لمشاعرك أن تغلبك، ولكن ماذا إذا كان غير متعمدا! ماذا لو اخبرك أنه دفاع عن نفس ولكن لا يستطيع إثبات ذلك، أو أن شخصا آخر يحاول توريطه في الأمر ولا يستطيع أيضا إثبات ذلك أيضا، هل يمكنك تحمل ذنب تركه مع احتمال كونه برئ وانت في يدك مساعدته ولكن بالتحايل؟