مرحلة التفاوض من المراحل الهامة في معظم مشاريع العمل الحر، وهي المرحلة التي يُبنى على نتيجتها الأساس الذي سيمشي عليه المشروع، فإما ستكون نتيجة مُرضية لكل من صاحب المشروع والمُستقل وهو الهدف من التفاوض ، أو ستكون نتيجة تُرضي طرفًا واحدًا ويتقبلها الطرف الأخر رغمًا عنه، وغالبًا ما تسير الصفقة ببعض المشاكل او لا تكتمل !

قد نظن أن التفاوض أمر فطري ولكل منا أسلوبه التقليدي في التفاوض، ولكن هل يكفي هذا الأسلوب في التفاوض من أجل العمل؟، غالبًا ما نكتشف بعد فترة أن هناك أمر ما خاطئ، وأن أسلوب التفاوض الذي نتبعه قد يجعلنا نخسر الصفقة، أو نرضى بأقل مما نستحق!

لذلك الخطوة الأولى للحصول على نتيجة تفاوض في صالحنا هي فهم عملية التفاوض فالهدف من التفاوض ليس أن نربح التفاوض ونشعر بالإنتصار، بل هو الوصول لحل مُرضي للطرفين ومناسب للشيء الذي يتم التفاوض من أجله.

بعد الهدف يأتي الوضوح في التفاوض ليكون عنصر رئيسي في بناء نتيجة التفاوض، فمثلًا إذا عرضتُ سعر على العمل ثم قدم لي سعر أقل منه بكثير، لابد أن أكون واضحًا أثناء تفاوضي على السعر، وأُبرز الأسباب التي تجعلني أستحق القيمة الأكبر من التي حددها العميل، والتي توضح المهارات التي أمتلكها ويُمكنني تقديمها للعميل.

يقول رونالد شابيرو في كتاب كيف تُفاوض بحيث يفوز الجميع، وخاصة أنت* " إن مُقاربة رابح\خاسر سُرعان ما تنقلب وتُصبح خاسر\خاسر، لأن الإتفاق لا يكون متكافئًا وسُرعان ما ينقلب الطرف الخاسر عليه ويُحاول أن ينسفه "

لذلك إن الأنانية في التفاوض تُشعر الطرف الأخر بعدم الأمان والثقة في الطرف الذي يتفاوض معه، وبالتالي يُنهي الأمر بالرفض او عدم الرد على التفاوض، لذلك من الذكاء أن يكون التفاوض به جانب من التفكير في الطرف الأخر وما يهدف له، والتركيز على الحصول على افضل نتيجة للصفقة لا تُرهقنا ولا تُعضل الطرف الأخر.

وأخيرًا لا تخلو عملية التفاوض من التعاون بين الطرفين والإبتعاد عن النديّة والعند، والتأكد من أن كل منا بنفس الأهمية لدى الأخر، ولذلك لابد تقدير هذا الجانب أثناء عملية التفاوض.

ما هي الخطوات والمعايير التي تتبعها في التفاوض من أجل الحصول على أفضل نتيجة مُرضية للطرفين؟ وهل مررت بخسارة عملية تفاوض شعرتُ فيها أنك السبب في خسارتك؟