في إطار كوميدي تدور الأحداث حول قصة حب فريدة وكريم، التي بدأت بسوء تفاهم في دبي، لتمر بعدها برحلة من الصراعات بعودتهما إلى مصر، بعد تدخل الأهل في مصيرهما، حيث ينتمي كل منهما إلى خلفية اجتماعية مختلفة تماماً عن الآخر، وهو ما يخلق الكثير من المفارقات الكوميدية. فهل ستنتهي رحلة فريدة وكريم بالزواج الذي يحلمان به أم يحدث العكس .. وبعيداً عن الخط الكوميدي الذي يحكم الفيلم ففي الواقع قد يحدث أحيانأ مشروع زواج بين عائلتين على خلفية مختلفة ليس بالضرورة مادية ولكن إجتماعية مثل زواج شخص من فتاة أجنبية في الحقيقة فيكون هناك اختلاف كبير بين العادات الاجتماعية والتقاليد والتي تجعلني أتسأل هل مشاريع الزواج تلك قابلة للنجاح في الحقيقة أم مصيرها الفشل؟ أنا أتحدث عن التجارب الواقعية وليس تلك القصص التي تنشأ في الأفلام بهدف الكوميديا والرومانسية .. فخلاف الطباع بين العائلات هل هو مقبول ويمكن حل المشاكل فيه ببعض التجاوز وبعض الذكاء .. أم أن الأمر كله يستحيل تحقيقه بالحقيقة ... فأنا مثلاً أرى الكثير من الشباب المصري يبحث عن الزواج من أجنبية أو من فتاة تختلف طباع عائلتها عن طباع عائلته؟
أيشكل اختلاف طباع عائلتين فرق يفسد الزواج؟ من فيلم جوازة توكسيك
شخصيًا لا أؤيد فكرة الزواج من شخص تختلف طباع عائلته تمامًا عن طباع عائلتي، لأن ذلك يضيف طبقة جديدة من التعقيدات في العلاقة الزوجية، الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو أيضًا اندماج بين عائلتين، وإذا كانت الاختلافات كبيرة جدًا فقد يؤدي ذلك إلى صعوبات تؤثر على الحياة اليومية، وأعتقد أن التفاهم والتناغم بين العائلتين يسهم بشكل كبير في بناء علاقة زوجية مستقرة، والاعتماد على تجاوز الخلافات أو الذكاء وحده لحل المشكلات قد يكون مجهدًا وغير كافي على المدى الطويل.
ولكن أشاهد في تلك الأيام الكثير من فيديوهات المدونين أو (البلوجر) من الشباب المتزوجين بأجنبيات جميلات الشكل والصفات أيضاً (بحسب المحتوى المطروح بالفيديو) يظهر كيف أن حياة مثل ذلك ليست مستحيلة كما يبدو بل أن تلك الفتيات مثلاً ترحب بالعيش في الطبيعة المصرية القاسية ويجدون هذا الجو القاسي لطيف ، الأمر نفسه عندما أرى الكثير من الشباب يسافر لدول أوربية ويكون علاقات مع المجتمعات هناك ومع الفتيات ويتناغم معها ؟
وارد أن يكون لكل قاعدة شواذ، ولكن بالغالب أغلب هذه العلاقات لا تستمر وتطول كالعلاقات المتكافئة، والأمر ليس فقط بالزواج من أجانب، ولكن يمكن أن يكونوا من نفس البلد ولكن من خلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة وهذا يصعب الاندماج، وإن كانت العلاقة ستضطر الطرفين للاختلاط سيكون الأمر صعب جدا، وقد تستحيل العلاقة، إلا لو انفصل الزوجان عن محيط عائلتهم وأصبحت العلاقة من فرد لفرد وليس من عائلة لعائلة
إذاً أنت تقول أن الشاذ هو أن تنجح تلك العلاقات ويحدث تناغم بين العائلات لكن الفشل هو العنصر الغالب على تلك النوعية من العلاقات التي تختلف فيها الطباع والثقافات ؟ ولكن هذا يدفعني للتساؤل أليس من الممكن تحليل أسباب تلك العلاقات الناجحة التي نرى بعضها على السوشيال ميديا ونحاول محاكتها أو فهمها على الأقل لإنجاح علاقات مشابهة؟
