● كيف تنشأ الذكريات؟

يقوم الدماغ بتشكيل روابط عصبية. كلما فكرت في حدث معين تزداد قوة تلك الروابط، مما يجعل الذاكرة أقوى وأكثر مرونة لتذكُّر تفاصيل ذلك الحدث.

تظهر الذكريات السيئة أكثر من الذكريات الجيدة، يُرجِع الباحثون السبب في ذلك إلى أن الذكريات السيئة لها تفاعل أقوى مع العواطف، مما يُزيد من فرص تذكُّرها واستحضار تفاصيلها.

● كيفية التعامل مع الذكريات المؤلمة:

هناك عدة وسائل لتقليل شحنة المشاعر المرتبطة بالذكريات السيئة، ما ينتج عنه تلاشي الألم النفسي المرتبط بها.

1.   تقبل الماضي

في كل مرة تتذكر الحدث المؤلم يبدأ سيل من الأسئلة المحبطة بالتدفق في خاطرك، كيف فعلت ذلك؟ لماذا لم أرد تلك الإهانة؟ وأسئلة كثيرة من هذا النوع.

-

2.   تلاعب بالماضي

تعلم جيدا أن ما حدث في الماضي لا يمكن العودة لتغييره في الحقيقة بأي حال من الأحوال، ولكن يمكنك فعل ذلك حقا بالخيال.

استحضر الموقف المؤلم في ذاكرتك، فكر في الطريقة التي كان يجب أن تتصرف بها ليكون الموقف إيجابيا، وتخيل أنك تفعل ذلك حقا، فرِّغ جميع الطاقة السلبية التي بداخلك، ثم استحضر المشاعر الإيجابية المتولدة من إنجازك بوضع الأمور في نصابها الصحيح.

 -

3.   تعاطف مع ذاتك القديمة

يزداد وعيُنا كل يوم باستمرار التعلُّم والتفكُّر وتراكم الخبرات الحياتية، ما يعني أن نسختك اليوم هي أكثر تطوُّرا من نسختك بالأمس وأكثر وعيا ونُضجا.

عند حدوث ذلك الموقف المؤلم، لم تكن تمتلك من المعلومات والقدرات والمهارات ما تمتلكه الآن.

لذلك ليس من الإنصاف في حق نفسك أن تحكم على ذاتك القديمة بحسب وعيك ونضجك الحاليين، ولكن بحسب وعيك ونضجك في ذلك الحين.

-

4.   تعلَّم للتصرف بشكل أفضل

انظر إلى التجربة المؤلمة ليس بعين المتألم ولكن بعين المتعلِّم، ادرسها جيدا، وحدد النقاط التي لست راضيا عنها، ثم فكر جيدا في البدائل الصحيحة وفي كيفية تنفيذها إذا تكرر مثل ذلك الموقف في المستقبل.

-

5.   تعامل مع نفسك كصديق مُقرَّب

فكر كما لو أن الموقف المؤلم لم يحدث لك شخصيا، وإنما حدث لصديقك المُقرَّب.

سيساعدك ذلك على تأمل الموقف والتفكر فيه بشكل أفضل، وكأنك تراه من الخارج ولست طرفًا فيه.

هوِّن على نفسك كما تفعل مع صديقك، أخبره بأنه قد فعل أفضل ما لديه، وبأن الأمر كان أصعب من أن يتحمله بمفرده. ثم قدِّم له اقتراحات وحلول يمكنه تنفيذها فيما بعد للحصول على تجربة أفضل وحماية نفسه من التعرض للأذي والألم.