متلازمة الدايت المزمن، قد يتحول النظام الغذائي الصحي إلى سبب لاكتساب الوزن

قد تستغربين ولكن حين كنت صغيراً كنت أعاني من وزن زائد بسبب اهتمام أهلي بمسألة الصحة، كانوا يحرصوا على إطعامي كل ما ينفع لي، هذا سبب لي وزن زائد، حين كبرت ودخلت مرحلة الشباب كان لابد لي من أخذ موقف وبالفعل قد جرّبت الكثير من هذه الطرق وخاصة الكيتو ولكن لم ينفع معي أي شيء، ما نفع معي في النهاية هي نصيحة كنت قد سمعتها صدفة من رجل مصري رائع أعتقد أنه طبيب مصري في الجامعة، وهي أنه قال مرة في فيديو من فيديوهاته، نسيت اسمي الطبيب، قال: أنا أنصح كل شاب أو شابة يريدون المحافظة على صحتهم أن يتناولوا طبق سلطة قبل الوجبة الرئيسية ان كانت دسمة، يتناولوه قبل ٢٠ أو ٢٥ دقيقة من الأكل - وبالفعل صرت أقوم بذلك، وحين أصل للوجبة الرئيسية أشعر بأنني غير محتاج لكميات كبيرة، بعض لقم منها للتذوق ومنها لسد شبع ليس إلا، والنصيحة الثانية منه كانت لا تأكل حتى تشبع ولا تأكل حتى تجوع، دائماً حافظ على الوسط، أن تقوم بالفعل براحة.

هذه نصائح بسيطة قد تبدو بالنسبة لتعقيد ما سبق من برامج، ولكن هي بالضبط ما أصابت وغيّرت في حياتي فعلاً.

جميعنا مررنا بمرحلة "اكتشاف أننا بحاجة لانقاص الوزن فقد زاد الأمر عن حده"، هي لحظة ادراك بالنسبة لنا فتتملكنا رغبة ملحة لإنقاص الوزن الزائد وبأسرع طريقة، أذكر أنني مرة حصل معي نفس الشيء، لحظة ادراك ثم مثابرة واجتهاد لبعض الوقت من الزمان، اتبعت رجيم الصيام المتقطع (دين ودنيا) وهو يعطي نتيجة إذا تم الإلتزام في فترة المساء بالوجبات الصحية والإبتعاد عن النشويات(خبز، بطاطس، معجنات....) والدهون، وقد سمعت مرة معلومة غريبة جدا لا أعلم مدى نجاعتها عن طريقة لتخلص من البطن الممتلئة وهي إبتلاع فص ثوم على الريق يعني في الصباح الباكر وقبل تناول وجبة الفطور!!!

برأيي أن الاكتشاف الذاتي حول الحاجة إلى خسارة الوزن وتحسين اللياقة البدنية يعتبر خطوة هامة نحو تحسين الصحة العامة، لكني أنصح دوما في حالة الوصفات الغريبة والغير طبية أن يتم إستشارة استشاري ومختص كي نتفادى حدوث أخطاء طبية وأخطاء تهلك الصحة العامة للإنسان.

ما هي الأنظمة الغذائية التي اتبعتها على مدار حياتك وحتى الآن؟ أي منها كان مفيدًا حقًا وأي منها ندمت على اختياره؟

لا شيء! لست ممن ينجذبون إلى تطبيق الأنظمة الغذائية ولا أؤمن بجدواها على الأقل معي أنا، ولكنني كنت مهتمة بالسلطات في فترة من الفترات ولكن لم يكن الأمر مرتبط بنظام غذائي محدد.

أما هذه الحميات التي تصبح تريند فجأة فدائماً ما أشكك في صحتها وفائدتها الحقيقية للجسم، وذلك لأن أغلبها يعتمد أنظمة قاسية ومحددة جداً ويتضح لأي شخص أنها غير صحية، فما الذي يجعل حمية تركز على الدهون فقط أو الكربوهيدرات فقط حمية جيدة وصحية للجسم؟ ولكن تجد تطبيقها يتم على أوسع مدى، لماذا؟ التسويق!

فمواقع التواصل الإجتماعي ومؤثريها لا يتوقفون عن بث المعلومات الخاطئة والمبالغة في تصوير بعض الأنظمة على أنها الأفضل للجسم، وهذا على فكرة أحد الأسباب التي يساءل بسببها رؤساء أكبر المنصات الإجتماعية حالياً، وقصة نيفين رضوان مع ابنتها أكبر مثال، حيث عانت ابنتها من فقدان الشهية حتى كادت أن تموت بعد مشاهدتها لفيديوهات الأكل الصحي والرياضة بشكل مفرط على تيك توك وانستقرام، نيفين كانت من ضمن الحضور في الجلسة أيضاً، ولديها كتاب يتحدث عن هذه التجربة المريرة.

فهل تعتقدين أنه ينبغي أن يتم محاربة هذا النوع من المحتوى بالأخص إذا كان يقدم من قبل أشخاص غير متخصصين في مجال التغذية؟