في إحدى المرات، قمت بترجمة كتاب متخصص في مجال ريادة الأعمال، وكان المشروع يتطلب مني البحث والتعمق في مصطلحات هذا المجال، وبعد الانتهاء من المشروع أدركت أن العمل الذي بذلته يمكن أن يتحول إلى أساس لتقديم خدمات جديدة، وبالفعل قمت بإعداد دليل للمصطلحات التجارية باللغتين واعتمدته كمرجع عند تقديم خدمات ترجمة مماثلة، بل وقمت بتسويق هذا الدليل كميزة إضافية للعملاء المحتملين، هذا لم يساعدني فقط في تحسين جودة العمل وسرعته، بل جعلني اترجم المزيد من الكتب المتخصصة في نفس المجال. شاركونا آرائكم كيف يمكننا كمستقلين الاستفادة من المشاريع السابقة التي عملنا عليها بشتى الطرق؟
إعادة تدوير المشاريع، كيف تستفيد من مشروع سابق لتقديم خدمات جديدة؟
المشاريع السابقة هي خبرات متراكمة، وعند الوصول لخبرة معينة بمستوى متميز، يمكن تحويلها لمصدر دخل منفصل، لي زميل بدأ كاتب، وأثناء عمله عمل على مشروع يتطلب كتابة تسويقية، ومن هذا المشروع قدم هذه الخدمة بشكل منفصل وتدريجيا زادت خبرته وقدم ورش عمل مدفوعة فيها فهو اكتشف نفسه أثناء العمل وبنفس الوقت في مرحلة ما قدم العمل كخدمة حققت له دخل سلبي، أعتقد زميلنا الغالي @Nibras_Alhadidi سيكون له تجارب ملهمة هنا
المشاريع السابقة بالفعل يمكننا أن نبني عليها خبراتنا، وكل خطوة تأخذنا نحو اكتشاف أبعاد جديدة لأنفسنا، وزميلك مثال رائع على استغلال الفرص لاكتشاف مهارات جديدة وتحويلها إلى مصادر دخل مبتكرة، فهو يتمتع بتفكير استراتيجي وقدرة على العمل الجاد على تطوير ذاته، وبرأيي هذا النوع من الرحلة يلهم الجميع، ويؤكد أن كل مشروع أو تجربة يمكن أن تكون بوابة لفرص أكبر.
هذه قصّة لصديقي وليست لي، قال لي مرة: قد أنجزت منذ فترة كتاب إلكتروني عن التسويق الرقمي وأشعر بأنه يمكنني تحويل محتواه إلى سلسلة مقالات أو منشورات مدوّنة تستهدف شرائح مختلفة من الجمهور وأريد استخدام فصول الكتاب لتطوير ورشة عمل تدريبية وفيديوهات تعليمية تفاعلية وطلب مني المساعدة في ذلك، بحيث أنه لديه المادة الخام التي طوّرها ويريد إعادة إنتاجها والاستفادة منها. لم أدخل معه بالمشروع يومها لضيق الوقت، ولكن العملية برأيي توفّر الوقت والجهد وتعزز فرص الوصول إلى جمهور أوسع وبتفصيلات مختلفة.
فكرة صديقك كانت ذكية جداً وتعكس فهم عميق لاستغلال المحتوى وإعادة توظيفه بطرق متعددة للوصول إلى شرائح مختلفة من الجمهور.
لم أدخل معه بالمشروع يومها لضيق الوقت
ترك مثل هذه الفرصة دون استغلالها كان خطأ، حتى لو كان لضيق الوقت، المساهمة في مشروع كهذا كانت ستفتح لك آفاق جديدة للعمل والتعلم، وربما توفر لك فرصة لبناء شراكة مميزة تعود بالنفع عليكما.
من تجربتي بعد دراسة ماجستير إدارة الأعمال (MBA)، تعلمت كيف يمكن استخدام المشاريع والأدوات التى أعمل عليها فى الدراسة لتحسين أدائى المهنى والاستفادة منها بشكل دائم. فأثناء دراستى للـMBA، كان لدينا مشروع جماعى لتحليل نموذج عمل شركة ناشئة وتقديم توصيات استراتيجية. كجزء من الفريق، قمت بإعداد تحليل SWOT مفصل، واستراتيجية تسويق رقمي كامل، وبعد إنهاء المشروع، قمت بحفظ كل القوالب التى استخدمناها (SWOT، Business Model Canvas، KPIs Templates) وأعدت استخدامها فى استشاراتى الخاصة.
