صديقتي بدأت كمصممة جرافيك حرة، ثم قررت توسيع عملها بتكوين فريق وتقديم خدمات متكاملة مثل التصميم والتسويق الرقمي، أنشأت موقعًا إلكترونيًا واهتمت بالتسويق عبر السوشيال ميديا، مما حول عملها إلى مشروع تجاري ناجح يخدم شركات دولية، وفي المقابل قامت صديقة أخرى بتقليد نفس الخطوات ولكنها فشلت في جذب العملاء، وأعتقد أن ذلك بسبب غياب التميز وعدم وجود خطة تسويقية واضحة. ما هي العوامل التي تعتقدون أنها تساهم في نجاح تحويل العمل الحر إلى مشروع تجاري دائم؟
كيف يمكن توسيع نطاق عملك وتحويل عملك الحر إلى مشروع تجاري؟
توجد عوامل كثيرة تساهم في إنجاح المشروعات الناشئة، ومن أبرزها: التخطيط الجيد، عمل دراسة جدوى للمشروع، دراسة السوق والمنافسين، ودراسة الجمهور المستهدف،... وغيرها من الخطوات.
وفي حالة زميلتك التي فشلت تجربتها، أظن أنها أهملت خطوات هامة مثل دراسة السوق والمنافسين والجمهور المستهدف؛ فكونها تقدم نفس الخدمات لنفس الجمهور بنفس السوق، فهذا يعني أن منافسيها يمتلكون ميزات ليست لديها، ويستخدمون أساليب تسويقية تجذب العملاء لا تستخدمها هي!
وماذا يفترض بها ان تفعل الآن؟ هل تعيد بناء مشروع آخر من جديد أم تستطيع إحياء مشروعها الفاشل فعلا لو اهتمت بهذه النصائح والعمل الجاد والاستمرارية؟
عليها التعلم من أخطاءها بالطبع؛ فأحيانا التجارب الفاشلة تصبح الأساس الذي نبني عليه أنجح المشاريع..
ولذلك أفضل إعادة ترتيب ما تبقى من مشروعها السابق، مع الحرص على تنقيحه بعناصر جديدة، مع مراعاة إصلاح ما وقعت به من سقطات خططية وتنفيذية.
برأيي إعادة العمل على المشروع السابق قد تكون خطوة غير مثمرة، خصوصًا إذا تم التركيز فقط على إضافة بعض العناصر الجديدة دون إعادة تقييم جذري للمفهوم الأساسي، أعتقد أنه من الأفضل تبني فكرة جديدة بالكامل تعكس التطور في التفكير والتنفيذ، خاصة أن استمرارية الأخطاء في الخطط والتطبيق قد تؤدي إلى نفس النتائج السلبية، كما أن إعادة استخدام الأسس نفسها قد لا يضمن التحسين المنشود بل قد يعيدنا إلى النقطة التي بدأنا منها.
هناك عوامل كثيرة جدا، ولكن صديقتك هي الوحيدة التي يمكنها معرفة السبب لعلاجه، وأكثر نقطة أجد أنها ستساعدها هي الانتقال التدريجي، ليس شرطا أن تبدأ بشركة ومقر ومصاريف، لكن تبدأ تدريجي وبعد ذلك تتوسع وفقا لتوسع قاعدة العملاء، حتى تصل لمرحلة إنشاء الشركة بعد الوصول لمستوى معين العملاء، مع مراعاة التسويق والسمعة بالطبع
اليوم التميُّز ليس مجرد إضافة صغيرة بل هو أساس النجاح. ربما يكون السبب في نجاح صديقتك الأولى هو قدرتها على التميز في تقديم خدمات متكاملة مثل التصميم والتسويق الرقمي، وهو ما يجعلها أكثر جاذبية للعملاء. لكن التميز هنا لا يقتصر على تقديم خدمات متعددة فقط، بل يشمل القدرة على الابتكار والتميُّز في طريقة تقديم هذه الخدمات، والبحث عن فجوات في السوق وتلبية احتياجات غير مشبعة.
أما إذا كانت صديقتك الثانية قد اقتبست نفس الخطوات ولكنها لم تتمكن من جذب العملاء، فربما كان ذلك لأن الخدمات التي قدمتها لم تكن مميزة أو مبتكرة بما فيه الكفاية، أو أنها لم تدرس السوق بشكل كافٍ لتحدد ما الذي يميزها عن غيرها من الشركات المنافسة. من تجربتي، لاحظت أن مجرد تقديم نفس الخدمات دون إضافة لمسة شخصية أو تميز يمكن أن يؤدي إلى الفشل.
أيضا لا يكفي أن يكون لديك منتج أو خدمة جيدة فقط، بل يجب أن يكون لديك خطة تسويقية استراتيجية واضحة. التسويق هو الذي يخلق الوعي ويحفز العملاء على اتخاذ خطوات عملية. من خلال تجربتي الشخصية أدركت أنه في البداية، قد يكون من المغري التركيز فقط على تقديم الخدمة، لكن مع مرور الوقت، تجد نفسك بحاجة إلى خطة تسويقية واضحة تُحدد كيفية الوصول للعملاء، وتستهدف الفئات الصحيحة بشكل دقيق.
لاحظت أن مجرد تقديم نفس الخدمات دون إضافة لمسة شخصية أو تميز يمكن أن يؤدي إلى الفشل.
صحيح وأبرز مثال على ذلك ما نراه على موقع خمسات أحيانًا، حيث يقوم البائعون الجدد بنقل خدمات البائعين المتميزين كما هي على اعتقاد أن ذلك سيحقق لهم نفس النجاح، وهذا بالطبع غير دقيق، لأن التميز لا يأتي بمجرد تقليد الآخرين، بل من خلال تقديم خدمة مبتكرة أو لمسة شخصية تجعل العميل يشعر بالفرق، والفشل في إضافة قيمة حقيقية أو تحسين الخدمة يجعلنا نظل مجرد نسخة من الآخرين، مما يقلل فرص النجاح على المدى الطويل.
العمل المستقل نتائجه يمكن توقعها، فدائمًا يستطيع المستقل جني المال، قد ينخفض أو يزداد هذا المال وفقًا لكم العمل الذي يقوم به المستقل؛ لكنه لن يخسر أي جزء من المال الذي يمتلكه إطلاقًا. بينما تمتلئ ريادة الأعمال بالمفاجآت دائما، فمن الممكن أن يزدهر العمل خلال هذا الشهر، ويضمحل خلال الشهر التالي. لكن تكمن السيطرة على جزء من العمل عن طريق التنبؤ ومعرفة سلوك السوق، والاستمرار في التطور لمواكبة متطلباته.
لا أتفق مع هذا تماما اخي، فالعمل المستقل لا يكون مضمون الي هذا الحد أحيانا تنعدم فرص العمل للمستقل تماما و لفترات طويلة كما أنه متأثر بالسلب خصوصا هذه الفترة نظرا لكثرة الإقبال عليه و تطور الذكاء الاصطناعي و تدخله في الأعمال.
علي الجانب الآخر العمل كمشروع يعطي فرص أكثر لأن العملاء يثقوا أكثر بنا كشركة كنا أن عددنا الكبير يسهل علينا الانتشار و عمل التسويق الشخصي branding للشركة.
التعليقات