هل تخيلت في طفولتك أن تعيش يوماً خالياً من القواعد والقوانين مع عائلتك؟!

أعتقد أن قول "نعم" و"لا" يجب أن يكون بالمنطق والعقل، ولكي تكون التربية سليمة يجب على الآباء تفسير إجاباتهم لأطفالهم بدلًا من استخدام الجملة المشهوة «لا يعني لا» التي سمعناها كلنا في طفولتا كلما سألنا عن سبب رفض طلباتنا؛ وذلك حتى يستطيع الأطفال التمييز بين الخطأ والصواب، وأيضًا لتأهيلهم فيما بعد لاتخاذ قرارات مسؤولة بأنفسهم، وليس قرارات لا معنى لها.

أما عن «يوم نعم» فأعتقد أنه قد يكون فكرة جيدة عندما توضع له شروط مسبقة، فربما يمكننا فيه كسر بعض القوانين، ولكن لا يمكن أن نتعدى حدود القانون نفسه، وأيضًا يجب تحيد مبلغ معين من المال لهذا اليوم لا يمكن تخطيه، حتى لا يطلب الأطفال أشياء باهظة الثمن بشكل غير معقول.

لا أؤيد فكرة يوم نعم..

ذلك أنني أرى الصغار حولي من أبناء إخوتي وأخواتي، يقال لهم لا ويفعلون ما يشاؤون فكيف لو صادف مكان لا نعم؟؟!

أعتقد أن ذلك الامر ممكناً مع فئة عمرية معينة، يكون الطفل فيها واعٍ ومدرك تماماً لنوعية الطلبات التي سيطلبها وتوافقها مع المنطقية والعقلانية.

يعني هل يمكنني في يوم نعم أن أتقبّل فكرة طفل صغير يطلب أن يخرج مع أصدقاءه دون أن يسأل أهله من أصحابك وإلى أين ستذهبون وماذا ستفعلون برحلتكم؟ وهل سيكون معكم شخص بالغ يراقبكم (حال كان المكان يستدعي ذلك)؟

أو طفل يطلب أن يجرّب السيجارة لأنه رأى بعض الأصدقاء يفعلون ذلك؟

أو آخر يطلب أن يقوم بصفع أباه مثلاً انتقاماً من موقف ضربه والده عليه -على سبيل المثال؟

أو طفل يريد لعبة ربما تكون خطيرة على عمره.

ما أظنه يمكن أن يكون يوم نعم متاحاً ضمن اشتراطات معينة، كأن يكون يوم العائلة التي تقضيها مع بعضها، وفي الأوقات التي يقضونها معاً ليجربوا كلّ شئ معاً، وضمن محددات أيضاً لذلك.

ثمّ أنني لا أظننا بحاجة ليوم نعم إذا كنّا نقول لا بشكل يفهمه الطفل ويقتنع به..

يعني لطالما أحببت تربية أختي لبناتها، لم أسمعها تقول لا لأمر كانت طفلتها تريده بل كانت تناقشها لتجعل الطفلة بنفسها تغضّ الطرف عن الأمر لأنها بالنهاية اقتنعت بأنه غير مجدٍ.

 لذا أخبروني؛ إن أتُيحَ لك “يوم نعم” وأنت صغير هل سيكون فارقاً بعلاقتك بوالديك؟

لا أعلم حقاً.

وما أكثر شئ قيل له "لا"؟!

الغالب كان لا، ودون توضيح.. وحين كنتُ أسأل لماذا؟ كان يقال بدون لماذا.. لا يعني لا.

وكيف أثرت فينا ديكتاتورية "لا" و التربية الصارمة في بيوتنا ؟!

أن أفعل الأمر خفية لو كنت أريده بشدة.. ولو لم أكن أستطيعه كرحلة أو سفر أن أبدأ باللعان والسباب بيني وبين ذاتي ثم أكتب قليلاً أو أرسم قليلاً أو أتصرف بعدوانية قليلاً.