إن فكرة الزواج بين شخصين من خلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة قد تكون محفوفة بالتحديات، ولكن ليس من المستحيل أن تنجح إذا كانت هناك رغبة حقيقية من الطرفين للعمل على تجاوز هذه التحديات. في الواقع، أعرف الكثير من الزيجات بين أشخاص من ثقافات مختلفة قد أثبتت نجاحها، ولكن هذا يعتمد بشكل كبير على الانفتاح والاحترام المتبادل بين العائلات، فضلاً عن مرونة الطرفين في التعامل مع الفروق الثقافية، كما يفضل أن يتأكد الطرفان من أن السبب وراء الزواج هو الحب والرغبة في الاستقرار، وليس مجرد التمرد على التقاليد
أنا أتفق معاك ضمنياً على هذا الرأي لكن بحكم إطلاعك على تجارب حقيقية ناجحة من زملاء لك هل يمكنك أن تحكي كيف نجحت تلك التجارب مع سرد نموذج فعلي والتحديات التي قابلتهم للبرهنة بإمكانية حدوث تلك التجارب بالحقيقة؟
أحد أقربائي كان معجبا بفتاة تعرف عليها في محل عمله، لكنها كانت من بيئة اجتماعية مختلفة تماما عن بيئة قريبي هذا، فلم تكن قد أكملت تعليمها الجامعي وكان وضع أسرتها الاجتماعي متدهور جدا على عكسه الذي كان حاصلا على البكالوريوس كما أن عائلته ذات وضع مادي واجتماعي جيد جدا، مما جعل أهله يرفضون فكرة زواجهما مطلقا، ولا أظن أنه هناك وسيلة لحل هذا النزاع سوى من خلال الإلحاح والإصرار وهو ما فعله قريبي إلى أن حقق ما يريد ومازال حياته الزوجية سعيدة ومستقرة بشكل كبير
للأسف خضت تجربة مشابهة وأنا مؤمن بنفس القدرة على التغيير فمثلما دخلت في علاقة مع فتاة أعلى مني ليس ثقافياً ولكن طبقياً فكانت مطالب والدتها (غير عقلانية) ففشلت العلاقة لأن الفتاة قالت بنهاية الأمر (أن الرجل الغني يمكن أن يتزوج من فتاة فقيرة ويرفعها لمستواه ولكن العكس لا يمكن أن يحدث) وهل تعرف لقد صدقتها نوعاً ما لكوني كنت فقير بنظرهم (وهو أمر غير حقيقياً) بشكل كلي ولكن لنقل أنهم بالفعل من طبقة أعلى ، ثم تعرفت لاحقاً على فتاة [تبدو مثقفة] وذكية وجميلة عيبها الوحيد أنها عاملة نظافة وأهلها جميعاً كذلك وأحببتها لفترة ليست بقصيرة لكونها كانت تحاول طوال الوقت أن تظهر أهتمامها وأنها وإن كانت من بيئة مختلفة أو طبقة مختلفة (أقل) فهي لا توال راقية ومثقفة وتسعى لتطوير نفسها وبناء مستقبلها الذي كانت تراه معي .. وبصراحة أحببت كثيراً تلك الصورة التي تصورني بها كمنقذ مخلص وعارضت أهلي الرافضين الارتباط بها لنفس الأسباب التي رفضت بسببها من الفتاة من الطبقة الأعلى ، وبعد رحلةبسيطة من الاختبارات وجدت أن الفتاة الفقيرة كانت تحاول بطرق (خبيثة) أستنزافي مادياً بعد أن أدركت أنها يمكن أن لا تستمر علاقتنا وأنها كانت تحاول صيد عريس ليس أكثر .... أما أنا (كشخص فلم أكن مهم) فمبجرد أن وجدت شخص يستعد لدفع أكثر حتى تخلت عن كل تلك الصور ... وبشكلاً ما أدركت أننا في مجتمع طبقي بامتياز ... مهما حاولنا إدعاء العكس.
أنا لا أؤمن أن طباع العائلة قد تشكل أي تأثير مهما كانت مختلفة، وذلك لو كنت أنا متقبل لصفات وطباع شريك حياتي الذي ينتمي لهم، فالمهم هنا تقبلي لصفات وطباع شريكي أما البقية فلن يكون لها تأثير.
