في فترة التسعينات قررت شركة نسبريسو تقديم أسلوب جديد لتقديم القهوة، من خلال هذه الفكرة كانت تستهدف موظفي الشركات والمقاهي، الفكرة أنها تقدم كبسولات قهوة مضبوطة لكوب واحد من القهوة مع جهاز مناسب لإعداد هذه القهوة.

من خلال هذه الخطوة تصبح القهوة بسيطة التحضير وفي وقت أقل وبالمذاق المعتاد، لكن تفاجأ فريق العمل أن الفكرة باءت بالفشل رغم التوقعات التي كانت تنبئ بالنجاح الكبير.

بعد دراسة سبب الفشل وجد فريق العمل أن المشكل ليس في الكبسولات، وإنما عدم ثقة الجمهور في الأجهزة الإلكترونية المرافقة للكبسولات و التي تقدمها العلامة التجارية المتخصصة في القهوة أصلا، يعني الشركة متخصصة في بيع القهوة ومباشرة دخلت في سوق الأجهزة الالكترونية.

الحل كان في فصل التسويق بين الكبسولات والأجهزة، تغيير نموذج العمل كان أفضل حل لهذه المشكلة.

من خلال النموذج السابق قامت الشركة بالتسويق لمنتجين، منتج لها خبرة فيه ومعروفة به في السوق، ومنتج ثاني لا يمد لها بصلة تماما* الأجهزة الالكترونية لصنع القهوة*، وبهذا هي تفتقر للخبرة في التسويق لهذا النوع من المنتجات وحتى العميل ليس لديه ثقة في منتجها.

في 1989 قامت الشركة بتغيير المدير التجاري، قام هذا الأخير بتوكيل جهات أخرى خارجية لتسويق الأجهزة والشركة تركز على تسويق الكبسولات الخاصة بالقهوة بعدها لاقت الفكرة نجاح كبير في السوق وهي مستمرة ليومنا هذا.

نموذج العمل هو خطة عمل لمشروع تجاري في سوق معين، أحد المكونات الأساسية لنموذج الأعمال هو عرض القيمة للعميل، من أهم التهديدات أو العوامل التي تساهم في فشل نموذج العمل الأساسي هي نماذج الأعمال الجديدة التي تدخل في منافسة مع النماذج الحالية مثلما حدث في مثالنا.

بعيدا عن نموذج العمل، ألا يمكن أن يكون سبب الفشل في البداية هي عدم تقبل الجمهور لفكرة سهولة تحضير القهوة، وأن التحضير كانت له طقوس خاصة تقدم قيمة نفسية مختلفة عن مجرد الحصول عن كوب قهوة؟

هناك العديد من العوامل التي تساهم في فشل نماذج العمل للشركات الناشئة، ما هي الأخطاء التي يمكن للشركات ارتكابها في بداية مسيرتها وتتسبب في فشلها بعد فترة قصيرة؟