يعني مشروع واحد تعلمته بإتقان حولته لخدمة احترافية، ومستمرة بها
تجربتك تستحق الإعجاب لأنها تعكس ذكاء مهني وقدرة على استثمار الموارد بشكل فعال لتحقيق النجاح، وفكرة تحويل مشروع دراسي إلى خدمة احترافية هي مثال يحتذى به في كيفية البناء على الخبرات واستخراج الفائدة القصوى من الجهد المبذول، وبرأيي قد يكون من الأفضل أيضًا التفكير في تطوير القوالب والممارسات المستخدمة باستمرار، بدلاً من الاعتماد على نفس الأساليب بشكل متكرر، فالعالم المهني يتغير بسرعة ومعه تتغير احتياجات السوق، لذا التحديث والتجديد ضروريان لضمان مواكبة التطورات وتقديم حلول مبتكرة تناسب العصر.
عن نفسي استغل مشاريعي السابقة في التسويق لنفسي ولفريقي بالكامل، وأيضاً عند تجهيز المشاريع الجديدة غالباً نستغل كافة المشاريع القديمة السابقة.
مثلاً جهزنا مشروع إغاثة لبلد أو منطقة معينة، وبعد سنة جاء مشروع مشابه، هنا نأخذ المشروع القديم المشابه نشرح للفريق عليه ونذكر لهم العقبات والتحديات، ونأخذ نسخة المشروع لجهة الترخيص للمشروع الجديد ( هذا يجعل عملية اقناعهم سهلة) نستغل الخطة وجدول التنفيذ والميزانية في بناء المشروع الجديد.
لا أعلم بصراحة هل هذا متاح في مجالات العمل الأخرى أم لا، ولكن بعملي أنا كل مشروع يتم يمكن استغلاله أكثر من مرة فيما بعد
لا أعلم بصراحة هل هذا متاح في مجالات العمل الأخرى أم لا
أعتقد أن جميع المجالات يمكننا الاستفادة من مشاريعها القديمة بشتى الطرق، فكل مشروع سابق هو مصدر غني بالخبرات والدروس المستفادة التي يمكن إعادة توظيفها بمرونة وذكاء، سواء كان ذلك في تحسين العمليات، أو تقليل الوقت والجهد في التخطيط، أو حتى في تقديم نماذج مرجعية تسهل من إقناع الجهات ذات العلاقة، والفكرة تكمن في كيفية تحويل التجارب السابقة إلى أدوات فعالة تدعم النجاح في المشاريع المستقبلية.
كل مشروع نعمل عليه ما هو إلا أداة تسويقية لعملنا الخاص، بجانب أنه زيادة خبرة لنا.
فإذا نظرنا إلى مشاريعنا السابقة بنظرة عميقة سنجد أننا في كل مشروع نقدّمه نستفيد منه كالآتي:
1- معرفة اختصار وطرق مختصرة لإنجاز المشروع.
2- إذا كان العمل على برامج فإننا نسكشف أدوات في تلك البرامج لم نكن على علم بها.
3- إذا كان العمل يخص التصميم فإننا نزود التغذية البصرية الخاصة بنا.
4- إذا كان العمل يخص الكتابة أو الترجمة أو البحث فإن ثقافتنا تزداد بالمجالات التي نعمل عليها دون النظر إلى نوع المجال.
فالمشاريع التي نعمل عليها تزيد خبرتنا بمجالنا، وخبراتنا بالمجالات الأخرى، وبجانب كل ذلك نستخدم تلك المشاريع في التسويق لنا ولأعمالنا ولمشاريعنا، وقد تفتح تلك المشاريع مهارات إضافية لمجالات أخرى يمكننا العمل فيها.
رأيك ذكي جدًا، وأحد أفضل الطرق للاستفادة من المشاريع السابقة هي تحويلها إلى أصول متكررة الاستخدام. أنا مثلا عندما أعمل على تصميم عرض تقديمي لأحد العملاء دائما ما أستفيد من العرض الذي أنفذه للعميل وفي أغلب الأحيان أعيد استخدامه مع عملاء مختلفين مع عمل تغييرات بسيطة في الألوان والخطوط مما يوفر لي الكثير من الوقت
التعليقات