ولكن من الخلل والحمق أن ارتبط بشخص ونتزوج وأنا عندي تحفظات واعتراضات على ثقافته أو طباعه على أمل أن يتغير ويصير على ما اوافقه؛ لأن هذه مخاطرة والزواج ليس محل يليق به المخاطرة والتجربة
ولكن مثلاً إن وجدت مثلاً أن خال أطفالك يرتدي حلق في أذنيه وأن جدتهم تعمل كراقصة في الكباريه (هل يمكنك التوافق) مع مثل هذا ، ماذا إذا كان هناك شخص في العائلة التي سترتبط بها من الأقارب الرئيسين له سجل إجرامي ماذا سيكون موقفك حتى بفرض أن شريكتك هي فتاة جيدة - هل ستفصلها عن أهلها- أم إنك ستتقبل تلك الاختلافات على أمل أن لا تؤثر عليك في المستقبل؟
وما المؤثر لو كان أحد أقاربها مسجون أو جدتها كانت راقصة لو افترضنا أنني اخترت واحدة تنتمي لعائلة مثل هذه فسوف اتحمل نتيجة الاختيار ولكن عائلات مثل هذه لن تجد بها شخص جيد خالص ولابد أنه تأثر بهم... أنا قصدي في خلاف فكري أو سلوكي لكن اخلاقي واجتماعي فلن أرضى به
الاختلاف الفكري قد يكون هينا، لكن السلوكي أيضا كارثي مثله مثل الأخلاقي، بالنهاية أنت بحلقة مغلقة وسيكون هناك تأثر وتأثير، وشئت أم أبيت أولادك سيتأثروا، على سبيل المثال كانت زميلة تحكي أن لها أخت متزوجة وتعيش بمستوى مرتفع جدا يختلف عن مستواهم، وأن أولادها عندما يذهبون لزيارة خالتهم وأولادها يعودون لحياتهم الأساسية بعد الزيارة ناقمين على حياتهم، وينتقدوا كل شيء، ومهما تتحدث معهم لا يستوعبوا هذا الفرق، لذا الامر ليس هين كما تعتقد لأن الزواج زواج عائلتين وليس فردين أبدا
أتفق مع قول صديقي المجهور فيما أشار له وأجد أنه من المهم أن ترد على هذا السؤال يا إسلام :
الاختلاف الفكري قد يكون هينا، لكن السلوكي أيضا كارثي مثله مثل الأخلاقي، بالنهاية أنت بحلقة مغلقة وسيكون هناك تأثر وتأثير، وشئت أم أبيت أولادك سيتأثروا
وبالنظر للمثل المطروح هل تعتقد يا أسلام أن أولادك لن يتأثروا باختلاف طباع العائلتين؟ مثل المثل الذي أشار له السيد/ة المجهول؟
هو أمر عادي لشباب كثيرة ونجحت فيه بحكم ما عايشته أثناء فترة وجودي في اكثر من بلد أوربي، ولكن بالنسبة لي إختلاف العادات والتقاليد و الدين ومفهوم الصواب والخطأ بين مجتمعاتنا ومجتمعاتهم جعلتني لا أتقبل الأمر وأعود لأتزوج من بلدي، لكن صدقا لدى كثيرون ممن يشبهوني، وجدتهم يعانون في تلك الزيجات.
الأمر فقط ليس في اختلاف الطباع صديقي بينك وبين الفتاة التي ترتبط بها فقد يكون الحب والتناغم والتفاهم له تأثير على قدرتها وقدرتك على تقبل طباع بعضكم البعض ، لكن الأمر يعود لتأثير الأهل فاختلاف الطباع هنا ومعايير التربية هل له تأثير كبير وحقيقي على الزيجة أم أنه بمجرد أن يغلق عليك الباب مع زوجتك سيكون لك قانون خاص للمنزل يسري عليك وعليها وعلى الجميع .. وهل يمكن أن يحدث هذا في الحقيقة؟
في البداية أنا لا أؤمن بكلمة مستحيل، فلا شيء في هذه الحياة اسمها مستحيل، بل نحن من اخترعنا تلك الكلمة لكي نبرر عدم قدرتنا على تنفيذ الشيء أو اجتياز المهمات المطلوبة منا.
أما عن الموضوع قيد النقاش فإن التكافؤ المادي والاجتماعي والثقافي وغيرها من الجوانب شرط أساسي في الزواج، ويندرج تحت التكافؤ الاجتماعي والثقافي هو التقارب الفكري والثقافي بين البيئتين والعائلتين اللتين ينتمي إليهما الزوجان، وهذا يكون سببًا كبيرًا في تخفيف الخلافات بين الزوجين في المستقبل.
