قبل يومين كنت أشاهد أحد الأفلام الشهيرة لشارلي تشابلن يُدعى Modern Times، وكانت هذه تجربتي الأولى في مشاهدة الأفلام الصامتة على الرغم من أني متابعة جيدة لكافة أنواع الأعمال الفنية الدرامية، إلا أنه لم يصدف لي متابعة فيلم صامت ولم أكن أتخيل أن بإمكاني إكمال مشاهدة فيلم كامل بدون حوار، كان فيلماً رائعا غير مزاجي وأضحكني وأعاطني قيمة ورسالة.

فكرة الفيلم:

يتحدث الفيلم عن زمن الآلة والتكنولوجيا بطابع من السخرية والكوميديا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وفي تلك الأعوام عانت الولايات المتحدة الأمريكية من الكساد الكبير والجوع والفقر والبطالة، ففي السنوات التي كانت أمريكا تستخدم الآلة لزيادة الإنتاج كان العبء كله يقع على عاتق العمال الذين تحولوا إلى ماكينات تعمل بلا رحمة ويظهر في الفيلم أيضا المظاهرات والمطالبة بالحقوق العمالية، كل هذا ودون أن ينبتوا بحرف، كل هذا تمثيل صامت بدون حوار ولكن في النهاية يحقق الهدف من السنيما بطريقة سلسلة.

ما هو الفيلم الصامت؟

هو فيلم يعتمد على اللقطة السينمائية المعبرة، والتعبير المجازي في الصورة لغياب الحوار أو حتى الموسيقى فيها، لجأ المخرجون في هذا النوع من السينما إلى تكثيف المشاهد الرمزية ذات الدلالة المجازية لإيصال أفكارهم، مما جعلها قادرة على الوصول إلى جميع المشاهدين في العالم مهما اختلفت اللغات.

ما هو سبب ظهور الأفلام الصامتة؟

بسبب افتقار السينما حينها لتقنيات دمج الصوت، واستمرت حوالي 25 عاما إلى غاية عام1927 حيث تم إنتاج آخر فيلم صامت، وبعدها كان هناك محاولات محدودة ومتفرقة في إنتاج أفلام صامتة سيرا على نهج القدماء وبعضها لاق رواجا وبعضها الآخر لم يلق ذلك النجاح.

 لم نعد نرى الآن أفلام صامتة وهذا طبيعي نظرا للتطور الكبير في معدات الإنتاج والجرافيك والكاميرات ومعدات الصوت والدمج، لذلك هم ليسوا بحاجة إلى التخلي عن الحوار في أي عمل سينمائي، مع أن هذا النوع من السينما امتد لسنوات طويلة وحقق نجاحا باهراً، فلم لا يعيدوا إحياء هذا النوع من السينما كما يحيون ملابس الستينات وموسيقا الأربعينات و...الخ، لم استحدثوا كل شيء ولم يستحدثوا الأفلام الصامتة؟

وهل شاهدت يوما فيلما صامتاً وما انطباعك عنه؟