كمستقلين، عندما نتعرض لأزمة ما أو نشعر بالحزن لأي سبب نحتاج حينها إلى أن نفصل بين عملنا ومشاعرنا الشخصية، وذلك عن طريق تنظيم حياتنا النفسية والعملية، شاركونا آرائكم كيف تفصلون بين مشاعركم الشخصية وعملكم كمستقلين؟
كيف تفصل بين عملك الحر ومشاعرك الشخصية؟
مؤخراً أذهب كل يوم صباحاً إلى مساحات عمل مشتركة co-working space للعمل من هناك وتغير البيئة المحيطة من العمل الدائم في المنزل و تجديد النشاط، ساعدنى ذلك على ترك المشاكل الشخصية التى طالماً تراود تفكيرى انا و فى المنزل وكذلك تعلم مهارات جديدة من الفريلانسيرز الموجودين فى نفس المكان غير تبادل الخبرات و الترشيحات للعمل و الدخول معهم في مشاريع كمساعد، ذلك جعلنى أن أفصل كثيراً بين عملى و الحياة الشخصية.
صحيح قد تساعد مساحات العمل المشتركة على نسيان المشاكل الشخصية وتطوير التواصل الاجتماعي وتبادل المعرفة، ولكن الكثيرون وأنا منهم لا نحب العمل من هذه الأماكن لأنها تصيبنا بالتشتت نوعًا ما، ولا نستطيع تحقيق التوازن بين العمل والتواصل مع الآخرين، إذ أن تلك المساحات لا تتمتع بنفس خصوصية المنزل، هل لاحظت تحسنًا في إنتاجيتك بالفعل منذ أن بدأت العمل من المساحة المشتركة؟
بالفعل ولاكن المكان الذي أعمل فيه يتسم بطابع من الهدوء كما به غرف ومكاتب خاصة إذا كنت تريد حجزها والعمل بها في خصوصية، ولاكن أري أن التفاعل مع الآخرين أكثر نفعاً، أما من حيث الإنتاجية فأنه يوجد هناك العديد من الشركات الناشئة التى تعمل بالقرب منك وتكوين علاقات معهم يجعلهم يطلبون منك مهام وظيفية مما يزيد دخلك، وشعرت بتحسين فى الإنتاجية أيضاً من خلال حل المشكلات التى قد تكون فى ملف العمل حيث ممكن أن تسأل المحيطين بك عن الحل لتقديم المساعدة كنوع من تبادل الخبرات.
هنالك قاعدة شخصية اتبعها وهي "leave it there" بمعنى اتركه هناك أي أمر العمل داخل إطار العمل واترك الحياة الشخصية خارج إطار العمل، فعندما يبدء وقت العمل أفصل عقلي عن التفكير في أي شيء في حياتي وهذا لأن وقت العمل يكون محدد وبالتالي ابتعد عن أي مشتتات شخصية أي كانت فالعمل له حقوقه ولابد أن تنفذ، وأما خارج العمل فأنا أترك العمل ولا أفكر فيه عن طريق تحديد أولوياتي والتركيز على حياتي الشخصية فهذه الحياة الشخصية هي وقودي لكي استمر ليس في العمل فحسب بل في الحياة نفسها.
هذا من المفترض أن يحدث بالفعل، ولكن هناك بعض المشاكل والأزمات الكبيرة التي نجد أنفسنا نفكر فيها رغمًا عن إرادتنا وكأن عقولنا ترفض العمل وتتوقف عن التفكير تمامًا إلى أن نجد الحل المناسب لها، أعتقد أننا في هذه الحالة نحتاج إلى أخذ راحة من العمل ولو ليوم واحد للتفكير في أنسب حل للمشكلة على الأقل حتى نتمكن من العمل بشكل جيد ولا تتأثر الإنتاجية بالسلب.
بالنوم في معظم الأوقات. أعرف أن تلك الطريقة هي طريقة مؤقتة ولا قد لا تجدي في كل أشكال المشاعر. المشاعر أحيانًا تكون عميقة وقوية ولا يمحيها شيء، ولكن مع الحزن المؤقت بعد موقف مزعج مثلًا يساعدني على الفصل بين التوقيت الذي حدث فيه الموقف وبين توقيت العمل.
لكن عن تجربة شخصية عندما أنام وأنا أشعر بالحزن بسبب شيء ما خاصة في الأزمات الشديدة أستيقظ وأجد أن حالتي أصبحت أسوأ وأن هناك غصة في قلبي، لذلك الأفضل بالنسبة لي هو مواجهة المشكلة وعدم الهروب منها بالنوم أو بأي شيء آخر، وأرى أن هذا أفضل لصحتنا النفسية.