أما إذا لم يكن هناك تفاكؤ بين الزوجين في تلك الجوانب أو غيرها فإنه يساهم بشكل كبير في نشوء وتفاقم مشاكل بينهما بعد الزواج، واحتمال تجاوز تلك المشاكل الناشئة بسبب عدم التكافؤ قليلة جدًّا، ولا يحدث ذلك التجاوز إلا نادرًا.
ولذلك أرى أن اختيار الزوجة والزوج من بيئة متقاربة وعائلة تمتلك نفس الخلفية الثقافية والبيئية أمرًا مهمًّا جدًّا في اختيار شريك الحياة.
قد تنجح في رأيي ولكن بالطبع ليس في أغلب الحالات، للصدفة صادفني على منصة تيكتوك حساب لشخص أمريكي متزوج من فتاة مصرية، والحساب عبارة عن يومياتهم المختلفة مع إبراز تداخل الثقافات بينهم، في مواضيع مختلفة مثل الطعام والملبس وعادات النوم، والأمر يبدو طريفًا للأمانة، ولكنه قد يكون واجهة مثل الفيلم، وهذا مثال متطرف على اختلاف ثقافات بين عائلات الزوجين، الأمر في رأيي يتطلب مستوى تفتح وصبر عظيم.
أما في مسألة الشباب الذين يبحثون عن الزواج من أحنبية، لا أعلم لكني أجد فكرة الزواج من أحنبية "أن تكون هي الهدف" مهينة بعض الشيء، لأن الأغلب يبحث عن النفع من وراء ذلك وليس بحثًا عن شريك حياة من ثقافة مختلفة، بل يبحث عن جنسية أو مزايا آخرى.
علينا أن لا ننسى أننا كمسلمين نعتبر العائلة لا تُعتبر مجرد مشهد جانبي في الزواج.. إنها جزء من النسيج الذي يحدد نجاح العلاقة أو فشلها. فهل يمكن للعلاقة أن تصمد إذا كانت العوائق أكبر من مجرد اختلافات بسيطة في الطباع؟(حين تصل لفروق جوهرية في العادات أو وجهات النظر حول المقدسات أو رؤى مختلفة تماما لقضايا مهمة مثل قضية اصحاب السابع في العاشر) قد يكون هذا مستبعدًا.
أجدني قريب الرأي من أستاذ @Mahmoud_R98 فيما أشار له وإن كنت لا أتفق مع رأيه بشكل كامل لأن لكل قاعدة شواذ مثلما أشار أستاذ @Abdelrahman212 في المثل المذكور بتعليقه ، وأتفق أيضاً أن فكرة أن تذهب للبحث عن الزواج من أجنبية لمجرد أنها أجنبية هي فكرة مهينة أو خاطئة بحد ذاتها ، وهذا الأمر الذي جعل أستاذ رفيق يقول رأيه في تعليقه الخاص به :
علينا أن لا ننسى أننا كمسلمين نعتبر العائلة لا تُعتبر مجرد مشهد جانبي في الزواج.. إنها جزء من النسيج الذي يحدد نجاح العلاقة أو فشلها. فهل يمكن للعلاقة أن تصمد إذا كانت العوائق أكبر من مجرد اختلافات بسيطة في الطباع؟(حين تصل لفروق جوهرية في العادات أو وجهات النظر حول المقدسات
حيث أن هذا المثل تحديداً يسحضرني مثل شهير لا يمكنني التغاضي عنه كمثال واضح أن اختلاف الطباع قد يؤثر عليك بشكل مذلذل حتى وإن لم تعترف بذلك فمثلاً شاروخ خان في تجربة زواجه من هندوسية وهو مسلم فهو أمر (مخالف للشرع فعلاً وأعتقد أنه مخرج من الملة) فلا يمكن أن تكون مسلماً بحق وأنت متزوج من أمرأة هندوسية تعبد الأوثان .. فعندما تتناغم مع هذا الأمر وتستمر فيه فأنت تشوه علاقتك مع الله ، وهذا نموذج صارخ أن التناغم الظاهري في العلاقات ليس بالضرورة أن يكون معبراً عن حقيقتها.
التعليقات