أحبّذ دائمًا أن أثير النقاشات القائمة على التجارب الشخصية في عالم العمل الحر. لأننا لا نمتلك نسقًا أو بروتوكولًا واضحًا يمكننا جميعًا كمستقلّين التعامل مع أصحاب المشاريع من خلاله. وعليه، يجب أن نمدّ يد المساعدة لبعضنا البعض بالأخطاء التي ارتكبناها.

في هذا الصدد، أطرح مسألة التأخير عن التسليم في الموعد المناسب. إنها واحدة من أبرز الجوانب التي تساهم في إفساد تجربة المستقل. ولا أعني أن المستقل الناجح لا يتأخّر في التسليم أبدًا أو معصوم من خطأ تقدير المدّة. وإنما أتحدّث هنا عن كيفية التعامل مع مثل هذه الظروف.

ماذا تخبر العميل عن وقوع أي ظرف شخصي يؤخّر التسليم؟

لا أستهدف في هذه الحالة خطأ تقدير مدّة التنفيذ. ولا أستهدف أيضًا ظروف العمل أو التنفيذ المستجدّة التي تتطلّب من المستقل مدّة إضافية. وإنما أعني بالتحديد الظروف الشخصية التي قد تطرأ على المستقلّين وتؤخّرهم عن التسليم.

- يفضّل بعض المستقلّين طريقًا نحو الصراحة المفرطة. يفضّلون إبلاغ العميل بكل التفاصيل التي وقعت في الظرف العائلي مثلًا. ويصبح ردّهم في هذه الحالة مفكّكًا إلى حدٍّ بعيد وغير مهني. لأن العميل لا يريد معرفة ما وقع بالتفاصيل. وأرى أن ذلك قد يسبّب اهتزازًا في ثقته فينا في الأساس.

- من الجهة الأخرى، يرفض نوع آخر من المستقلّين أن يخبروا العميل بالسبب الحقيقي لتأخيرهم. لأنهم يرونه شيء غير مهني ومن الممكن أن يكون طعنةً في الثقة. لكنهم يزيدون الطين بلّةً، وذلك من خلال التلاعب بمدّة تنفيذ المشروع، حيث يبتكرون أسبابًا تقنية وهمية لمد مدّة التنفيذ.

دعونا نتبادل الآراء في ضوء النماذج السابقة، وأجيبوني على السؤال بأسلوبكم: ظرف طارئ أخّركَ عن التسليم.. ما الذي ستقوله للعميل؟