كمستقل، الفصل بين المشاعر الشخصية والعمل يمكن أن يكون تحديًا، لكنه ضروري للحفاظ على الإنتاجية والصحة النفسية. إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد:
1. جدولة الوقت بفعالية: خصص أوقاتًا محددة للعمل وأخرى للراحة والاهتمام بنفسك.
2. إنشاء مساحة عمل منفصلة: حاول العمل في مكان مخصص بعيدًا عن المناطق الشخصية في منزلك.
3. ممارسة التأمل أو اليوغا: يمكن أن تساعد هذه التقنيات في تهدئة العقل والتركيز.
4. وضع حدود واضحة: حدد ساعات العمل وحافظ عليها، وتجنب الرد على رسائل العمل خارج هذه الساعات.
5. التواصل مع الآخرين: تحدث مع أصدقائك أو عائلتك عن مشاعرك، أو فكر في الانضمام إلى مجموعات دعم للمستقلين.
6. ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن يساعد النشاط البدني في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
7. تعلم قول "لا": لا تتردد في رفض المشاريع التي قد تؤثر سلبًا على صحتك النفسية.
8. الاحتفاظ بروتين يومي: حافظ على روتين منتظم للنوم والاستيقاظ والوجبات لتحسين الاستقرار النفسي.
في الواقع، فصل المشاعر الشخصية عن العمل كمستقلين قد لا يكون دائماً بالشيء المفيد. في بعض الأحيان، قد يكون التعبير عن مشاعرك وتفريغها جزءًا مهمًا من عملية الإبداع والإنتاجية. بدلاً من محاولة فصل المشاعر تماماً، لماذا لا نستخدمها كأداة لتحسين عملنا؟
بالفعل هذا الأمر قد يضيف لأعمالنا لمسات إبداعية لتصل مشاعرنا إلى كل من يرى العمل خاصة في مجال كتابة المحتوى والتصميم الإبداعي، ولكن أعتقد أن استخدام المشاعر كوسيلة للإبداع في العمل له تأثير سلبي مع مرور الوقت، لأنه سيتسبب في شعورنا بالتعب النفسي ونجد أنفسنا لا نستطيع العمل بشكل جيد وفي نفس الوقت لا نستمتع بحياتنا، وأيضًا الفكرة نفسها قد تجعلنا نتخذ قرارات غير صائبة في وقت ما أثناء العمل نتيجة اعتمادنا على مشاعرنا في هذا الوقت وهي بالطبع متغيرة، وهذا بالتأكيد يؤثر سلبًا على العمل بالكامل.
أوافقك على أن الاعتماد المفرط على المشاعر في العمل يمكن أن يكون له آثار جانبية سلبية مع مرور الوقت. المشاعر بطبيعتها متقلبة، وقد يؤدي توجيه كل طاقتنا العاطفية إلى العمل إلى الإرهاق أو اتخاذ قرارات قد لا تكون مدروسة كما يجب.
لكن هنا أعتقد أن المفتاح هو التوازن. فبدلاً من إما تجاهل المشاعر أو الاعتماد عليها بشكل كامل، لماذا لا نبحث عن طريقة لدمجها بذكاء؟ مثل أن نستخدم المشاعر كمحفزات للإبداع في مراحل معينة، لكن نضع أيضًا حدودًا صحية للحفاظ على استقرارنا النفسي. أي أن نعتمد على الوعي العاطفي في العمل، بحيث نعرف متى نستخدم مشاعرنا ومتى نحتاج إلى التحليل العقلاني الصارم.
عن نفسي أفضل أن أخرج للمشي لمدة نصف ساعة مثلا، هذا الأمر يعمل بشكل جيد للغاية بالنسبة لي، حيث يساعدني على تصفية ذهني بشكل كبير ويجعلني قادر على التركيز في عملي بشكل أكبر ويخفف من وطأة أي مشاكل أمر بها
أحب المشي أيضًا وأشعر أنني أستطيع من خلاله التخلص من طاقتي السلبية بشكل كبير، وبعدها أكون على استعداد تام لحل المشكلة من جذورها، وبالرغم من أن الكثيرون يستمتعون بالمشي في الأماكن الهادئة إلا أنني أستمتع كثيرًا بالمشي في بيئة تحتوي على متاجر وأماكن جديدة يمكنني استكشافها، هل يؤثر نوع البيئة التي تمشي فيها على شعورك؟
التعليقات